علي بدير (تبوك) لم يكن يدرك أحمد عطية الحارثي حين كان ابن التسع سنوات أن يصبح من رجال الأعمال في مدينة تبوك التي ولد وترعرع فيها. فقد كان والده يملك محلا تجاريا لبيع الحلويات وكان الحارثي يتردد كثيرا على دكان والده ولكن هذا التردد لم يطل كثيرا، حيث توفي والده وبحكم أنه أكبر إخوته فكان لزاما عليه أن يواصل باب الرزق ليعيل أمه و إخوانه. ويتحدث الحارثي عن هذه الفترة قائلا: كنت صغيرا في السن وكانت هذه المسؤولية بحاجة إلى من يقف بجانبه فيها، فكانت الوالدة خير معين لي وبتوفيق من الله ودعم الوالدة التي كان لها الفضل الأكبر في توجيهي وحثي على المضي قدما في إكمال مسيرة والدي التجارية وقالت لي (صنعة أبوك لا يغلبوك)، ورغم عملي في المحل التجاري إلا أن والدتي شجعتني أيضا على مواصلة الدراسة فكنت في الصباح أذهب إلى المدرسة وبقية اليوم أعمل في دكان والدي لمدة عشر سنوات متواصلة حتى بلغت سن الثامنة عشرة حتى انطلقت في عالم التجارة وكل ما وصلت إليه من نجاح في أعمالي التجارية يعود الفضل فيه إلى الله ثم دعوات الوالدة التي أحمل إليها هذا العرفان الجميل الذي جعلني من رجال الأعمال في تبوك . ويواصل الحارثي حديثه، توسعت في تجارة الحلويات والمكسرات واستطعت أن افتتح فروعا في تبوك وصلت إلى أكثر من عشرة محال ثم خطرت لي فكرة الاستثمار في مجال التعليم الخاص، حيث كانت البداية بمدرسة ابتدائية واحدة وبمبنى مستأجر و(90) طالبا، حيث عملت على استقطاب الكوادر التعليمية المؤهلة حتى استطاعت المدرسة أن تؤدي دورها التربوي والتعليمي بكل اقتدار، وبعد مسيرة عشرين عاما من هذا النجاح المتواصل قمت بإنشاء مبان خاصة بالمدارس لمختلف المراحل الدراسية بتكلفة إجمالية وصلت إلى (15) مليون ريال وبها (2000) طالب ومؤثثة ومجهزة وفق أحدث الوسائل التعليمية ووسائل النقل الحديثة، ويؤكد الحارثي على أن الاستثمار في التعليم الخاص يعد من أفضل الاستثمارات لأنك تستثمر في بناء العقول فتأهيل أبنائنا الطلاب بشكل علمي مدروس يعود على الوطن بفائدة كبيرة فهؤلاء هم من سيخدم الوطن مستقبلا. ويشير الحارثي إلى أن التنوع في العمل التجاري مطلوب فبعد دراسة مستفيضة للسوق التجاري في تبوك راودتني فكرة إنشاء مصنع لزجاج السيكوريت نظرا لعدم وجوده في منطقة تبوك وفعلا تمت إقامة هذا المصنع بالمدينة الصناعية الجديدة التابعة لهيئة المدن الصناعية، وكان أول مصنع أضع فيه حجر الأساس لمصنع سعودي وتم افتتاحه، حيث بلغت قيمة الاستثمارات فيه (10) ملايين ريال وتم تأمين جميع متطلبات المنطقة من الزجاج للعملاء في المنطقة وساعد على اختصار الوقت والمسافة. وعن المناصب التي تقلدها خلال عمله في ميدان التجارة يقول: كنت نائبا لرئيس الغرفة التجارية الصناعية بتبوك ورئيسا لنادي الوطني ورئيس لجنة رعاية السجناء.