استعر الخلاف بين أركان ما يسمى "ائتلاف المعارضة" و"الحراك", إذ دخل مرحلة "تبادل الاتهامات والنقد اللاذع", في مؤشر على قرب تدشين "حفلات الشتائم والتشكيك بالوطنية". فقبل ساعات من انطلاق ندوة "الحكومة المنتخبة" التي دعا إليها "متزعم الائتلاف" النائب السابق مسلم البراك واقيمت في حديقة البلدية مساء أمس, شن "الائتلاف" هجوما على حليف الامس "الحراك" وعرابه النائب السابق وليد الطبطبائي على خلفية "التسابق على تصدر المشهد". وقال "ائتلاف المعارضة" عبر حسابه على موقع التواصل "تويتر": "بعد اجتماع المكتب السياسي لائتلاف المعارضة (أول من أمس) وعرض ممثل الأغلبية النيابية في الائتلاف الدعوة للمشاركة في ندوة عامة يوم السبت القادم, يؤكد المكتب السياسي تعاون الائتلاف مع كل الجهود التي تصب في تحقيق أهداف الائتلاف المعلنة في بيانها التأسيسي ولن يجامل أي طرف في سبيل تحقيقها, وعليه فإن ما صرح به النائب السابق د. وليد الطبطبائي بهذا الخصوص غير دقيق وغير مسؤول". بدورهم, وتأكيداً لما نشرته "السياسة" عن أن "حلفاء البراك انفضوا عنه وتركوه وحيداً", سارع عدد من نواب المعارضة إلى الدفاع عن الطبطبائي والهجوم على البراك من دون أن يسموه إلى درجة اتهامه ب ̄ "شق الصف والكذب". وفي هذا السياق, قال النائب السابق محمد هايف: "للأسف أن من يتحدث باسم ائتلاف المعارضة يسيء للائتلاف بتعمده الإساءة لأخينا الدكتور وليد الطبطبائي, وهذه البيانات خلاف الحقيقة وتساهم بشق الصف ولا تحقق المراد والاهداف المشتركة". من جانبه, دعا العضو المبطل د. عبيد الوسمي "الزملاء الخمسة أعضاء الائتلاف إلى توضيح مواقفهم من البيان المتضمن إساءة غير مبررة للطبطبائي وقبل تجمع حديقة البلدية", فيما قال العضو المبطل بدر الداهوم: "ما ذكره الطبطبائي في شأن الائتلاف والتحرك المقبل هو ما تم الاتفاق عليه, ومفاده ان ندوات كتلة الغالبية تجمع الجميع من ائتلاف المعارضة والحراك وبو مساعد قدم للحراك والميدان ما لم يقدمه غيره". وبلهجة أشد أكد النائب السابق أسامة المناور: "لم نعرف عن السيد الطبطبائي الكذب ويكرم بومساعد عن ذلك.. ولكن توقع الكذب من غيره, فما قاله الطبطبائي ما تم الاتفاق عليه". أما النائبان السابقان عادل الدمخي وعبد الله البرغش, فقالا: "محشوم بومساعد من اتهامه بالكذب أو التطاول عليه", واضافا: "إذا أردنا الحديث عن ركن أساسي في الحراك من بداياته فيتمثل شامخاً أمامك الطبطبائي بكل اخلاص وثبات... لله درك يا بومساعد". ولم تقتصر المواقف على هؤلاء, إذ سأل المحامي محمد الجاسم البراك "ساخراً": "هل هناك فعاليات مميزة في اجتماع حديقة البلدية تستدعي الحضور أم مجرد حديث مكرر?". على خط مواز, طالب النائبان نبيل الفضل وصفاء الهاشم وزير الداخلية الشيخ احمد الحمود ب ̄"منع ندوة دعت اليها كتلة الغالبية في ساحة حديقة البلدية". وقال الفضل: "مسلم البراك يريد اقامة ندوة في حديقة البلدية فهل سيمنعه وزير الداخلية ويفرض عليه الذهاب الى ساحة الارادة أم أن الخوف من نواب الكوبة لايزال مستقرا في قلوب البعض". من جهتها, سألت الهاشم: "هل سيؤكد وزير الداخلية انهيار وزارته الامني وتقاعسه عن اداء مهماته بالسماح لندوة في حديقة البلدية بكوكتيل شعارات الخيبة ذاتها ووقاحة اللفظ والتطاول دون ترخيص او سينزع البشت من على اكتفاه ويشمر عن ساعديه ويكشر عن انيابه ويخيب توقعاتنا". من ناحيته, علق الناشط السياسي د. عبداللطيف السنان على سجالات المبطلين بالقول: "ساعات أقول بومساعد مسكين وشاغل نفسه بالمعارضة اللي ماهم من منهجه وساعات أقول والله أحنا المساكين من تخطيط بومساعد علينا ترانا ما نرضى عليك". كما علق السنان على بيان الأغلبية السابقة الدفاعي عن البراك واستناده الى الشريعة الاسلامية والاحاديث النبوية والدستور الكويتي لتأكيد حق مسلم في استدعاء شهود النفي الى المحكمة بقوله: "الأغلبية السابقة تتبنى برامج غير شرعية مثل المسيرات والتعدي على ولاة الامر ثم تدعو إلى الالتزام بمقاصد الشريعة الإسلامية وتشجب السلطة التعسفية", مضيفا ان "المرحلة الثالثة للمعارضة بعد التعدي على الامير والسلطة التنفيذية بدأت باتهام القضاء والاحكام القضائية بانها احكام سياسية وليست قانونية".