يتعرض عدد من أحياء العاصمة السورية دمشق ومناطق في ريفها إلى قصف من القوات النظامية التي تواصل حملة عسكرية واسعة تهدف إلى إعادة السيطرة على بعض المناطق التي وقعت في يد قوات المعارضة قبل عدة أيام. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الأحياء الجنوبية من العاصمة تتعرض للقصف "حيث سمع دوي انفجارات في حيي التضامن والحجر الاسود"، إضافة إلى حي التضامن ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الواقعين أيضا في جنوب العاصمة. وفي محيط دمشق، حيث تنفذ القوات النظامية منذ الخميس حملة عسكرية واسعة، شنت الطائرات الحربية غارتين على بلدة بيت سحم والبساتين المحيطة، حسب المرصد الذي تحدث عن اشتباكات في هذه البساتين وتلك المجاورة لبلدة ببيلا المجاورة، والواقعتين إلى الجنوب من العاصمة. وفي الزبداني شمال غرب دمشق، أفاد المرصد بأن "مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة هاجموا مبنى مدير المنطقة واشتبكوا مع عناصر الشرطة". وتشن القوات النظامية حملة عسكرية واسعة في محيط دمشق وريفها منذ الخميس، سعيا لتأمين مناطق في العاصمة ومحيطها بعد معارك دامية بين الجانبين للسيطرة على مطار دمشق الدولي. في حلب، حيث تدور معارك يومية منذ أكثر من أربعة أشهر، هز انفجار سيارة ملغومة حي الميريديان في المدينة ليل الأحد، مستهدفا حاجزا عسكريا للقوات النظامية، مما أدى إلى وقوع جرحى وأضرار مادية، حسب المرصد. كما انفجرت قنبلة قرب مبنى كلية التربية في حماة، مما أسفر عن إصابة شخص، فيما تعرضت منطقة عقرب في ريف حماة الجنوبي إلى قصف بالطائرات الحربية والمروحيات، حسب المرصد السوري. وأدت أعمال العنف إلى مقتل 180 شخصا في سورية الأحد، حسب المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له ويعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في كل مناطق سورية. تبادل لإطلاق النار وفي سياق متصل أكد الجيش اللبناني أن مسلحين مجهولين أطلقوا النار من الأراضي السورية على مركز للجيش اللبناني في بلدة حدودية شرقي لبنان. وقال بيان أصدرته قيادة الجيش اللبناني إن عناصر المركز ردت "على مصادر النار بالمثل، من دون تسجيل أي إصابات". وأوضحت قيادة الجيش في بيانها أن الوضع "أعيد إلى طبيعته، وتقوم وحدات الجيش بتعزيز إجراءاتها الميدانية في المنطقة لحماية المواطنين والتصدي لأي اعتداء". وشهدت الحدود المشتركة بين سورية ولبنان توترات منذ بدء النزاع السوري قبل 20 شهرا، شملت سقوط قذائف أطلقتها القوات النظامية السورية على بلدات حدودية لبنانية. كما حصلت صدامات بين مسلحين من الجانب السوري وقوات الأمن اللبنانية، أدى آخرها في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إلى مقتل سوري وإصابة 10 من قوى الأمن اللبنانية بجروح. صواريخ باتريوت على الحدود مع سورية في غضون ذلك، أعلن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية في براغ الاثنين أن نشر صواريخ باتريوت في تركيا على الحدود مع سورية يحتاج إلى أسابيع، وذلك في حال وافق وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي على طلب أنقرة في هذا الشأن. وقال المسؤول الذي يرافق وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في جولتها الأوروبية وطلب عدم كشف هويته، إن الولاياتالمتحدة "متفائلة برد ايجابي للحلف الأطلسي لمساعدة تركيا في تعزيز دفاعها الجوي"، مشيرا إلى أنه يترتب استكمال دراسة ميدانية يقوم بها خبراء ألمان وهولنديون. وأضاف المتحدث "قد يوافق حلف شمال الأطلسي على ذلك لكن المساهمة بصواريخ باتريوت ستكون قرارا وطنيا تتخذه كل دولة تقوم بتقديمها. هذا الأمر لم يحصل بعد ولن يحدث الثلاثاء على ما يبدو". ورأى المسؤول الأميركي أن محادثات الحلف في بروكسل الثلاثاء والأربعاء التي ستحضرها كلينتون، يمكن أن تصل إلى اتفاق على نشر الصواريخ "لكن ما لا أتوقعه هو قرار حول التفاصيل، أي العدد والمواقع". ويفترض أن تقوم ألمانيا أو هولندا أو الولاياتالمتحدة بتسليم هذه الصواريخ التي تنتجها مجموعة لوكهيد مارتن العملاقة إلى تركيا. وذكرت مصادر دبلوماسية أن وزراء خارجية الحلف الأطلسي سيستجيبون لطلب الحماية ضد هجمات جوية الذي تقدمت به أنقرة في 21 نوفمبر/تشرين الثاني، وذلك بعد مقتل خمسة مدنيين في بلدة اكجاكالي الحدودية جراء سقوط قذائف أطلقت من سورية في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول.