أفاد مدير مركز أبحاث البيئة البحرية في وزارة البيئة والمياه في أم القيوين، الدكتور إبراهيم الجمالي، بأن المركز تمكن من استزراع 24 نوعاً من الشعاب المرجانية باستخدام تقنيات متطورة وحديثة لإنتاج كميات كبيرة من المستعمرات المرجانية بدلاً من الحصول عليها في أماكنها، مشيراً إلى «أنها تسهم في تحسين مستوى حماية المناطق التي تعيش بها الكائنات البحرية والبيئات الهشة التي تتعرض للمخاطر وتأخذ وقتاً طويلاً لإعادة التأهيل مثل مناطق أشجار القرم والشعاب المرجانية». وتابع أنه تم اختيار نحو 10 أنواع منها لتثبيت استزراعها نظراً لمعدل نموها العالي وقلة النفوق، فيما تم تثبيت نوعين آخرين من الشعاب في الساحل الشرقي للدولة بما يقارب 800 مستعمرة، كما تم تثبيت ثمانية أنواع أخرى في إمارة أم القيوين، وبذلك يصل عددها إلى1400 مستعمرة للشعاب المرجانية، مشيراً إلى أن «المركز تمكن من تأهيل فريق متخصص من الكويت و البحرين وجمعية الإمارات للغوص على تقنية استزراع الشعاب المرجانية في عامي 2011 و2012». ويأتي ذلك في إطار تحقيق الأهداف الاستراتيجية لوزارة البيئة والمياه من أجل تنمية مستدامة للأحياء البحرية، إضافة إلى الجهود الرامية للمركز في تأهيل البيئات الهشة التي تعرضت إلى العديد من الضغوط والتحديات الطبيعية والبشرية على مدى الزمن وتؤدي إلى خسارة جزء مهم من هذه الثروة الطبيعية، إذ تم تدمير نحو 27٪ من مناطق الشعاب المرجانية على مستوى العالم، كما تشير التقارير العلمية التي أضافت أن 30٪ من مناطق الشعاب المرجانية في منطقة الخليج مهددة بالدمار أو في مراحل حرجة و60٪ تم تدميرها بفعل العوامل البشرية والطبيعية. وأكد الجمالي أن لبيئة الشعاب المرجانية فوائد اقتصادية وبيئية عدة للبيئة البحرية ككل وللثروات المائية الحية، تصب في تحقيق استراتيجية الوزارة المتمثلة في تعزيز الأمن الغذائي والبيئي، وتعد موطناً للعديد من الكائنات البحرية وتتخذها مأوى ومناطق للتزاوج لأنواع كثيرة من الأسماك والأحياء البحرية، وذلك لما يتوافر من عوامل مناسبة لتكاثرها مثل الغذاء وأماكن مخصصة لوضع البيض، وبهذا تمثل الشعاب المرجانية مناطق حضانة لصغار الأسماك والكائنات الأخرى، كما تعد الشعاب مصادر جيدة لصناعة الأدوية ورافداً من روافد السياحة البيئية.