دمشق، موسكو- أ ف ب، د ب أ - فيما تتواصل عمليات القصف من قبل القوات السورية، وتشتد المعارك بين هذه القوات ومقاتلي المعارضة في مناطق سورية عدة، تصاعدت عمليات الخطف في سوريا وطالت، أمس، أربعة صحافيين إيطاليين، حيث حذر الرئيس السوري بشار الأسد من أن سقوط نظامه، أو تفكك سوريا، سيطلق موجة من عدم الاستقرار تهز الشرق الأوسط لسنوات مقبلة، على حد ما جاء في مقابلة مع تلفزيون تركي أذيعت مساء الجمعة. وبعد ساعات قليلة من هذا التحذير، أعلنت موسكو أن سفينتي إنزال كبيرتين ستدخلان ميناء طرطوس خلال أسابيع. يأتي ذلك غداة مقتل نحو 80 شخصا في أعمال عنف في مناطق متفرقة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ويصعب التأكد من دقة هذه التقارير من مصدر مستقل نظرا للقيود الصارمة التي تفرضها السلطات السورية على الصحافيين والإعلاميين. «حي.. ولست في ملجأ» واشار الأسد، في حديثه لقناة أولوصال التركية، الى تأثير الدومينو في حال تقسيم بلاده الغارقة في نزاع دام منذ عامين أو سقوط نظامه، محذرا من أن استيلاء المعارضة على السلطة من شأنه زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط لعقود مقبلقة. وقال الرئيس السوري «الكل يعرف أنه إذا حصل في سوريا اضطراب وصل الى مرحلة التقسيم أو سيطرة القوى الإرهابية في سوريا أو في كلتا الحالتين، فلا بد أن ينتقل هذا الوضع مباشرة الى الدول المجاورة أولا، وبعدها بتأثير الدومينو الى دول ربما بعيدة في الشرق الأوسط». وتابع «أن الأمر يعني خلق حالة من عدم الاستقرار لسنوات وربما لعقود طويلة». ورداً على سؤال حول ما قيل عن وفاته وعن مكان وجوده أجاب الأسد: «أنا موجود أمامكم ونحن فوق الأرض وليس في ملجأ، وهذه الإشاعات التي يحاولون بثها من وقت لآخر هي للتأثير في الروح المعنوية للشعب السوري. وأنا لا أعيش لا في بارجة روسية ولا في إيران. أنا أعيش في سوريا في المكان نفسه الذي كنت أعيش فيه دائماً»، مشيرا إلى أن الصراع في سوريا لم يكن بالأساس محلياً. يذكر أن المقابلة سُجلت يوم الثلاثاء الماضي. خطف صحافيين إيطاليين من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية خطف أربعة صحافيين إيطاليين في شمال سوريا، مشيرة الى أنها تتابع «منذ البداية» القضية، وانه تم تشكيل خلية أزمة على الفور، وأن السلطات الايطالية تطلب «أقصى درجات التكتم» وتلح على أن السلامة الجسدية للرهائن تبقى هي الأولوية القصوى. وقالت صحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية إن الأمر يتعلق بمراسلة صحيفة إيطالية بالإضافة الى ثلاثة صحافيين يعملون لحسابهم الخاص. وأضافت أن الصحافيين تم خطفهم من مجموعة متمردة حين كانوا يصورون مشاهد فيديو، ليل الخميس الجمعة. مقتل 9 اطفال في حلب ميدانيا، سقطت عشر قذائف هاون في دمشق، استهدفت مراكز أمنية وعسكرية تابعة للحكومة، منها مؤسسة الإنشاءات العسكرية في منطقة كفرسوسة ومجمع «تشرين» الرياضي المجاور، وأدت إلى إصابات بين المدنيين وأضرار مادية. تزامن ذلك مع اشتباكات عنيفة في مدينة داريا (جنوب غرب دمشق) التي يحاول الجيش النظامي منذ فترة فرض سيطرته الكاملة عليها. وتشهد دمشق، المدينة الشديدة التحصين ونقطة ارتكاز النظام، تصاعدا في أعمال العنف على أطرافها، حيث توجد جيوب للمقاتلين المعارضين، ويتكرر سقوط الهاون على وسطها. كما تحاول القوات النظامية السيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين في محيط العاصمة يتخذونها قواعد خلفية لهجماتهم، ومنها داريا. وفي محافظة حلب، دارت اشتباكات عنيفة في الجزء الشرقي من حي الشيخ مقصود الذي تعرض لقصف بالطيران الحربي اوقع 15 قتيلاً على الأقل بينهم 9 أطفال. ويحاول المقاتلون السيطرة على هذا الحي الاستراتيجي الواقع على تلة مشرفة على كامل حلب. وفي محيط حلب، قال المرصد إن اشتباكات دارت في قرية عزيزة المجاورة لمطار حلب الدولي، والتي تشهد منذ ثلاثة أيام معارك عنيفة أدت الى مقتل أكثر من عشرين شخصا. سفينتان روسيتان على صعيد متصل، أعلن مصدر في سلاح البحرية الروسية أن سفينتي الإنزال الكبيرتين «الأميرال نيفيلسكي» و«بيريسفيت» ستدخلان في النصف الثاني من شهر مايو المقبل إلى ميناء طرطوس السوري، حيث نقطة الدعم المادي التقني للأسطول البحري الحربي الروسي. وأضاف المصدر أن مجموعة من سفن أسطول المحيط الهادئ، وعلى رأسها سفينة «الأميرال بانتيلييف» المضادة للغواصات ستقوم بتنفيذ عدد من المهام التدريبية القتالية في البحر الأبيض المتوسط ضمن مجموعة تابعة لسلاح البحرية الروسي. وكانت موسكو أعلنت في مارس أنها قادرة على ارسال مجموعة القطع البحرية إلى البحر المتوسط لتتواجد هناك بصفة مستمرة. موسكو: الأممالمتحدة تعيق التحقيق حول «الكيماوي» قالت موسكو، أمس، إن الأمانة العامة للأمم المتحدة تبنّت موقفا غير بناء في قضية الاستخدام المحتمل للسلاح الكيميائي في سوريا تحت ضغط بعض الدول، متهمة إيّاها بالعمل على إفشال التحقيق. وأعربت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن الأمانة العامة وتحت ضغط بعض الدول، تتبنى موقفا غير بناء وغير ثابت، وتُفشل عمليا التحقيق في معلومات محددة لا يزال التحقق منها ممكنا حول الاستخدام المحتمل للسلاح الكيميائي في سوريا في 19 مارس الماضي.