استغرب من بعض الإسلاميين (المتأسلمين) عندما يسعون مراراً وتكراراً للتقرب من الأنظمة الحاكمة ويسيل لعابهم أمام شهواتهم الدينية فيأكلون الدنيا باسم الدين ويتاجرون بقضايا الناس فيحققون أرباحاً كثيرة... رحم الله الحجاج فعلى الرغم من أخطائه الكثيرة وخطاياه الفادحة بسبب ولائه لأمير المؤمنين عبدالملك بن مروان إلا أنه كان جندياً لخدمة الإسلام فوصلت فتوحات الإسلام في عهده إلى حدود الصين والهند وفي عهده قضى على الفتنة.. أما هؤلاء اليوم فيتبركون بجدار السلطة ويمسحون أجواخ المعازيب وقد يكونون سبباً في إثارة الفتنة وما كثرة المظالم إلا بسبب غياب النصيحة الصادقة. برأيي أن أنظمتنا الحاكمة بخير لو تخلوا عن هؤلاء، فهم يزينون لهم الباطل باسم الدين ويقللون من كرامات الناس تحت مسمى طاعة ولي الأمر حتى اسشتاط الناس غضباً وصاروا يجاهرون بوجهات نظرهم.. أنظمتنا الحاكمة قلوبها على الناس وهم أرحم من غيرهم لا جدال ولكن الصورة تصل إليهم منقوصة أو معكوسة... الليبراليون الجدد يفرضون احترامهم بسبب جرأتهم مع الأنظمة الحاكمة وهم قادرون على قول كلمة الحق بعكس من ينتسبون إلى الدين ويتسترون بغطائه حتى أصبح المواطن البسيط يقول لكم دينكم ولي دين... فاتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله. أصبحت سمة بعض رجال الدين مع الأسف حب الشهوات من الأموال والنساء وصاروا يسعون للوجاهة الاجتماعية فقربهم للحكام مطلب أساسي ولو كان على حساب دينهم! لم نعد نرى رجالاً لا يخشون في الله لومة لائم حتى كبرت الفجوة بين الحكام وقوى المعارضة في بلداننا العربية فتأخرنا عن كثير من الأمم. يجب أن تصل مظالم الناس لأصحاب الفخامة والسمو دون وسيط أو ولي، وأن يشعر الناس أنهم سواسية في مجتمع يدعي أنه اسلامي، فشريعتنا بسيطة وواضحة وليست بحاجة إلى من يأخذ وكالتها فتكون حصراً عليه، وإني هنا لا أقلل من شأن العلماء والمشايخ ولكنني في الوقت نفسه لا أقبل بتسييس الدين وتطويعه حساب الأهواء فالحق أحق أن يتبع وستكتب شهادتهم ويسألون. إضاءة: الناس يحبون رجال الدين بالفطرة، فإما أن تثبتوا في قلوبهم حبكم أو تنضموا لقافلة من باع دينه بدنياه... والله ولي الصابرين. مشعل الفراج الظفيري Twitter : meshalalfraaj [email protected]