كلما اعتقدت -خاطئًا طبعًا- أنني أوشكت على فهم العقلية العربية العجيبة.. فاجأتني بإحدى شطحاتها وغرائبها التي تعيدني من جديد إلى نفس الدوامة ونفس الأسئلة المكرورة عن أسباب هذا الخلل الفكري والاضطراب الغرائزي العربي المزمن!!. أتساءل اليوم.. كيف تثير الحاجة غرائز بعض (عرباننا)؟!.. ولماذا تحرَضهم الظروف السيئة - للنساء تحديدًا - على محاولة اقتناص الفرص تحت مسميات الزواج بفروعه العربية المختلفة (متعة - مسيار - مسفار - مصياف)؟! - ولماذا تختلط حميّة و(دون جوانية) البعض فيعتقد أنه (سبايدرمان الحريم) فيقطع آلاف الكيلو مترات في رحلتيّ الشتاء والصيف.. بحجة (الجهاد المقدس) والستر على (الولايا) بينما الهدف الحقيقي هو الظفر بمتعة ولو لأيام معدودة؟!. * على ذمة وكالة الشرق الأوسط المصرية فإن نحو 12 ألف حالة زواج لمصريين من سوريات لاجئات هاربات من جحيم الحرب والأوضاع المتأزمة هناك تمت خلال العامين الماضيين فقط!!.. والمثير أن معظم هذه الحالات -لاحظوا أن الخبر لا يقول زيجات- تمت مقابل 500 جنيه فقط لكل حالة.. يعني (صردان طاح على بردان)!!.. الأمر الذي استدعى من المجلس القومي للمرأة توجيه خطابين إلى وزيري العدل والداخلية، لوقف هذه السوق التي سقطت فيها أسماء شهيرة محسوبة على التيار الديني، ليس بإصدار الفتاوى فحسب بل بأخذ نصيبهم من الرقيق الأبيض!. * وقبل أن (ينقز) أحد في وجهي ليقول بأنها زيجات شرعية، الهدف منها الستر.. أقول: ان الزواج تحت ضغط الحاجة هو اغتصاب (نفسي على الأقل) حتى وإن تستر بالشرعية.. وإن استغلال أوضاع المحتاج جريمة إنسانية لا تقبلها شرائع السماء ولا الأرض.. كما أن ربط الأعمال الخيرية بالمصالح الشخصية دناءة تفسد خيريتها.. بل ان «الحلال» يبدو في بعض المناسبات المشبوهة قمة في «الحرام» واللا إنسانية، عندما ينتهك كرامة الإنسان وآدميته!. * الأمر ليس حكرًا على مصر.. فالصحف الأردنية تحدثت عن بعض رجال دين طلقوا نساءهم من أجل الزواج من لاجئات قاصرات!، كما تحدثت مواقع عراقية عن إجبار بعض اللاجئات على زواج المتعة!.. وقبل أيام قليلة بثت القناة الرابعة البريطانية تقريرًا عن الوضع المأساوي في مخيم (الزعتري)، حيث أشار التقرير إلى حالات خطف وتحرش بفتيات صغار (8- 10 سنوات).. ناهيك عن تهافت بعض العرب والخليجيين كبار السن على طلب الزواج من قاصرات مقابل مهور رخيصة لا تتجاوز 100 دولار للواحدة!. * مشكلة بعض (عربنا) لا تقف عند حدود تحكم الغريزة في تفكيرهم.. بل في كونهم ما زالوا يعيشون معضلة نفسية مع المرأة، وتناقضًا فكريا مضحكًا بين فكرة احتكار الشرف والاحترام لأمهاتهم وأخواتهم فقط، بينما لا يرى بأسًا في استغلال المرأة الأجنبية التي هي في نظره مجرد (....)، وهي معضلة يمكنك ملاحظتها على طول الشارع العربي، وبكل وضوح! * قالوا قديمًا: «الحروب يشعلها المثقفون، ويموت فيها الشجعان ويستفيد منها الجبناء».. وأقول: من المعيب أن نفكر بغير عقولنا. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (61) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain