أنشأ قسم الأذن والأنف والحنجرة بمستشفى دبي في مبادرة مميزة عيادة متخصصة لأمراض السمع والتوازن تم تجهيزها بأحدث الأجهزة الطبية لتشخيص وعلاج وتأهيل أمراض السمع وعدم الاتزان (الدوخة) بتكلفة تتعدى المليون درهم لتكون منافسة لأشهر المراكز العالمية المتخصصة في تشخيص وعلاج أمراض الدوخة وعدم الاتزان . وقال الدكتور حسين عبدالرحمن استشاري ورئيس القسم والمدير الطبي لمستشفى دبي ان انشاء هذه العيادة، وهي الأولى من نوعها بالدولة، يهدف لتوفير كافة أنواع العلاج للمواطنين والمقيمين مشيرا الى ان أمراض السمع والتوازن تصيب نسبة كبيرة جدا من المرضى في المجتمع . اوضح انه قبل افتتاح هذه العيادة، كانت هناك مجموعة كبيرة من هؤلاء المرضى يواجهون كثيرا من الصعوبات في التشخيص والعلاج، وهذا بالطبع كان يضاعف التكلفة العلاجية لهؤلاء المرضى . وأضاف: كنا سابقا نبعث مرضانا للخارج أو ندعو طبيباً زائراً لتشخيص وعلاج هؤلاء المرضى، وكان ذلك مكلفاً جداً، وقد تم إنشاء عيادة السمع والتوازن خصيصاً لتقديم خدمه طبية مميزة للمرضى، كما تم تعيين الدكتور محمد فوزي مصطفى دكتوراه وزمالة أمراض السمع والتوازن من جامعة واشنطنالأمريكية مشرفاً على هذه العيادة . وحول هذه العيادة وأمراض السمع وعدم الاتزان (الدوخة) جرى الحوار التالي مع الدكتور محمد فوزي . ما البرامج العلاجية لعيادة السمع وعدم الاتزان؟ أمراض السمع وطنين الأذن وأمراض الدوخة والدوار هي من أكثر الأمراض انتشارا في المجتمع في الأطفال والكبار، وبحاجة ماسة لعيادة تخصصية مجهزة بأحدث الأجهزة لكي يتم تشخيص هذه الأمراض تشخيصا صحيحاً ومعالجتها وتأهيلها بدرجة تعيد المريض إلى حياته الطبيعية، وقد كان قسم الانف والاذن والحنجرة خلال الفترة السابقة سببا في علاج وتأهيل أكثر من 8000 مريض من داخل وخارج الدولة يعانون من مشاكل طبية خاصة بالسمع وطنين الأذن والدوخة وعدم الاتزان، وتوقع مضاعفة هذا العدد خلال الفترة القادمة خصوصا بعد تحديث وتوسع العيادة وزيادة قدرتها الاستيعابية . وبعد افتتاح العيادة فانها اصبحت توفر أكثر من برنامج لتشخيص وعلاج وتأهيل أمراض السمع وطنين الأذن وعدم الاتزان (الدوخة)، حيث توفر العيادة البرامج الآتية: 1- برنامج تشخيص وعلاج وتأهيل أمراض الدوخة وعدم الاتزان (الدوار) . 2- برنامج تشخيص وعلاج وتأهيل أمراض السمع عن طريق وصف وتركيب وبرمجة السماعات الطبية . 3- برنامج زراعة القوقعة . 4- برنامج تشخيص وعلاج وتأهيل طنين الأذن . 5- برنامج فحص السمع في الأطفال حديثي الولادة (Neonatal Hearing Screening) ما هي أمراض الدوخة وعدم الاتزان (الدوار)؟ وكيف يتم تشخيصها؟ الدوار هو حالة يشعر فيها المريض بأنه يدور أو أن المكان يدور به، وعدم الاتزان هو إحساس المريض بان جسمه غير ثابت على الأرض، وفي بعض الأحيان يترنح الجسم او يرى الأشياء المحيطة به تتحرك، وقد يصاحب هذه الحالة غثيان أو قيء أو طنين بالأذن أو ضعف سمع أو تعرق بارد وشحوب بالوجه . وعندما يأتي المريض إلى عيادة أمراض السمع والاتزان وهو يعاني من دوخة أو عدم اتزان فيجب أولا أن نتبين إذا كان الدوار سببه هو الأذن الداخلية والذي يمثل تقريبا60% من أسباب الدوخة، أم أن سببه مشكلة أخرى بالجسم خارج الأذن الداخلية والذي يمثل تقريبا40% من أسباب الدوخة، ومن الممكن أن يتم ذلك من خلال اخذ تاريخ مرضي مفصل عن طبيعة الدوخة، وعمل فحص سريري شامل ثم يتم عمل الاختبارات المعملية الخاصة بجهاز الاتزان والتي تضم اختبار رأرأة العين (videonystagmography) الذي يقيم جهاز الاتزان الطرفي في كل أذن على حده، وجهاز الكرسي الدوار (rotational chair) الذي يقيم قدرة الجهاز العصبي المركزي على التغلب على الدوار ويقيس نسبة التحسن مع العلاج التأهيلي ويأتي بعد ذلك الجهاز الحركي لفحص التوازن (Dynamic posturography) والذي يحدد بدقة سبب الدوخة إذا كان مصدرها هو جهاز التوازن بالأذن الداخلية (Labyrinth) أم مصدرها هو العين (Visual) أم مصدرها هو الإحساس بالأطراف (Proprioception) وتعتبر هذه الأجهزة الأولى من نوعها في الدولة . ما أسباب الشعور بالدوخة وعدم الاتزان ( الدوار)؟ أن تشخيص اضطراب الدوخة وعدم التوازن أمر معقد، لان هناك العديد من هذه الاضطرابات المتعلقة بها، لذا يجب اللجوء إلى الطبيب المختص بأمراض التوازن لتشخيص وعلاج خلل الاتزان الذي قد يكون سببا من الأسباب الآتية: 1- الدوار الاذني الطرفي: لأسباب داخل الأذن أو في عصب الاتزان منها ما هو مصحوب بضعف سمع حسي عصبي مثل داء منيير أو الالتهاب الفيروسي لقوقعة الأذن ومضاعفات التهاب الأذن الوسطي وتيبس عظمة الركاب وورم عصب الاتزان أو غير مصحوب بضعف سمع مثل الدوار الوضعي الحميد والالتهاب الفيروسي لعصب الاتزان . 2- الدوار الاذني المركزي: بسبب مرض يؤدي إلى اضطراب نظام التوازن داخل المخ أو جزع المخ أو المخيخ . 3- الدوار الغير أذني: ينتج عن حدوث خلل في احد وظائف الجسم الحيوية مثل الجهاز العصبي، الجهاز الدوري، حدوث خلل في ضغط الدم أو أنيميا حادة، خلل بمستوى السكر في الدم، خشونة في فقرات الرقبة أو خلل في وظيفة الغدة الدرقية أو ارتفاع بالكولسترول . 4- الدوار الفسيولوجي: الذي يحدث بدون سبب مرضي ومن أمثلته الدوار عند ركوب البحر أو سيارة أو مصعد أو طائرة . ويشمل هذا النوع أيضا الدوار عند النظر من أماكن مرتفعة . 5- الدوار النفسي: يتم تشخيص هذا النوع من الدوار بعد استنفاذ كل المحاولات لكي نجد سبب عضوي للدوار ويكون عند المريض اضطرابات نفسية تؤهله لحدوث هذا النوع من الدوار . ما علاج مشكلة الدوخة؟ أن أول خطوة في علاج الدوخة هو تحديد السبب، حيث إننا إن لم نتوصل للسبب فيكون علاجه في غاية الصعوبة، حيث كان العلاج في السابق يقتصر على العقاقير الطبية، أما الآن تتواجد طرق كثيرة لعلاج الدوار على رأسها هو العلاج التأهيلي خصوصا إذا كان الدوار أذني طرفي أو مركزي حيث يتم عمل جلسات لإجراء تمارين محددة للرأس والرقبة والجسم لتحسين ثبات العين والجسم مع حركة الرأس . ويمكن تطبيق هذه التمرينات من خلال جهاز التأهيل التوازني أو تعليم المريض هذه التدريبات للقيام بها في المنزل، وتعتبر هذه الوسيلة من العلاج والتي لا تعتمد على العقاقير الطبية من الأساليب الناجحة . في حالات الدوار الوضعي الحميد التي تتميز بنوبات دوار شديدة جداً مع حركة الرأس في اتجاهات معينة، عادة تكون ناتجة من وجود حبيبات في احد القنوات الهلالية التي يمكن معرفتها بالفحص السريري ويتم علاجها في دقائق معدودة ويتحسن المريض تحسن كامل بنسبة100% بدون أي عقاقير طبية . وتوجد ثلاثة أنواع من ضعف السمع حسب مكان الإصابة بالأذن: 1) ضعف السمع التوصيلي: وهو مشكلة تصيب الأذن الخارجية أو الوسطى، ومن الأسباب الشائعة لهذا النوع ( انسداد الأذن بالشمع - ارتشاح مائي خلف طبلة الأذن- التهابات صديدية بالأذن الوسطي - تيبس عظمة الركاب) . 2) ضعف السمع الحسي العصبي: وهو ضعف ينتج عادة من مشكلة تصيب الأذن الداخلية والعصب السمعي، ويقتضي تأهيل الأشخاص بتزويدهم بسماعات طبية، ومن الأسباب الشائعة لهذا النوع: العوامل الوراثية نتيجة زواج الأقارب - زيادة نسبة المادة الصفراء( البيليروبين) للمولود لمدة طويلة - تعرض الطفل لالتهاب الغدة النكفية - التعرض للضوضاء لفترة طويلة- مرضى السكر والفشل الكبدي والكلوي- الشيخوخة)، 3) ضعف السمع العصبي التوصيلي: وهو مزيج من النوعين السابقين . كيف يتم تشخيص ضعف السمع؟ تتوافر داخل عيادة أمراض السمع والتوازن أحدث أجهزة فحص السمع في الأطفال والكبار وفي ظل هذه الأجهزة المتطورة يمكن اكتشاف ضعف السمع في أي عمر حتى في المولود الحديث، ولا شك أن أهم خطوات العلاج هو التشخيص الصحيح والتدخل المبكر . ولتشخيص ضعف السمع في الأطفال والكبار يتم استخدام بعض الأجهزة الطبية مثل: 1- جهاز قياس السمع بالنغمات النقية (PTA): يعتبر الفحص الأهم والأدق في اكتشاف الصمم وتحديد نوعه وشدته . 2- جهاز قياس ضغط الأذن (Tympanometry): لمعرفة وجود ارتشاح خلف الطبلة من عدمه 3- قياس الاستجابة السمعية لجذع المخ بالكومبيوتر (ABR): الأهم لتشخيص ضعف السمع للأطفال 4- جهاز قياس الانبعاث الصوتي من القوقعة (OAEs) كيف تعالج مشكلة ضعف السمع؟ يتم علاج ضعف السمع بالوسائل الطبية أو الجراحية تبعا لنوعه ودرجته: 1) ضعف السمع التوصيلي: يمكن علاجه بالعلاج الدوائي أو الجراحي أو باستخدام السماعات الطبية . 2) ضعف السمع الحسي العصبي: يمكن علاجه فقط بالسماعات الطبية أو بزراعة القوقعة . ما هو طنين الأذن؟ طنين الأذن هو صوت أو صفير يسمعه الشخص ولا يسمعه غيره، وهو لا يعتبر مرضا وإنما يكون عرضا لأمراض أخرى تصيب الأذن والدماغ ويظهر هذا الطنين كوشيش أو صفير أو طقطقة أو غيره، وعادة ما يصاحب الطنين نقص في السمع دون إدراك المريض في العديد من الحالات . وهناك أسباب عديدة لطنين الأذن والتي يمكن تقسيمها إلى مجموعتين من الأسباب: 1) أمراض داخل الأذن ومن اشهرها ( انسداد الأذن بالشمع- انثقاب طبلة الأذن- التهاب الأذن- تصلب عظمة الركاب - داء منيير- ضعف العصب السمعي) . 2) أسباب أخرى متعددة ومن اشهرها: ( إصابات الرأس وكسور الجمجمة- شيخوخة السمع- التعرض للضوضاء- ارتفاع الضغط ومرض السكري واضطربات الغدة الدرقية وفقر الدم - بعض الأدوية والمهدئات وبعض المضادات الحيوية- أورام قاع الجمجمة وتصلب شرايين العنق والدماغ) . وفي بعض الحالات يكون الطنين عارضا لاضطربات أكثر خطورة خاصة أن ترافق بأعراض أخرى كفقدان السمع والدوار، لذا يجب على أي مريض يتجاوز عمره الأربعين ويشعر بطنين في إذن واحدة لأكثر من عدة أسابيع مراجعة طبيب أمراض السمع والتوازن . كيف يتم تشخيص الطنين؟ يجب على الشخص الذي يشعر بالطنين عدم إهماله والمبادرة إلى مراجعة الطبيب لمعرفة السبب وعلاجه . وتكمن أهمية الكشف والعلاج المبكر للطنين في منع تفاقم الأمراض المسببة للطنين، حيث أنه يجب بعد الفحص السريري من أجراء مخطط وقياس للسمع، أيضاً في بعض الحالات قد يطلب الطبيب إجراء صورة مقطعية أو صورة رنين مغناطيسي للأذن والدماغ وبعض فحوصات الدم . هل لمشكلة الطنين علاج؟ نعم توجد عدة أساليب علاجية لمشكلة الطنين ومنها: 1- علاج المسبب: يبدأ العلاج بمحاولة معرفة السبب لهذا الطنين فمثلا إذا كان السبب انغلاق قناة الأذن بالشمع فيتم إزالته، أيضاً يمكن إيقاف الأدوية المسببة للطنين والتحكم في ضغط الدم والسكري المرتفع . وتكمن الصعوبة إذا كانت المشكلة في الأذن الداخلية على مستوى الخلايا العصبية والعصب السمعي حيث إن هذه الخلايا غير قابلة للتجديد وعادة يتم علاجها باستخدام السماعات الطبية لعلاج الطنين وضعف السمع . 2- استخدام سماعة ماسكر الطنين: السماعات التي تصدر أصواتا تعاكس صوت الطنين الصادر . 3- العلاج التأهيلي التعودي للطنين: تعتمد هذه الطريقة على تقليل حساسية المريض للتفاعل مع الطنين . 4- وسائل عامة للتخفيف من حدة الطنين: (استخدام بعض العقاقير الطبية- الابتعاد عن أصوات الضوضاء المرتفعة - السيطرة على ضغط الدم - الابتعاد عن المنشطات كالقهوة والتدخين مع تقليل التوتر والإجهاد - عدم التفكير في الطنين) . ما هو برنامج فحص السمع في الأطفال حديثي الولادة (Neonatal Hearing Screening)؟ هذا البرنامج يتم تطبيقه في مستشفى دبي ومستشفى لطيفة وسيتم انضمام مستشفى حتا قريبا للبرنامج، حيث يتبع أحدث المواصفات العالمية للكشف المبكر عن ضعف السمع في الأطفال حديثي الولادة، ويتم في هذا البرنامج فحص الأطفال بعد الولادة مباشرة فحصا مبدئيا بجهاز الانبعاث الصوتي للقوقعة (Otoacoustic Emissions) ويتم تحويل كل الأطفال ذوي الاستجابات السلبية إلى عيادة أمراض السمع والتوازن بمستشفى دبي لعمل فحص تفصيلي للسمع والتدخل المبكر لضعف السمع أما بالسماعات الطبية أو بزراعة القوقعة .
