صائدات وصائدو القمل بأقلام الرصاص في رؤوس الأولاد والبنات سيقدمون إلى «المحاكمة» بعد أن تركوا آثارا جسيمة وجروحا في العديد من الرؤوس الصغيرة التي يبدو أن من قاموا بهذه الجنحة عقولهم أصغر.. هذا ما أشار إليه المتحدث الإعلامي في إدارة التربية والتعليم في المنطقة الشرقية خالد الحماد.. الذي أكد أن التفتيش على الشعر لمراقبة خلوه من القشرة والقمل هو من اختصاص الصحة المدرسية ويتم بطريقة علمية وطبية سليمة لكي تضمن سلامة .. الطلاب والطالبات .. وأن ما حدث هو تجاوز من بعض المدارس وسيتم التحقيق مع مرتكبيها .. ومعاقبتهم. والحق أن حكاية .. صيد القمل والحشرات والقشرة بأقلام الرصاص وبأيدي معلمات واعيات مثابرات على تنشئة جيل من الطالبات بدون «قمل» قد أثار استغرابي ودهشتي.. وأطار عقلي كما أطار عقول الكثير من أمهات الطالبات وأولياء أمورهن الذين تقدموا بشكاوى غاضبة لإدارة التربية والتعليم شارحين ما لحق ببناتهم وأبنائهم من آثار نفسية بالغة الأذى إلى جانب ما تركته أقلام الرصاص من جروح و«دمامل» في رؤوس البنات وبعضهن آثرن عدم الذهاب إلى المدرسة.. خوفا من تلك الصرخات خلفهن من زميلاتهن الساخرات الشامتات «يا مقملة» وهي تهمة جسيمة ومعيبة في زمن اختفى فيه « قمل » الرؤوس والأبدان منذ أكثر من سبعين عاما ، فما الذي جاء بالقمل في هذا الزمن.. وكما اعتدت أن أكون شديد التقدير والاحترام لرجال التعليم والمعلمات في أي موقع كانوا إلا أنني وبكل أسف أرى أن حملتهم الشعواء لمكافحة «القمل» قد ضلت طريقها.. ولم تتخذ الأسلوب الصحي والعلمي في هذا الصدد .. هذا إذا كان يوجد «قمل» أصلا في رؤوس الطلاب والطالبات .. وبدلا من اهتمامهم بالقشرة كان ينبغي أن يهمتوا بما هو أصوب وأجدى في داخل رؤوس الطالبات والطلاب من علوم العصر.. وتطوير المناهج العلمية المدرسية والإقلاع عن تلك الأساليب التقليدية في حفظ أطنان الكتب ويركزوا على الوسائل العلمية الحديثة التي تمارس اليوم كوسيلة فعالة ومجدية لمحاربة الجهل والتخلف. تأملوا جيدا أبناءكم كل صباح كم يحملون على ظهورهم من عشرات الكتب.. وما الذي يحملونه في داخل عقولهم.. وهذا وحده يكفي لنعلم حجم التردي في مناهج التعليم.. القضية ليست البحث عن القمل في رؤوس البنات وإنما البحث عن ما يحملنه في داخل رؤوسهن وعقولهن من علم يستطعن به الإسهام في نهضة بلادهن.. وتقدمها ورقيها.. وباختصار أقترح أن تذهب كل المدرسات الباحثات عن القمل في رؤوس الصغيرات، إلى أقرب العيادات المدرسية أو النفسية فربما هن مصابات بما هو أدهى وأمر وفي المقدمة الجهل.. ولا أزيد.للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250 موبايلي، 737701 زين تبدأ بالرمز 254 مسافة ثم الرسالة