ميونيخ - د ب أ بعدما حسم معركته الأساسية في الموسم الحالي بإحراز لقب الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا) للمرة السابعة في مسيرته الكروية، يأمل المدير الفني لبايرن ميونيخ يوب هاينكس في ترك بصمة جديدة مع الفريق البافاري قبل تسليم الراية إلى الاسباني جوسيب غوارديولا. ومع الأرقام القياسية العديدة والعروض الراقية التي قدمه بايرن في الموسم الحالي بقيادة هاينكس، يداعب حلم الثلاثية هذا المدرب القدير الذي استعاد الوجه المشرق للفريق البافاري منذ أن تولى تدريبه في الموسم الماضي. وقد يكون لقب البوندسليغا الذي حسمه بايرن السبت هو الأخير لهاينكس في مسيرته التدريبية ولكنه كان أقل إثارة ودراما عن لقبه الأول الذي أحرزه كلاعب قبل 42 عاما. وسجل هاينكس آخر هدفين لفريق بوروسيا موشنجلادباخ في موسم 1970/1971 ليقوده إلى الفوز 4/1 على إنتراخت فرانكفورت وينتزع الفريق لقب البوندسليغا من بايرن ميونيخ في المرحلة الأخيرة من المسابقة. والمثير أن هاينكس حسم مع بايرن لقب البوندسليغا السبت في ضيافة إنتراخت فرانكفورت أيضا إذ فاز على انتراخت 1/صفر ليحسم اللقب بعد 28 مرحلة فقط (رقم قياسي) من 34 مرحلة في المسابقة هذا الموسم. وقال هاينكس: «فزت بأول ألقابي في البوندسليغا العام 1971 وكان في فرانكفورت أيضا وكان أفضل ألقابي على الإطلاق». وأحرز هاينكس لقب البوندسليغا 4 مرات كلاعب في صفوف مونشنجلادباخ خلال السبعينيات من القرن الماضي وثلاث مرات كمدير فني لبايرن وكان آخرها السبت بينما كان اللقبان الآخران مع بايرن في فترته الأولى مع الفريق بين عامي 1988 و1990. ولكنه يأمل في إنجاز أكبر قبل اتجاهه المتوقع لاعتزال التدريب بنهاية الموسم الحالي إذ يسعى هاينكس للفوز أيضا في الموسم الحالي بلقبي كأس ألمانيا ودوري الأبطال الأوروبي قبل أن يترك الفريق ليخلفه غوارديولا المدير الفني السابق لبرشلونة الأسباني والذي سيبدأ عمله مع الفريق في بداية يوليو/تموز المقبل. وقال هاينكس بعد الفوز بلقب البوندسليغا: «إنها تجربة مدهشة. شيء رائع ولحظة سأتذكرها دائما». ويعتبر اللقب الذي أحرزه بايرن أفضل تكريم لهاينكس في الموسم الخمسين للبوندسليغا إذ بدأت البطولة في اتخاذ شكلها الحالي بداية من موسم 1962/1963. وعندما بدأت البطولة قبل 50 عاما، لم يكن مونشنجلادباخ ضمن أندية الدرجة الأولى إذ صعد للدرجة الأولى بعد ذلك ليترك معه هاينكس بصمته كمهاجم بارز من خلال الفوز بلقب البطولة أربع مرات في غضون سبعة مواسم فقط. وذكرت صحيفة «فرانكفورتر ألجمينه سونتاج تسايتونج» الألمانية أمس الأول (الأحد): «المشجعون ومسئولو التسويق لم يتخيلوا بطلا أفضل وأكثر سطوعا من بايرن وهاينكس في العيد الخمسين للبوندسليغا... هاينكس حقق أقصى وأفضل الإنجازات في موسمه الأخير مع الفريق... أعلى سيطرة وأعلى مستوى». وعانى هاينكس وبايرن من لعنة المركز الثاني في الموسم الماضي إذ حل الفريق ثانية خلف بوروسيا دورتموند في كل من دوري وكأس ألمانيا كما خسر على ملعبه أمام تشيلسي الإنجليزي في المباراة النهائية لدوري الأبطال بضربات الترجيح. ولكن التعاقدات الجديدة التي أبرمها الفريق مع المدافع دانتي ولاعب الوسط خافي مارتينيز ساعدت الفريق على العودة بشكل أقوى للمنافسة في الموسم الحالي تحت قيادة هاينكس صاحب الإمكانات والمهارات التدريبية الرائعة. وحطم بايرن العديد من الأرقام القياسية في طريقه للقب البوندسليغا هذا الموسم كما نجح هاينكس في الحفاظ على سعادة فريقه المفعم بالنجوم ورد بهدوء على الانتقادات التي وجهت للفريق من مدير الكرة ماتياس سامر. وكان أسلوب هاينكس الهادئ والعنيد في نفس الوقت سببا في أن ينال إشادة من الجميع في البوندسليغا. وقال يورجن كلوب المدير الفني لبوروسيا دورتموند الفائز بلقب البوندسليجا في الموسمين الماضيين: «كان موسما استثنائيا. بايرن فعل كل شيء بشكل سليم». ويأتي اللقب بعد سنوات من الكبوة التي تعرض لها هاينكس والتي بدا فيها وكأنه في طور الاعتزال إذ أقيل من تدريب شالكه في 2004 ووصفه مدير عام النادي رودي أساور بأنه من «المدرسة القديمة». ولكن هاينكس، الذي قضى سنوات أيضا في أسبانيا واضطر للرحيل من ريال مدريد بعدما قاده لدوري أبطال أوروبا العام 1998 عاد إلى تدريب بايرن في 2011 بعد عامين مع باير ليفركوزن. وتهكم هاينكس على تعليق أساور بعدما وصفته صحيفة «فرانكفورتر ألجمينه سونتاج تسايتونج» بأنه «متطور دائما ومواكب للعبة دائما». واعترف رئيس نادي بايرن أولي هونيس بأن إقالة هاينكس من تدريب بايرن في 1991 كانت «واحدة من أكبر الأخطاء». وأكد هاينكس أن الفريق الحالي هو الأفضل في تاريخ النادي وأنه أفضل أيضا من الجيل الذهبي للنادي والذي تألق في السبعينيات من القرن الماضي عندما كان الأسطورة فرانز بيكنباور أحد نجومه. صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3867 - الثلثاء 09 أبريل 2013م الموافق 28 جمادى الأولى 1434ه