قصفت القوات السورية النظامية بعنف الأحياء الجنوبية في دمشق ومناطق في ريفها، في محاولة من تلك القوات لطرد مقاتلي الجيش السوري الحر وتأمين طريق المطار الدولي، فيما نشرت تركيا مقاتلات على امتداد حدودها مع سورية، أمس، بعد أن قصفت القوات السورية مواقع في بلدة رأس العين الحدودية، وسقطت قذائف طائشة في الأراضي التركية. في حين أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس، عقب لقائه رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أن روسياوتركيا لم تصلا إلى مبادئ مشتركة حول كيفية تسوية المسألة السورية، متحدثا في الوقت نفسه عن «أفكار جديدة» لحل الأزمة. بينما سحبت الاممالمتحدة موظفيها غير الاساسيين من دمشق. وتعرضت الأحياء الجنوبية في العاصمة دمشق ومناطق في ريفها لقصف من القوات النظامية التي تحاول طرد مقاتلي المعارضة منها. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان، أمس، ان الاحياء الجنوبية من العاصمة تتعرض للقصف «حيث سمع دوي انفجارات في حيي التضامن والحجر الاسود». وكان المرصد أشار في وقت سابق الى ان القصف طال بعد منتصف الليلة قبل الماضية حي التضامن ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الواقعين ايضا في جنوب العاصمة. وفي محيط دمشق حيث تنفذ القوات النظامية منذ الخميس الماضي حملة عسكرية واسعة، شنت الطائرات الحربية غارتين على بلدة بيت سحم والبساتين المحيطة بها، بحسب المرصد الذي تحدث عن اشتباكات في هذه البساتين، وتلك المجاورة لبلدة ببيلا المجاورة جنوب العاصمة. وفي الزبداني شمال غرب دمشق، أفاد المرصد بأن «مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة هاجموا مبنى مدير المنطقة واشتبكوا مع عناصر الشرطة». وتشن القوات النظامية حملة عسكرية واسعة في محيط دمشق وريفها منذ الخميس، سعياً لتأمين شريط بعرض ثمانية كيلومترات في محيط العاصمة، بحسب ما أفاد مصدر امني سوري ل«فرانس برس» في وقت سابق. وكانت صحيفة الوطن السورية القريبة من النظام تحدثت في عددها الصادر أول من أمس، عن هذه العمليات العسكرية، مؤكدة ان الجيش السوري النظامي «فتح أبواب جهنم» على كل من يخطط للهجوم على دمشق. وتحدثت الصحيفة، أمس، عن «عمليات نوعية جديدة» للجيش الذي قتل عددا كبيرا من «الارهابيين». وكتبت أنه لتأمين طريق المطار «يواصل الجيش تقدمه على محور بلدات حجيرة عقربا بيت سحم وصولاً إلى الغزلانية، والعمليات النوعية التي قام بها أدت الى تسجيل العديد من الاصابات في صفوف من تبقى من الارهابيين». وفي حماة، حيث فتحت جبهة جديدة بمعارك أول من أمس، وإرسال تعزيزات للجيش، أمس، حسب المرصد «فرض المسلحون لليوم الثاني اضرابا عاما بقوة السلاح على أصحاب المحال التجارية». إلى ذلك، أعلن بوتين خلال زيارة عمل الى اسطنبول أن تركياوروسيا لم تتوصلا الى اتفاق حول سورية. وقال في مؤتمر صحافي مع أردوغان، إن «روسياوتركيا لم تتوصلا حتى الآن الى رؤية مشتركة حول وسائل تسوية الوضع في سورية». وأضاف أن بلاده، التي تعد آحد آخر الدعائم الدولية لنظام الأسد، ستحافظ على الرغم من هذه التباينات على الحوار مع تركيا التي تطالب بتنحي الرئيس السوري. وقال بوتين «سنكون على اتصال مع تركيا لمتابعة العمل معاً حول وسائل تطبيع الوضع في سورية»، وأنه تم تكليف وزيري الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو والروسي سيرغي لافروف بإجراء المزيد من المحادثات في هذا الصدد. واعتبر بوتين أن مواقف روسياوتركيا متطابقة تجاه سورية من الناحية الإنسانية. وكشف بوتين أن أفكاراً جديدة ولدت خلال الاجتماع «لكن من السابق لأوانه الكشف عنها»، مشيراً إلى أنها تحتاج إلى المزيد من البلورة. وأكد بوتين أن بلاده لا تغض نظرها عن القصف السوري للأراضي التركية - الحدودية. وحول طلب تركيا من حلف شمال الأطلسي (الناتو) نشر منظومة صواريخ باتريوت على حدودها مع سورية، قال بوتين إن «أنظمة الباتريوت ليست الأنظمة المثالية للدفاع الجوي في العالم»، مضيفاً «نشارك تركيا تحفظاتها حول القصف السوري، لكننا ندعو إلى ضبط النفس». كما أعلن بوتين أن بلاده ستدعم تركيا في بناء أول محطة نووية بتركيا، مشيراً إلى أن الدعم الروسي لن يقتصر على بناء المحطة فحسب، بل سيشمل كذلك تمويلها، إذ ستقدم موسكو إلى أنقرة 22 مليار دولار وهي الكلفة الإجمالية لهذا المشروع. من جانبه، قال أردوغان إن الجانبين الروسي والتركي يسعيان لوقف العنف في سورية في أسرع وقت ممكن، مشيراً إلى تقارب مواقف البلدين إلى حد ما حول الأزمة. ووقع الجانبان في الاجتماع عدداً من الاتفاقيات الاقتصادية والسياحية بينها إلغاء تأشيرة الدخول بينهما، واتفاقيات في القطاعات المصرفي والنووي والصناعي والزراعي. في سياق متصل، قالت مصادر أمن تركية إن أنقرة نشرت مقاتلات بامتداد حدودها مع سورية، أمس، بعد أن قصفت القوات الحكومية مواقع في بلدة رأس العين الحدودية وسقطت قذائف طائشة في الأراضي التركية. وسيطر مقاتلو المعارضة على رأس العين قبل نحو شهر في معركة تسببت في أكبر موجة نزوح للاجئين خلال الصراع القائم في سورية منذ 20 شهراً، واختبرت مدى عزم تركيا على الدفاع عن نفسها في مواجهة أي امتداد للعنف. وقالت مصادر أمن إن طائرات تركية من طراز «إف-16» أرسلت من قاعدتها في مدينة ديار بكر في جنوب شرق البلاد بعد غارات جوية على مقر الجيش السوري الحر في رأس العين. وذكرت مصادر أن قذائف سقطت في بلدة جيلان بينار التركية المتاخمة لرأس العين، ما تسبب في حالة من الذعر.