أظهر تقرير أصدرته شركة "نورتون سايبر كرايم" المتخصصة في العام 2012 ان الجرائم الإلكترونية المالية تسببت في خسائر تجاوزت 1.5 مليار درهم (422 مليون دولار) في الإمارات. وبيّن التقرير أنه يصعب إحصاء إجمالي تأثير الخروقات الأمنية المعلوماتية في عالم الأعمال، فمُعظم الحالات تبقى طي الكتمان ولا يتم الإبلاغ عنها، حفاظاً على سمعة الشركات وعدم فقدان المتعاملين ثقتهم بها. ويعزو الخبراء عدم الإفصاح عن هذا النوع من الجرائم كذلك إلى عجز كثير من أنظمة الأمن عن اكتشاف الهجمات مباشرة بعد حدوثها. ويؤكّد شون هنري، الخبير الدولي في أمن المعلومات والموظف السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالية أن نسبة الجرائم غير المعلنة في أنحاء العالم عالية جداً وتصل إلى 94%. وستشكل فعاليات الدورة الأولى من معرض ومؤتمر الخليج لأمن المعلومات التي ستقام بين 3 و5 يونيو المقبل في مركز دبي التجاري العالمي منصّة قد تكون الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، تستجيب للأصوات المُنادية بضرورة مناقشة قضية أمن المعلومات في فضاء أرحب وأوسع. لا سيما في ظل سلسلة من الهجمات الأخيرة التي طالت كُبرى شركات الغاز والنفط، وحوّلت قضية اختراق أمن المعلومات من حالات محدودة ضيقة النطاق إلى خطر مُحدِق يتهدد الدوائر المالية والاقتصادية والسياسية. توجهات ويناقش المؤتمِر أحدث التطورات والتوجهات المتعلقة بأمن المعلومات وقوانين الأمن الإلكتروني والحلول الخاصة بها، إلى جانب تبادل المعرفة والآراء بين كوكبة من خبراء أمن المعلومات في القطاعين العام والخاص. ومن المتوقع أن يستقطب المعرض عدداً من الشركات العالمية مثل "إير ووتش"، و"كاسيديان سايبر سيكيوريتي"، و"هيلب إيه جي"، و"لانكوب"، و"سونيك وول"، و"سباير سليوشنز"، و"زيرو ديامونغ". وقال غاي ميغير، المدير العام لشركة "كاسيديان سايبر سيكيوريتي" في الشرق الأوسط، إن أمن المعلومات ليس مجرد نظام يتم تنصيبه على الجهاز وحسب، وإنما هو مجموعة متكاملة من الخبرات والعمليات والحلول. مؤكّداً أن القضية الجوهرية اليوم تتجاوز مسألة الفيروسات البسيطة، وهناك مجموعات محترفة من المخترقين والمخربين الإلكترونيين تبحث عن ثغرات في أنظمة الشركات، بمجرّد تنصيبها، للتسلسل من خلالها وإحداث التخريب، ورغم أن الأنظمة قد لا تكون آمنة بالكامل، فنحن ونُظراؤنا المشاركون في معرض ومؤتمر الخليج لأمن المعلومات ملتزمون التزاماً تاماً بالبقاء في طليعة التوجهات المتعلقة بالأمن الإلكتروني". وقال مايكل ويلينغتون، المدير التنفيذي لشركة "زيروداي"، إن أمن المعلومات والأمن الشخصي "باتا عُرضة للمخاطر"، نظراً لما اعتبره استغلالاً سيئاً أو تبادلاً غير مقصود للمعلومات يتمّ في غير وقته أو محلّه. وأضاف: "حرصنا في زيروداي منذ انطلاقتنا عام 2007، على تقديم أرقى الحلول والاستشارات للشركات في دول الخليج والاتحاد الأوروبي، استناداً إلى منهجيتنا في تقييم أوجه الضعف وإدارة المخاطر، و شهدت الشركات التي استفادت من حلولنا المتميزة تحولاً ملحوظاً على صعيد أمن المعلومات. وشركة "زيروداي" هي شركة إماراتية مجرية متخصصة في هذا المجال. أجندة حافلة ومن المتوقع أن تتضمن أجندة المؤتمر الذي يستمر يومين، تحليلات للتوجهات السائدة في هذا القطاع، التي يعرضها متحدثون بارزين ومبدعون وقادة فكر وخبراء ومبتكرون من أصحاب الإسهامات الجليلة في أمن المعلومات. ويشارك في المعرض عدد من الشخصيات المهمة أبرزها: آي. مارتنيز، كبير المستشارين وعضو مجلس الأمن الإلكتروني القومي الأمريكي عن القطاع الخاص، الذي سيلقي كلمة بعنوان "حماية الدولة من الحرب الأمنية"، وروبرتو دينيز، رئيس إدارة مخاطر العمليات في بنك قطر الإسلامي الدولي الذي سيتناول قضية "السلوك البشري في المواقف الحرجة". وسيشارك في الحدث خبراء عالميون من شركة "أكسينتشر"، والمجموعة الدولية الأميركية، و"بوز ألين هاملتون"، و"بي تي" للخدمات الدولية، و"فوريست سوليڤان"، و"لوكهيد مارتن"، والمنتدى الاقتصادي العالمي، إلى جانب خبراء إقليميين من ادما العاملة، ودو، وجهاز الإمارات للاستثمار، ووزارة الصحة السعودية، وهيئة الطرق والمواصلات في حكومة دبي. ومن المتحدثين رؤساء أمنيون ورؤساء تنفيذون ومديرون لأمن المعلومات ومديرون للشبكات ومديرون في تقييم المخاطر ومهندسون في أمن المعلومات ومهندسو شبكات.