في اختراق علمي كبير، قد يحسن حياة ملايين من مرضى القلب حول العالم، ابتكر علماء أمريكيون "هلاماً اصطناعياً" يمكنه تغيير شكل وطريقة عمل الناظمات القلبية الإلكترونية إلى الأبد . ويقول العلماء إن هذا الابتكار، الذي يشبه السمكة الهلامية والمصنوع من السيليكون ومن نسيج قلب الجرذان، يمكن استخدامه لابتداع جيل جديد من الناظمات القلبية "البيولوجية" التي لا تحتاج لإشارات إلكترونية . باحثو معهد كاليفورنيا التكنولوجي ابتدعوا السمكة الهلامية الاصطناعية، التي تسمى ميديوسويد "medusoid"، بعد إجرائهم لدراسة معمقة حول الانقباضات والتقلصات العضلية السريعة التي تدفع الحيوانات في المياه، ومن ثم وضع العلماء السمكة الهلامية في حوض مملوء بمياه مالحة أشبه بمياه المحيطات ومرتبط بتيار كهربائي، وبعدها تمكن الباحثون من إحداث هزة جعلت السمكة الاصطناعية تقوم بحركات متزامنة مشابهة لحركات السمكة الهلامية الحقيقية . وقال العلماء إنه وبمزيد من العمل يمكن هندستها لكي تتمكن من النبض بنفسها، مثلما تفعل قلوب البشر . وذكروا أن من الممكن استخدامها لابتكار ناظمات قلبية لا تكون بحاجة لإشارات إلكترونية أو حتى لهندسة وابتداع أعضاء جديدة بعد فشل القلب . وقال الباحث كيفين باركر بروفيسور الهندسة الحيوية والفيزياء التطبيقية في جامعة هارفرد، إنه شارك في هذا البحث لأنه يعتقد أن العلماء ربما يكونون أخفقوا في فهم واستيعاب الطريقة التي تعمل أو تتحرك بها عضلات القلب . ثم بدأت أدرس الكائنات البحرية التي تعمل بطريقة الضخ لكي تحيا . وفي إحدى المناسبات رأيت سمكة هلامية في أكواريوم نيو إنغلاند، وعلى الفور لاحظت الأشياء المتماثلة والمختلفة حول الكيفية التي تنبض بها السمكة الهلامية وقلب الإنسان" . وتمتلك السمكة الهلامية الاصطناعية "ميديوسويد" ثمانية أذرع نحيلة، وقد تم تخليقها من مادة أشبه بالهلام، وتم دمج نسيج قلوب الفئران مع هذه المادة الهلامية . وقال الباحث جانا ناوروث إن أحد أهم أهداف البحث الذي أجروه، ترقية هندسة الخلايا والأنسجة . وقال البروفيسور جون دابيري عضو الفريق الذي أجرى البحث والتابع لمعهد كاليفورنيا التكنولوجي: "نحن نستشرف المدى الذي يمكننا أن نصل إليه فيما يتعلق بالبيولوجيا التركيبية أو الاصطناعية" . يذكر أن الناظمات القلبية التي تعمل في العادة من 6 إلى 10 أعوام، ترسل إشارات قلبية عبر القلب لتحفيزه على الانقباض، وتحدث هذه العملية نبضاً في القلب وتسهم في الحفاظ على ضخ الدم حول الجسم . وتعد الهندسة البيولوجية، التي تستلهم الأفكار والرؤى من العالم الطبيعي لإنتاج أجهزة وأدوات، تشمل الأجهزة الطبية، تعد من حقول العلم التي تشهد ازدهاراً وتوسعاً كبيرين . وفي السنة الماضية اكتشف علماء من جامعة كولورادو الأمريكية أن دم ثعابين ال"بايثونس"، يقوي ويدعم عمل القلب "عندما حقن في الفئران" . ويعتقد العلماء أن السمك الهلامي هو أقدم حيوان متعدد الأعضاء في العالم، ومن المحتمل أنه كان موجوداً في الكون منذ 500 مليون سنة . ودورة حياة السمكة الهلامية تراوح بين عدة ساعات أو بضعة أشهر .