GMT 0:01 2013 الأحد 7 أبريل GMT 2:36 2013 الأحد 7 أبريل :آخر تحديث مواضيع ذات صلة احمد عياش من يضع صورتين جنباً الى جنب سيرى ما حدث في لبنان خلال أكثر من عامين من تغييرات تدعو الى التبحر فيما هو آت. في الصورة الاولى غرق الرئيس سعد الحريري في وجوم رهيب عندما كان يستقبل في بيت الوسط الرئيس المكلف نجيب ميقاتي في 26 كانون الثاني 2011 خلال جولة الاخير على رؤساء الحكومة السابقين في زيارات تقليدية عشية ذهابه الى تشكيل الحكومة الجديدة. وفي الصورة الثانية التي التقطت للحريري في الرياض يوم الخميس الماضي أثناء استقباله النائب تمام سلام الذي صار اليوم رئيساً مكلفاً لتشكيل الحكومة الجديدة ارتسمت ابتسامة عريضة على وجه الحريري محت دفعة واحدة كل الوجوم ليس في الصورة السابقة فحسب، بل على امتداد مرحلة أمسك بها "حزب الله" بقرار من الرئيس السوري بشار الأسد والإمام الايراني علي خامنئي برقبة حكومة لبنان رئيساً وأعضاء. وإذا كان هناك اليوم من وجوم فلا بد من تأمله في حارة حريك ودمشقوطهران. فبعدما كان هذا الثلاثي يغرق في نوبة ضحك في كانون الثاني 2011 وهو يشاهد رئيس وزراء لبنان ابن الرئيس الشهيد رفيق الحريري خارجاً من السرايا، ها هو اليوم يتابع حزيناً خروج الرئيس نجيب ميقاتي من المكان ذاته طاوياً صفحة نادرة في تاريخ هذا البلد تجرأ فيها فريق داخلي على الاخلال بتوازن طائفي ومذهبي هو في أساس تكوين استقلال لبنان. وإذا كان من نصيحة تسدى الى ميقاتي ومن ورائه ثلاثي حارة حريك ودمشقوطهران، فهي من العبارة التي أصرّ الرئيس رفيق الحريري على أن تكتب على باب السرايا التي أعاد بناءها بعد خراب حرب لبنان التي أكلت الأخضر واليابس بين عامي 1975 و1989 وهي: "لو دامت لغيرك لما آلت اليك". والوجوم الذي أورثه "حزب الله" والأسد وخامنئي للحريري بالامس لو دام للأخير لما عاد اليوم الى هذا الثلاثي ومعه ميقاتي. ليس في المسألة أمر شخصي اطلاقاً، ولو انه بدا متجسداً في تعابير الوجوه. ومن غير المبالغة في القول ان اخراج "حزب الله" والأسد وخامنئي من مبنى رئاسة وزراء لبنان هو اشارة الى خروج وشيك لرجل طهران من قصر الرئاسة في سوريا. ومن لا يصدق دنو هذا المصير فليعد الى رفيق الحريري الذي قرر محور "الممانعة" ازالته من الوجود في 14 شباط 2005، فإذا بدمائه تزيل وجود جيش الوصاية السوري في نيسان من ذلك العام. وبالتالي فإن منطق الامور يقول ان كلفة اخراج سعد الحريري من السرايا الذي دُبّر في ليل قبل أكثر من يومين ستكون باهظة جداً بدأ يسددها المدبرون من الآن فصاعداً. أهم ما في المقارنة بين صورتيّ بيت الوسط في 26 كانون الثاني 2011 والرياض في 4 نيسان 2013 ان وطناً بكامله عاد يبتسم. انها لحظة اعادة الحق الى لبنان بعدما استولى عليه حاكما دمشقوطهران عبر وكلائهما المحليين. كما ان عودة الأمل في مستقبل هذا البلد تبدأ باعادة الحق الى أهله. وكم هي كثيرة الحقوق التي يجب اعادتها الى أهلها في لبنان والمنطقة التي تغلي دماء ودماراً. والحريري عاد يبتسم، لأن حق لبنان لن يموت ما دام وراءه من يطالب به.