عبيد الحاج ,, لا أدري إن كان جمال بن عمر أكثر إحساساً واستشعاراً بخطورة الأوضاع وتعقيداتها في الجنوب أكثر من حكومتنا الموقرة، لكنني أعرف تماماً أن هذه الحكومة لم تتقدّم شبراً واحداً في اتجاه حلحلة الأوضاع هناك، ولم تبادر بأي جهد يُذكر لمعالجة المظالم..!. ماذا تنتظر هذه الحكومة حتى تتخذ قرارات تأريخية «لبناء الثقة في الجنوب» وإذا كانت تتعرّض لضغوط من مراكز القوى المتنفّذة التي هي دائماً تضع مصالحها فوق مصالح الوطن، فلماذا لا تعلن ذلك للرأي العام الوطني والإقليمي والدولي، بل لماذا لا تطرح الأمر برمته على جمال بن عمر في اجتماع للحكومة يحضره هذا الأخير..؟!. تردُّد الحكومة وحيرتنا من مواقفها من المسألة الجنوبية تبرز تساؤلات عديدة وخطيرة تضع بعض القوى التقليدية المعروفة بعدائها الفاضح ليمن جديد، يمن الدولة الحديثة في دائرة الاتهام..!. فهي تعرف جيداً أن الطريق إلى يمن جديد.. يمن الدولة الحديثة.. يمر عبر الجنوب.. وأن أية تسوية جادة وناجحة للأوضاع في الجنوب؛ ستكون طريقاً معبّداً لعودة الجنوب إلى هذا الدور التأريخي. ولهذا فهي تعمل جاهدة للإبقاء على الأوضاع هناك في منطقة اللا حل؛ بل تزيدها تعقيداً واضطراباًَ!!. يكفي الجنوب نحو عقدين من التمييز والقمع وعدم معالجة المظالم المشروعة، فالضرورة الوطنية اليوم تفرض موقفاً وطنياً تاريخياً للحكومة من الأوضاع في الجنوب دون تردُّد أو تلكؤ أو مماطلة.