| أنوار الجويسري | الحزن والفرح سنن في الحياة وديدن البشرية، وكما قيل تُكمّل الأشياء بنقائضها فأحدهما نقيض الآخر وكلاهما للحياة اكتمال، الحزن والفرح منظومة متكاملة تنتقل بنفوسنا من الأسوأ إلى الأحسن أو العكس، تُظهر الجانب الخفي من طباعنا، أخلاقنا، مميزاتنا وعيوبنا، وتعكس لنا ضعفنا في عدم قدرتنا على امتلاك الفرح الأبدي الكامل وفي تعاملنا مع الحزن المؤلم والقاسي. التعامل مع تلك المنظومة قد يكون من أصعب التعاملات وأكثرها تعقيداً، فنحن لا نرى الفرح والحزن كمنظومة متكاملة ومعقدة، كما أخذتنا العادة في رؤية الحزن حزناً والفرح فرحاً فقط لا غير، وذلك ما بخسنا حقنا في التربية وأسقط الأثر الخبراتي والشعوري الكبير الذي تخلّفه المنظومة، وبما أن الأخذ بقشور الفرح والحزن جعلنا نقع في خطأ التعامل مع كل منهما، فكانت نتائج الفرح والحزن أقسى مما نتوقع. لكي تعيش في هذه الحياة آمناً مستقر النفس والروح كان لابد من تعميق النظر بكل شيء، وكان لابد من الخروج من صندوق نظرات المجتمع كي نعي المفهوم على حقيقته ثم نتخذ الخطوات اللازمة لمواجهته مع الأخذ بكل الاحتياطات خشية الاصطدام به، فمتى ما صحّت النظرة واستقام الفهم سهل التعامل والتطبيق. آليات التعامل مع الحزن تبدأ باستحضار معيّة الله في الصبر والدعاء واستحضار العزة في الضعف أمامه عز وجل، ثم اتخاذ الشخص المناسب إيجابي النظرة مرحاً متعاوناً ليكون عوناً وسنداً، أن تنشغل دوماً بما تملك وبما تحب يُخفف عنك حزنك وألمك، وأن تكتب في ذهنك فوائد الألم وآثاره في تعميق علاقتك بربك، بأهلك، بزوجك، وبصديقك، فذلك مما يُعين ويُثري الخبرة والشعور. أما الفرح فقد نفرد له مقالاً آخر في وقت ما، فقد يكون الحزن أقسى وأولى بالاهتمام لكن الفرح أولى بالاستثمار، فلا تشغلنا أحزاننا عن أفراحنا فنشقى مرتين. @anwar1992m [email protected]