أعلن ناشطون سوريون مقتل 70 شخصا، الأربعاء، برصاص قوات بشار الاسد في مدن سورية عدة، وتأتي هذه الأعمال في سياق حملة عسكرية واسعة تشنها عصابات الاسد لتأمين شريط بعرض ثمانية كيلومترات في محيط العاصمة لحمايتها والسيطرة على معاقل للمقاتلين الثوار الذين حاولوا الاقتراب من مطار دمشق الدولي قبل أيام. وشن الطيران الحربي السوري الأربعاء غارات جوية على مناطق في ريف دمشق حيث تستمر الاشتباكات والحملة العسكرية التي تنفذها قوات النظام منذ أسابيع، غداة موافقة حلف شمال الأطلسي على طلب تركيا نشر صواريخ باتريوت على حدودها مع سوريا. ولجأت القوات السورية الحكومية مجددا إلى طائراتها المقاتلة للإغارة على مناطق في محيط دمشق، لا سيما أطراف بلدات بيت سحم والمليحة وزبدين في ريف العاصمة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وتحدث المرصد عن اشتباكات في محيط بيت سحم وفي بلدة سقبا شرق العاصمة السورية، إضافة إلى محيط مطار عقربا العسكري، بينما طاول القصف محيط داريا. وقتل سبعة عناصر من القوات النظامية "إثر هجوم نفذه مقاتلون من عدة كتائب مقاتلة على حاجزهم في قرية بابولين الواقعة جنوب مدينة معرة النعمان (شمال غرب) على طريق حلب دمشق"، بحسب المرصد. كما تستمر الاشتباكات في محيط وادي الضيف المحاصر منذ سيطرة الكتائب الثورية المقاتلة على معرة النعمان الاستراتيجية في أكتوبر الماضي، ما سمح لهم بإعاقة إمدادات القوات النظامية المتجهة إلى حلب. في شرق سوريا حيث يسيطر المقاتلون الثوار على مناطق واسعة بالقرب من الحدود العراقية، تعرض حي الحميدية في مدينة دير الزور للقصف بالطيران الحربي. وأفادت شبكة شام الإخبارية في وقت سابق أن "الجيش الحر" سيطر على مطار عقربا القريب من مطار دمشق الدولي. كما أشارت شبكة سوريا مباشر إلى سيطرة "الجيش الحر" على كتيبة الدفاع الجوي في المليحة بريف دمشق. ومع تزايد الشكوك الدولية إزاء لجوء النظام السوري إلى مخزونه من الأسلحة الكيميائية في النزاع المستمر في بلاده منذ 20 شهرا، أعلنت إسرائيل مساء الثلاثاء أنها "تتابع عن كثب هذه المسألة". وقال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إنه يشاطر الرئيس الأميركي باراك أوباما رؤيته في هذا الموضوع. وكان أوباما حذر الاثنين نظام الأسد من أن استخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه يشكل "خطأ جسيما" وهو أمر "غير مقبول" ستكون له "عواقب". واتخذت أطراف غربية منها فرنسا وألمانيا وحلف شمال الأطلسي مواقف مماثلة، بينما أكد مصدر في وزارة الخارجية السورية الاثنين أن دمشق لن تستخدم هذه الأسلحة ضد شعبها "في حال وجدت". ويرى الخبراء أن تدخلا عسكريا لضمان أمن الأسلحة الكيميائية السورية يفترض شن ضربات جوية وإرسال قوات خاصة على الأرض، غير أن العملية ستنطوي على مخاطر ولن تكون مضمونة النتائج بسبب احتمال أن تكون الأسلحة موزعة على الكثير من المواقع في سوريا. وإلى مرفأ طرطوس الذي يشكل نقطة تموين ودعم فني للبحرية الروسية، وصلت سفينتا الإنزال الروسيتان نوفوتشيركاسك وساراتوف "لمدة 24 ساعة"، بحسب مصدر في هيئة أركان البحرية الروسية. وتقع هذه القاعدة على بعد 220 كلم شمال غرب دمشق، وهي أنشئت بموجب اتفاق أبرم في 1971 إبان الحقبة السوفييتية، وباتت القاعدة الروسية الوحيدة على حوض المتوسط. وتأتي هذه الخطوة غداة موافقة الحلف الأطلسي على طلب تركيا نشر شبكة صواريخ باتريوت مضادة للصواريخ على حدودها مع سوريا. وقال الحلف الثلاثاء إنه "وافق على تعزيز قدرات الدفاع الجوي التركية من أجل الدفاع عن شعب وأراضي تركيا والمساهمة في تخفيف تصعيد الأزمة على طول حدود الحلف". وأكد الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن أن هدف هذه الصواريخ "دفاعي بالكامل". وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي تعد بلاده أبرز الحلفاء الدوليين للأسد، حذر قبل صدور قرار الحلف من أن "تكدس السلاح يزيد من مخاطر استخدامه"، مبديا "قلقا إزاء النزعة المتزايدة نحو التسلح" بسبب النزاع في سوريا. في الأردن الذي يستضيف 250 ألف لاجئ سوري، قال الملك عبد الله الثاني في مقابلة مع صحيفتي "الرأي" و"جوردان تايمز" الحكوميتين إن "الأردن لن يكون طرفا في أي تدخل عسكري (في سوريا)". وأضاف "هذا يتناقض مع مواقفنا ومبادئنا ومصالحنا الوطنية العليا"، موضحا أن "الحل السياسي في سوريا هو السبيل الأمثل". في لبنان المجاور، قتل منذ الثلاثاء أربعة أشخاص في طرابلس (شمال) في اشتباكات على خلفية مقتل أكثر من عشرين مقاتلا إسلاميا قادمين من لبنان لتأييد الثورة السورية في كمين لقوات النظام السوري. وذكر مصدر دبلوماسي لبناني الأربعاء أن دمشق وافقت على تسليم جثث القتلى إلى السلطات اللبنانية.