فيينا - رويترز أظهر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، نُشر أمس الجمعة، أن إيران مستعدة لتوسيع عمليات تخصيب اليورانيوم بدرجة كبيرة في منشأة تحت الأرض، بعد أن انتهت من تركيب جميع أجهزة الطرد المركزي اللازمة لذلك في تطور من المرجح أن يزيد قلق الغرب بشأن أهداف طهران النووية. وقال التقرير السري إن "الجمهورية الإسلامية قامت بتركيب ما يقرب من 2800 من أجهزة الطرد المركزي، التي صمم موقع "فوردو" لتخصيب "اليورانيوم"؛ لاستيعابها تحت الارض وبإمكان طهران عما قريب مضاعفة عدد الأجهزة العاملة إلى نحو 1400. وقال دبلوماسي غربي كبير "يُظهر التقرير استمرار عدم التعاون من جانب إيران مع الوكالة، ويفصل استمرارها في التخصيب وفي تركيب أجهزة الطرد المركزي في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي". وقال دبلوماسي كبير مطلع على تحقيق الوكالة "يمكن بدء تشغيلها في أي يوم، إنها جاهزة". وقال التقرير -الصادر في فيينا- إن "طهران أنتجت نحو 233 كيلوجراماً من "اليورانيوم" عالي التخصيب منذ عام 2010 بزيادة قدرها 43 كيلوجراماً عن أغسطس من هذا العام. وأضاف التقرير أن الإيرانيين استخدموا 96 كيلوجراماً من "اليورانيوم المخصب" إلى درجة نقاء 20%؛ لتحويلها إلى وقود لمفاعلها للأبحاث الطبية في طهران. ويصعب تخصيب "اليورانيوم" إلى مستوى القنبلة النووية بعد تحويله إلى وقود، ويمكن أن يكون ذلك خطوة من جانب طهران تهدف جزئياً للتصدي للمخاوف الغربية بشأن وجود برنامج نووي عسكري لها. لكن مخزونات غاز اليورانيوم المخصب بنسبة 20% زادت بنسبة 50% إلى 145 كيلوجراماً في الشهور الثلاثة الماضية؛ لتقترب من الكمية اللازمة لصنع سلاح نووي. وقال تقرير الوكالة أيضاً إن "الأنشطة المكثفة" في مجمع "بارشين" العسكري -في تلميح إلى ما يشتبه في أنها محاولات لإزالة أثر أدلة هناك- من شأنها أن تقوض بشدة تحقيقاً تقوم به الوكالة بخصوص علامات على أن إيران أجرت أبحاثا ذات صلة بمتفجرات مرتبطة بالأسلحة النووية". وأضاف التقرير أنه "من الضروري السماح بدخول هذا الموقع دون مزيد من التأخير". وقدمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أحدث تقرير ربع سنوي لها بشأن إيران بعد عشرة أيام من فوز الرئيس الأمريكي- باراك أوباما، بولاية ثانية؛ مما انعش الآمال في استئناف الدبلوماسية مع إيران بعد تكهنات بأن إسرائيل ربما تشن هجوماً عسكرياً ضد المنشآت النووية الإيرانية. من جانبه، قال "أوباما" هذا الاسبوع إنه ما زال هناك بعض الوقت للتوصل إلى حل سلمي للأزمة الطويلة مع إيران، لكن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية سلط الضوء على مدى صعوبة المهمة التي تنتظر القوى الغربية التي تضغط على ايران من أجل كبح برنامجها النووي.