- محمد دفع الله قال العلماء والمفكرون المشاركون في المؤتمر الدولي لتطور الفقه الإسلامي، الذي استضافته العاصمة العمانيةمسقط إن الاتفاقيات الاقتصادية الدولية تجعل من الضرورة إعادة صياغة النظريات الفقهية الخاصة بالعلاقات الدولية والسيادة والحكم وغيرها من مجالات السياسة الشرعية في ضوء التطورات الدولية واجتهادات الفقهاء المعاصرين. وقال العلماء في ختام المؤتمر الذي حظي بحضور من قبل سماحةَ الشيخ أحمدَ بنَ حمدٍ الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان في التوصيات إن فقه العيش يقصد به التصالح مع النفس والتساكن والتجاور والتحاور مع الآخر والعيش معه وفق قواعد الاحترام المتبادل وتوفير الأمان، وضمان الحقوق والحريات لكل إنسان في إطار الضوابط المرعية المقتضية لصون الدين على أعرافه المستقرة، ولهذه المهمة الفقهية أهمية بالغة وضرورة ملحة لكون الفقه جسراً للتواصل بين أبناء الإسلام وغيرهم، ومنبراً لإبراز قسمات الإسلام النقية، وصورة ناصعة لعالمية الإسلام وشمولية فقهه للحياة البشرية في شتى مناحيها، وضبطاً لعلاقات الإنسان بأخيه الإنسان، بما يكفل له العيش الكريم، ويضمن منهجاً يسوده التآلف والاعتراف وتصان فيه حريات الجميع، وإن تباينت بهم المسالك واختلفت الديانات. وجاء في التوصيات والقرارات أن الإسلام يطالب بالتعايش المتوازن والتسامح المتكافئ بلا إفراط ولا تفريط، لأنه يوجب حرمة الإنسان كإنسان، بغض النظر عن جنسه أو لونه أو دينه، مع الدعوة إلى التزام القيم الأخلاقية المتبادلة التي تعد عاملاً أساسياً للعيش مع الآخر، فالأصل في العلاقات بين الناس جميعاً هو التعارف والمسامحة والمساكنة. مضمون التعايش ورأى المشاركون أن التعايش والتعارف مصطلح مقاصدي، ومضمونه قرآني صريح (وجعلنا لكم فيها معايش)، فهو ركن من أركان المجتمع الإسلامي والإنساني، والمحافظة عليه بما يقرره بحسب المقاصد الكلية والجزئية أمر شرعي تؤيده أدلة نصية كثيرة. وشددوا على إن إحقاق الحق والعدل والمفاهيم الإنسانية واستقرار الأمم إنما يكون بالتعايش والتعارف، ولذلك ثمار عظيمة في صلاح حال الإنسان والدنيا، وتحقيق أهداف الإنسانية المثلى، وللوصول إلى ذلك لابد من الحوار والتزام آدابه والمبادئ التي تدعم ذلك. ولفتوا الى ان الواقع الإسلامي للمجتمعات الإسلامية في تعدد الأعراف والأديان والمذاهب أمر عاشه المسلمون وعرفوه عبر تاريخهم الطويل، وقالوا "فعلينا أن نحافظ عليه، لأنه دليل وبرهان ساطع على سماحة الإسلام والمسلمين". وأكد المشاركون أن معالجة التأزم الراهن بالأفكار والوسائل الملائمة والمتفهمة هي السبيل الأوحد للخروج من المأزق الحضاري العالمي وتفاعلات الظواهر الجزئية الناجمة عن العنف الذي يسود العالم في كل مظاهر الحياة الإنسانية، ولذا كانت الحاجة ملحة لإنتاج الأفكار والمفاهيم والنظريات الإبداعية الاجتهادية لمواجهة متطلبات الواقع الحضاري والعيش المشترك. وما يصدق بالنسبة للعالم والتأزم فيه يصدق أيضا على حالة المسلمين في علاقاتهم بالعالم وفي العلائق في ما بينهم. المزيد من التفاصيل بالشرق غدا الأربعاء