الباليه هو أحد فنون الرقص المتعارف عليها في المجتمعات الغربية بشكل عام، وذلك لارتباط بداياته بعصر النهضة الثقافية فى أوربا، لينشأ فن رقص الباليه فيما بعد على أساس الرقص الشعبي البسيط فى القصور الإيطالية، ثم يتطور من لعبة رقص عادية إلى فن بأسلوب وحركات بسيطة محددة. وحتى تعتمد التجربة لدينا فقد تم التطرق لها بشكل تدريجي، حيث تقوم بعض من المدارس الخاصة ورياض الأطفال باستحداث حصص معينة لهذا الفن من باب اللياقة والتسلية وترفيه الطالبات الصغيرات، حيث بادرت بعض الدول العربية مسبقًًا بإعطاء هذا الفن حقه ليصبح ضمن أنشطة كثير من المدارس تعليم رقص الباليه، ومن ثم ربطه بفوائد صحية متعددة على السيدات فيما بعد، وليتعدى بذلك مفهوم الاناقة والرشاقة إلى فوائد صحية عديدة تجنبهن مشكلات صحية مستقبلية. ومع ذلك تختلف نظرة السيدات المحافظات في مجتمعنا السعودي على هذا الفن ظنا منهن بأن الباليه فن رقص كلاسيكي لا يتمّ إلا عبر الموسيقى الكلاسيكية، لكنه في الحقيقة لياقة جسدية أكثر من كونه رقصا تقليديا، وهذا التسويق الممل لهذا الفن أبعده عن التداول بين الناس، علما بأنه قد تم ابتكار رقصات على موسيقى عصرية، وهنا ما يعرف بالباليه التعبيري، لذلك نقول إن «الباليه» تقنية جسدية يجب أن يدركها الجميع لانه هو المرحلة الأولى لتليين الجسد ولياقته للوصول إلى أي نشاط جسماني فيما بعد. أشيع لدى الكثيرين أن الباليه له أضرار كبيرة على الفتاة، وأنه يعيق قدرتها على الإنجاب، بينما تؤكد المعلومات الطبية أن هذا الكلام غير صحيح، وأن ممارسة الباليه تعود بالفائدة على الجسد والروح معا، فالباليه يحفز الجسم بأكمله، مما يؤثر بالإيجاب في الروح أيضًا. ويتولد لدى راقص الباليه إحساس بأنه يتمتع بصحة جيدة. ومن الفوائد الجسدية لرقص الباليه أن يمد الجسم بالقوة فهو يهتم بتحريك جميع أجزاء الجسم الذي يحتاج إلى الانضباط والتركيز معا علاوة على ذلك أن تدريس الباليه يكون من خلال مجموعة من الأشخاص مما يسمح لهم بالتفاعل مع الآخرين، حيث تتطلب تمارين الباليه استخدام وضع جسم جيد ومستقيم ولهذا السبب تتضمن فصول تعليم الباليه الدروس الخاصة بتعليم الاستقامة والمحاذاة التي تحسن من شكل وهيئة الجسم. تشير حنان خنكار مديرة مدرسة رياض أطفال إلى أن فن الباليه هو فن يستقطب الأطفال من البنات من عمر الأربع سنوات، وهو يتميز بأنه يساعد الأطفال على الاتزان ما بين حركة الجسم وبين ما يسمعه من موسيقى، مما يشكل لديه قدرة عالية على التخيل والتأمل، بالإضافة للقدرة على التعبير عن المشاعر، كما أن التمارين المستمرة تعمل على إعطاء الجسم مرونة وليونة ينتج عنها جسم سليم ورشيق خالٍ من العيوب وممشوق كما يعودهم على المشي السليم والجلوس السليم. ويعدل حركة الجسم بشكل يساعدهم على التوازن ويحافظ على مفاصل الجهاز العظمي للطفل في صغره.