حذرت المؤسسة العامة للكهرباء من انهيار المنظومة الكهربائية في ضل الاعتداءات المتكررة التي ينفذها مسلحين قبليين على ابراج الكهرباء في محافظة مارب . وتعرضت محطة مأرب الغازية صباح اليوم لاعتداء بعد اقل من 24 ساعة من اصلاح خطوط نقل الطاقة من مأرب الى صنعاء وهو ما اخرجها عن الخدمة . ونقلت وكالة الانباء اليمنية سبأ عن غرفة العمليات المشتركة بوزارة الكهرباء ان المدعو حسن مبخوت الحويك نفذ اليوم اعتداءين بالرصاص على خطوط النقل أحدهما بين البرجين 465 466 بمنطقة الدماشقة. وقالت ان الحويك هو ذاته من نفذ اعتدائي يوم امس الاثنين على خطوط النقل باستخدام الخبطات الحديدة. وبحسب مصادر في محافظة مارب، يمارس الحويك اساليب ابتزاز للضغط على الحكومة للفوز ببعض المناقصات الحكومية، رافضا ان يفوز بها احد من خارج المحافظة. ونقلت وكالة الاناضول عن عبدالرحمن عقلان، المدير العام للمؤسسة بأن استمرار الاعتداءات على خطوط الكهرباء يهدد المنظومة الكهربائية في البلاد. وأشار إلى عودة محطة مأرب، مساء أمس، للعمل بعد أن كانت أوقفت ظهر أمس، جراء اعتداءين جديدين في منطقة الدماشقة بمحافظة مأرب شرق العاصمة صنعاء في اعتداء هو الثاني عشر منذ كانون الثاني/يناير الماضي. ولفت إلى أن هذه الاعتداءات تسببت في خروج المنظومة الكهربائية بشكل كامل عن العمل، ما أدى إلى قطع الكهرباء في المحافظات. وإضافة إلى تأثير الهجمات عليها، أشار عقلان إلى سبب آخر يعرقل عمل محطات التوليد، وهو حاجتها إلى أعمال صيانة ضرورية كنتيجة طبيعية لقدم عمر هذه المحطات وانتهاء عمرها الافتراضي. وأضاف مدير المؤسسة أن ارتكاب اعتداءين في اليوم ذاته يظهر أن نتائج الاعتداءات باتت وخيمة على وحدات ومحطات التوليد وسائر أجزاء المنظومة الكهربائية؛ حيث لا زالت المؤسسة تجري أعمال الصيانة والإصلاحات في العديد من المحطات لرفع جاهزيتها وتوفير قطع الغيار وغيرها من الأعمال والإصلاحات الناتجة عن تلك الاعتداءات. ويشهد الشارع العام اليمني سخطا كبيرا ازاء الانطفاءات المتكررة للكهرباء , وعبر الكثير من المواطنين عن حالة احباط شديدة بعد وعود حكومة متراكمة بتطوير التيار الكهربائي ورفع انتاجه ليغطي حاجاتهم المتزايدة للكهرباء الا ان تلك الوعود ذهبت ادراج الرياح وما زاد الامر سوء هو عجز الحكومة عن حماية التيار الكهربائي الحالي . وخرجت اليوم مظاهرة سلمية في عدنجنوب البلاد احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة الساحلية الحارة منذ يومين وبشكل شبه كلي . ويشتكي المواطنين معاناة كبيرة جراء الانطفاءات المتكررة للكهرباء حيث يتكبدون خسائر نتيجة تعرض ممتلكاتهم الكهربائية للتلف نتيجة الانقطاع المفاجأ للتيار الكهربائي فيما يشير اصحاب اعمال وحرف ان اعمالهم تتراجع بشكل ملفت وسط ارتفاع مبالغ للاحتياجات المعيشية والمشتقات النفطية في اليمن . وبلغت الاعتداءات التي طالت خطوط نقل الطاقة الكهربائية مأرب - صنعاء 148 اعتداءً منذ عام 2010، وفق التقرير ذاته. وبحسب تقرير صادر عن المؤسسة العامة للكهرباء في ديسمبر/كانون الأول الماضي، فإن الخسائر التي تكبدتها المؤسسة جراء الاعتداءات المستمرة على خطوط نقل الطاقة الكهربائية، تجاوزت ال 33 مليار ريال يمني (120 مليون دولار)؛ تشمل تكاليف قطع الغيار والإصلاحات والطاقة المنقطعة. ويؤكد متابعين على ضرورة التنسيق بين الجهات المعنية وفي مقدمتها وزارتي الكهرباء والداخلية لحماية ابراج الكهرباء وخصوصا محطة مارب التي تغطي 30 % من احتياجات اليمن للتيار الكهربائي . ويرى مراقبون أن حل مشكلة تفجيرات خطوط الكهرباء يحتاج إلى تضافر جهود القوات المسلحة القريبة من أماكن الهجوم بالتعاون مع المواطنين، وأن تكون هناك قوات خاصة بحماية الكهرباء أو الاتفاق مع رجال القبائل القريبة من خطوط الكهرباء على حماية المحطات على أن يتم الاهتمام بهم وتحسين وضعهم المادي من قبل الحكومة. ووقف مجلس الوزراء في اجتماعه الأسبوعي اليوم برئاسة رئيس المجلس الأخ محمد سالم باسندوة، أمام تجدد الاعتداءات التخريبية على خطوط وأبراج الكهرباء وتفجير أنبوب نقل النفط من قبل عناصر إجرامية في بعض مناطق محافظة مأرب. واتخذ مجلس الوزراء على ضوء ذلك جملة من القرارات التي من شأنها التصدي الحازم لهذه العناصر الاجرامية ومنع تكرار مثل هذه الاعتداءات.. حيث وجه المجلس وزارتي الدفاع والداخلية بالتنسيق مع محافظ مأرب باتخاذ كافة الوسائل والاجراءات اللازمة للقبض على اولئك المجرمين الذين يقومون بهذه الاعتداءات التخريبية والارهابية، وبأي شكل من الاشكال، واحالتهم الى الاجهزة العدلية لينالوا اقصى العقوبات الرادعة جزاء ما يرتكبوه من جريمة نكراء بحق جميع افراد الشعب اليمني والاقتصاد الوطني، وذلك خلال مدة اقصاها اسبوع من تاريخه. كما وجه المجلس بضبط المتهمين بنهب معدات مشاريع الكهرباء في محافظة مأرب وكل من يقومون باعمال التقطع والاختطاف للعاملين في قطاع الكهرباء وغيرهم. واعتبر المجلس كل من يتستر على هؤلاء المطلوبين او يتعاون معهم باي شكل من الاشكال شريك معهم في تلك الجرائم، وسيكون ضمن دائرة المستهدفين بإجراءات الملاحقة والمساءلة القانونية ولن يفلت من العقاب.. مؤكدا على الجهات المعنية متابعة النيابة العامة لتحويل الدعاوى القضائية الموجودة لديها الى المحاكم والخاصة بتلك العناصر الاجرامية التي تمارس الاعتداءات على انابيب نقل النفط وابراج الكهرباء وقطع الطرقات العامة لمحاكمتهم غيابيا، في حال فرارهم وعدم تمكن الاجهزة الامنية من القبض عليهم. ولم تكن خطوط نقل النفط والغاز في محافظة مارب شرق البلاد في منأى عن تلك الاعتداءات حيث طالها النصيب الاكبر وبلغت خسائر اليمن جراءها 3 مليارات و166 مليون دولار أميركي خلال العام المنصرم.