يبدو النجاح كوميض من (التألق) الذي يبدأ مع كل إنسان يسعى إليه، ويحاول بلوغه مستنداً إلى كل الطرق المشروعة التي تُبيح له تحقيق ما يريده ضمن رحلته في هذه الحياة، غير أنه ما لا يتحقق بسهولة، إذ تشهد تلك الرحلة الكثير من العقبات، التي تقف؛ لتمنعه من تحقيق مراده، أو حتى بلوغ أدنى درجاته ويعود ذلك؛ لأسباب يختلقها الفاشلون أصحاب الضمائر الميتة ممن يحرصون على بث الفشل في مجتمعاتهم؛ لضمان كل ما يرغبون به لهم وحدهم، أما البقية فلا تستحق من تلك الرغبات حتى الفتات، الذي يصعُب الحصول عليه أيضاً ما لم يكن الإيمان بالله هو المُحرك الأول والخطوة التي تسبق كل وأي شيء في تلك الرحلة، تعقبها خطوة أساسية وهي الشجاعة التي ستجعل المهمة أبسط بكثير مما يمكن تصوره، فغياب الخطوة الأولى وهذه الأخيرة يجعل كل ما يمر به كل من يحلم بالنجاح ويرغب به في رحلته مستحيلاً للغاية، ولربما تنقطع أنفاسه من اللحظة الأولى؛ ليشعر بالنهاية رغم أنه لم يبدأ بعد. النجاح هو الهدف الذي يسعى إليه كل سوي، فوحده من يدرك قيمته، ويشعر بأهميته في حياته، ومدى قدرته على تغيير كل ما حوله، فهو ما يزيد من قيمة الأشياء، ويضاعف فائدتها بأي مجال يخوضه ويكون فيه، مما يعني أن الحاجة إليه ضرورة تفرضها رغبة التغيير والإصلاح، وتحسين الأمور؛ لتبدو بأفضل صورة ممكنة، وهو ما يأخذنا إلى التفكير بالنجاح، والتخطيط له، بفرض الاجتهاد على النفس في سبيل نيله، دون الاعتماد على فكرة أن النجاح هو ما سيأتي إلينا، فهي فكرة خاطئة لا تمت للصواب بصلة، ولا يمكن ترجيحها أو الاستناد إليها، فمن يريد النجاح في حياته يجدر به السعي خلفه؛ كي يصل إليه ويتمكن منه ويُخلّفه فيما بعد لكل من يحلم به أيضاً، (لا) أن يجلس حيث هو في انتظار نظرة من النجاح يرمقه بها؛ ليُعبر له عن مدى إعجابه به، ورغبته بالتواصل معه؛ لخوض رحلة يكون النجاح فيها تابعاً، فهو ما لا ولم ولن يحدث بتاتاً؛ لأن النجاح هدف كل من يسعى إليه، فإن بلغه عُرف به، وصار كل ما سيخلفه بصمة حقيقية تعبر عنه، وهو ما يُعقل ويستحق بأن يكون، فما يحسبه من لا يجيد الحساب بأن النجاح ما هو إلا ضربة حظ، وأنه لا يكون إلا لمن يتمتع بحظ كبير، لا أساس له من الصحة، إذ إن هذا الحظ المعني ليس سوى جملة من الأحلام التي يدعمها اجتهاد كبير، لا يعرف الملل ولا يسمح به بتاتاً، ولا يعرف سوى التحفيز الذي يُحمله على المتابعة؛ كي يصل، وهو ما نحتاج لأن نتعرف عليه ونتأكد من وجوده في حياتكم؛ لندرك كيف يكون النجاح؟ وما يعنيه بالنسبة لكم من خلال صفحة الزاوية الثالثة، فإليكم ما هو لكم. من همسات الزاوية الحياة مجموعة من (الفرص) التي تنتظر من يقطفها، وهو يعي ويعني ما يفعله، معلناً جديته بفعل ذلك، ومسخراً كل جهوده من أجل تلك الفرص، يدعمه إيمانه بالله أولاً، ومن ثم ثقته بنفسه، وسعيه واجتهاده الحقيقي الذي سيأخذه نحو ما يريد تحقيقه، وسيحققه وسيكون له بإذن الله تعالى.