قتل 12 شخصًا وأصيب 45 آخرون بجروح في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة في وسط دمشق، فيما أعلن بان كي مون أنّ محققي الاممالمتحدة الذين سيكون عليهم تحديد ان كان تم استخدام أسلحة كيميائية في سوريا جاهزون للانتشار في البلاد. دمشق: قتل 12 شخصًا وأصيب 45 آخرون على الأقل بجروح جراء التفجير الانتحاري بسيارة مفخخة الاثنين في وسط دمشق، بحسب ما افاد مصدر طبي وكالة الأنباء الفرنسية. وقال المصدر "قتل 12 شخصا واصيب اكثر من 45 بجروح بينهم اطفال، في حصيلة اولية لضحايا التفجير الذي وقع في قلب دمشق"، مشيرا الى ان العدد "مرشح للزيادة". وكان التلفزيون الرسمي السوري ذكر ان التفجير "ارهابي نفذه انتحاري بسيارة مفخخة". ووقع الانفجار قبالة المصرف المركزي السوري وهيئة الاستثمار التابعة لرئاسة الوزراء، في شارع متفرع من ساحة السبع بحرات حيث يقع مكتب "فرانس برس" الذي اصيب باضرار مادية بالغة، فيما لم يصب الصحافيون والعاملون في المكتب باذى. وادى التفجير الى اقتلاع ابواب المكتب الذي اجتاحه الغبار، في حين تحطم الزجاج على الشرفات، وتساقطت قطع من خشب النوافذ والجص في الاسقف. واوضحت قناة "الاخبارية السورية" ان التفجير وقع قرب مدرسة البخاري. وبث التلفزيون السوري الرسمي وقناة "الاخبارية" السورية صورا عن مكان الانفجار ظهرت فيه جثث مدماة على الارض، واخرى يقوم مسعفون بوضعها في اكياس، وسط دمار كبير وحرائق ودخان كثيف اسود اللون. كما ظهر مسعفون ورجال امن ينقلون المصابين، بينما كان عدد من الاشخاص يحاولون انقاذ مصاب من داخل سيارة اجرة صفراء اللون. وأعقب التفجير اطلاق نار كثيف، فيما هرعت الى المكان سيارات اسعاف واطفاء. وكان في الامكان مشاهدة سيارة مشتعلة، بالاضافة الى سيارات اخرى محترقة بالقرب من مكان الانفجار. وذكر التلفزيون الرسمي ان اصوات اطلاق الرصاص التي سمعت في ارجاء المنطقة بعد الانفجار "هي لفتح الطريق امام الاسعاف لانقاذ المصابين من التفجير الارهابي". كما تحطم زجاج المصرف المركزي والابنية المحيطة بالساحة، وكان في الامكان مشاهدة حجارة متناثرة في الشارع، بحسب الصحافية التي اشارت الى ان القوى الامنية فرضت طوقا حول المكان مانعة الناس من الاقتراب. وشهدت العاصمة سلسلة تفجيرات استهدفت مقار امنية ورسمية خلال السنتين الماضيتين، كان آخرها في 21 آذار (مارس) وقتل فيه 49 شخصا بينهم العلامة محمد سعيد رمضان البوطي، رجل الدين السني المعروف المتعاطف مع النظام. لكنها المرة الاولى التي يقع فيها انفجار في منطقة محورية، وهي منطقة سكنية تشهد باستمرار زحمة سير ومرور. يذكر أنّ حصيلة قتلى العمليات العسكرية التي نفذتها القوات السورية في شتى أنحاء سوريا يوم أمس الأحد بلغت 151 قتيلاً، سقط أغلبهم في دمشق وريفها حسب ما أعلن ناشطون سوريون. وأعلن الجيش السوري أنه يقوم بعمليات "نوعية" لاجتثاث "إرهابيي جبهة النصرة" و"مرتزقة الناتو" وحتى استعادة الأمن في أراضي الوطن كافة" نقلا عن وكالة الأنباء السورية الرسمية. وأوضحت "لجان التنسيق المحلية في سوريا" التي تقوم بتوثيق الأحداث بالداخل حيث يضع النظام قيوداً على عمل وسائل الإعلام الأجنبية، أن الحصيلة توزعت كالتالي: 48 قتيلاً في دمشق وريفها، و39 في حلب، و23 بحمص، و12 في دير الزور، و10 بحماه، و8 في درعا، و6 في ادلب، و2 في كل من الحسكة واللاذقية وواحد في الرقة. وبالمقابل، أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة الأحد أن وحدات من الجيش نفذت عملية نوعية في منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق أسفرت عن إحكام الطوق على كامل المنطقة. وقالت في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية، سانا:"دفاعا عن عزة الوطن وكرامة أبنائه وبعزيمة لا تلين وإرادة لا تعرف التردد يواصل أبطال جيشنا العربي السوري مهمتهم النبيلة في ملاحقة فلول المجرمين القتلة من إرهابيي "جبهة النصرة" ومرتزقة الناتو". وأسفرت الحرب الأهلية في سوريا، التي دخلت عامها الثالث في 15 مارس (آذار) الماضي بعدما فجرتها حملات عسكرية أطلقها النظام لسحق احتجاجات مناهضة له، عن مقتل 70 ألف شخص، في حين اضطر ما يزيد عن مليون شخص للنزوح خارج البلاد هربا من العنف الدائر في مناطقهم. محققو الأممالمتحدة جاهزون للانتشار في سوريا من جانب آخر، أعلن الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاثنين أنّ محققي الاممالمتحدة الذين سيكون عليهم تحديد أنّ كان تم استخدام اسلحة كيميائية في سوريا، كما طلبت دمشق، "جاهزون" للانتشار في البلاد. وقال بان في مؤتمر صحافي لمناسبة افتتاح مؤتمر حول اتفاقية الاسلحة الكيميائية في لاهاي "نحن جاهزون" مضيفا "بوسعي ان اعلن اليوم ان فريقا اول موجود بقبرص وهو في مراحل (الاستعداد) الاخيرة" للتوجه الى سوريا. وتبادلت الحكومة والمعارضة المسلحة في سوريا الاتهام باستخدام السلاح الكيميائي في مناطق حلب (شمال سوريا) ودمشق، في النزاع المدمر في البلاد. وتقدمت السلطات السورية في 20 آذار (مارس) بطلب رسمي من اجل اجراء تحقيق للامم المتحدة. واكد بان كي مون "ان الاممالمتحدة اصبحت الان قادرة على الانتشار في سوريا" و"في اقل من 24 ساعة سيتم الانتهاء من كافة التحضيرات اللوجستية". واضاف الامين العام "نحن لا ننتظر سوى اذن الحكومة السورية لتحديد ما اذا تم استخدام اسلحة كيميائية (..) نحن بصدد بحث ذلك مع الحكومة السورية".