على الرغم من أن الحدث الذي دعت إليه الهيئة العامة للرياضة والشباب في دبي، الأسبوع الماضي، هو احتفائي بشكل أساسي، تسعى فيه الهيئة إلى تكريم الشركاء وأصحاب الإنجازات، بناء على حصادها السنوي لعام 2012، إلا أن مختلف مفاصل الحدث أحالت إلى مستقبل العمل الشبابي بالدولة، سواء بشكل مباشر عبر تصريحات المتحدثين الرئيسين في كلماتهم، او عن طريق استعراض مواهب تبشر بهذا المستقبل. وتضمن الحفل العديد من الفقرات الفنية التي قدمتها مواهب ناشئة وشابة، وتفاعل الحضور بشكل خاص مع اللوحات التراثية التي استثمرت مسرح المقر الرئيس للهيئة العامة للرياضة والشباب في دبي، لتنثر عبق التراث المحلي وخصوصيته، عبر جماليات الأداء المسرحي، على الرغم من أن جميع المؤدين تقريباً هم من فئة الهواة الذين لا ينتمون إلى أي خشبة من خشبات مسارح الدولة. وتمكن المؤدون الشباب من صياغة صور باللونين الأبيض والأسود، للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في وقت قياسي، على نحو جعل الحضور أكثر ترقباً لسيناريو الصور التي تتبعت مسيرة رجل ملهم وقائد فذ استطاع أن يحول الصحراء إلى جنة خضراء، ويقدم للعالم أنموذجاً نادراً للوحدة، عبر اتحاد إمارات الدولة، مع نخبة يضن التاريخ بنظيرها من القيادة الرشيدة. ومع الأعمال الفنية التي تحيل إلى حقبة تأسيس الاتحاد، وإنجازات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، جاءت بانوراما وطنية لتجسد ملحمة أخرى نُسجت على أرض الدولة، وسهر على حمايتها أصحاب العين الساهرة، التي تبعث الطمأنينة في نفوس أبناء الوطن بمقدرتها وإخلاصها، وهم أبناء القوات المسلحة الإماراتية، وهو ما عكسه المشهد الفني بمقدرة حرفية بالغة، على الرغم من أن مؤديه من الناشئة والشباب الهواة. ثبات وتطور قال الأمين العام المساعد للهيئة العامة للرياضة والشباب، خالد المدفع، إنه مع استراتيجية الهيئة التي تسعى إلى تحقيق رؤية الإمارات لعام 2021، سيتم استيعاب مختلف المستجدات والمعطيات المتبدلة على الساحة، بمرونة شديدة تجمع ما بين العنصر الثابت المتمثل في الرؤية والاستراتيجية، والعنصر المتغير الذي يلائم المستجدات. وأشار المدفع إلى أن الهيئة قامت بتطوير برامجها ومبادراتها بما يتماشى مع استراتيجيتها، لتكون خريطة الطريق إلى العالمية، كما أسهمت في وضع بصماتها البارزة على شتى المجالات وكل الأصعدة المحلية والعالمية لتمكين الشباب الإماراتي. وتطرق المدفع إلى حرص الهيئة على وضع برامج تأخذ على عاتقها نشر الثقافة بين الشباب، واستقطاب الموهوبين والمتميزين، وتقديم الخدمات والاستشارات، وتحقيق التواصل بين قطاعات الشباب في الداخل والخارج، وذلك لإدراكها أهمية الشباب ودورهم في عملية التنمية. من جهته، قال الأمين العام للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، ابراهيم عبدالملك، إن رؤية الإمارات لعام 2021 هي خارطة طريق للعالمية، مضيفاً أن ملتقى الحصاد السنوي الخامس يأتي بالتزامن مع حفل تكريم أصحاب الإنجازات الرياضية، استكمالاً لدور الهيئة في رعاية القطاعين الشبابي والرياضي، وتكريمهم على منجزاتهم وما حققوه من مراكز متقدمة ومتميزة على المستويين المحلي والدولي. وأشار الى أن الهيئة تمضي قدماً في طريق تحقيق الأهداف الاستراتيجية للهيئة وتوفير المناخ الملائم والأجواء المحفزة للشباب بالدولة، وتحرص على توجيه طاقاته بشكل إيجابي وفق الأهداف الوطنية العليا ووصولاً إلى تحقيق رؤية الإمارات 2021، من خلال توجيهات القيادة السياسية الرشيدة، معرباً عن بالغ تقديره لما تحظى به الساحة الشبابية بالدولة من دعم ورعاية من أعلى المستويات بالدولة. وأكد عبدالملك على أهمية دور الشباب عنصراً فاعلاً يجب التنبه له عند وضع خطط التنمية، فقد برز الشباب بإمكاناته على السطح بشكل فاجأ الجميع، وأثبت للجميع أنه الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاهله في الحاضر والمستقبل لما له من آثار رئيسة في حركة التاريخ . من جانبه، قال الأمين العام المساعد للهيئة، خالد المدفع، إن هذا الملتقى يأتي انسجاماً مع التوجيهات السامية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإخوانهما حكام الإمارات، بضرورة استثمار طاقات الشباب وتوجيهها بما يعود عليهم وعلى وطنهم بالرقي والازدهار. وأضاف المدفع أن الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة تولي اهتمامها لخصوصية المتغيرات المتسارعة والمتلاحقة في بيئة الدولة الشبابية، وتُعنى بتوفير المناخ الملائم والمحفز للشباب، لتمكنه من تحقيق ذاته، لذا قامت بتطوير البرامج والمبادرات لتسهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية العامة للهيئة، ونعول على أن تكون هذه البرامج بنَّاءة بحيث تمكننا من انجاز ما لم يتسنَّ إنجازه سابقاً، وتأخذ هذه البرامج على عاتقها نشر الثقافة بين الشباب واستقطاب الموهوبين والمتميزين، وتقديم الخدمات والاستشارات، وتحقيق التواصل بين قطاعات الشباب داخل الدولة وخارجها. وألقى مدير إدارة الأنشطة الشبابية والثقافية، جمال الحمادي، كلمة في مستهل الحفل رحب فيها بالحضور، وقال إن الإمارات تسعى «لتكون من افضل دول العالم بحلول عام 2021، وهي رؤية قيادية طموحة للمكانة التي ينبغي لنا أن نسعى جميعاً لنتبوأها بين دول العالم، ما يتطلب منا بذل الجهود المتواصلة في رفع مستوى الخدمات بما يتوافق مع المعايير العالمية». وقال الحمادي إن إدارة الأنشطة الشبابية والثقافية بالهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، منذ خمسة أعوام مضت، سعت الى اطلاق باقة متنوعة من البرامج والأنشطة المتناسبة مع احتياجاتها فقامت باستقطاب الكفاءات الوطنية في مجال العمل الشبابي ممن لهم الخبرة الكافية والقدرات الابداعية المتناسبة مع التطوير المنشود محققة زيادة مطردة في عدد المستفيدين على مدار الخمسة أعوام الماضية. وأضاف الحمادي «إننا ماضون قدماً، ويحدونا التفاؤل في تحقيق الأهداف الوطنية لقطاع الشباب، من اجل رفع علم الدولة خفاقاً في جميع المحافل، ومن اجل إبراز الصورة المشرفة لشباب الإمارات، شباباً فخوراً بانتمائه، متمسكاً بتقاليده، متمكناً من أدوات عصره ومنفتحاً على عالمه، ومقتحماً غمار العالمية باقتدار، لنجعل من انجازات شبابنا نموذجاً عالمياً يحتذى في مجالات تنمية الشباب، وتمكينه من خدمة أوطانه بالشكل الإيجابي المطلوب». وفي ختام الحفل كرّم عبدالملك الأمين العام والدوسري والمدفع أصحاب الإنجازات الشبابية المحلية والدولية من شباب وفتيات الوطن، إضافة إلى الشباب المتميز والفائزين في مسابقة كأس التفوق الثقافي والاجتماعي للأندية، والمركز المتميز، والمشرف المتميز، والشركاء الاستراتيجيين، ووسائل الإعلام المساندة، مشيراً إلى أن ملتقى الحصاد أضحى حدثاً سنوياً تحرص الهيئة على إقامته بشكل دوري.