في زمن عزّ فيه الإصرار وعلت فيه القيم المادية، تبرز قصة كفاح كضوء ساطع يذكرنا بأن العزيمة والإرادة هما أقوى من أي ظرف، وأن الكرامة تكمن في شرف العمل وصدق السعي، لا في المسميات الوظيفية الزائفة. محطات في مسيرة بطولة:
شرف العمل (2018 - 2025): لمدة سبع سنوات متتالية، وقف الشاب "إبراهيم صالح كعتر" شامخاً يعمل في صندوق النظافة. لم يكن العمل مجرد مصدر رزق، بل كان مدرسة في الكدح والشرف والصبر. عمل بأجر يومي، وأضافي، وكعقد، مثبتاً للجميع أن لا عيب في عمل شريف، وأن النظافة الحقيقية هي نظافة القلب والهمة.
إصرار على العلم (2022 - 2025): لم تثنه مشقة العمل عن طلب العلم. فالتحق بكلية التعليم عن بعد بجامعة سيئون، ليجسد أسمى معاني التحدي، حيث كان ينهي نوبته لتبدأ رحلته مع المحاضرات والكتب، محولاً ساعات التعب إلى ساعات إنجاز.
التتويج بالامتياز (2025): جاءت ثمرة صبره وتفانيه بحصوله على درجة الامتياز في تخصص التمويل والمصارف الإسلامية، ليكون دليلاً عملياً على أن الإرادة تصنع المعجزات، وأن الأحلام تتحقق بلا حدود.
الخاتمة والتكريم: اليوم، نحتفي ليس فقط بخريج مميز، بل بقدوة حقيقية. إبراهيم لم ينتظر فرصةً، بل صنعها بعرق جبينه. هو فخر لأسرته، فخر لمنطقته، وفخر لكل شاب طموح يؤمن بأن مستقبله بيده.
مبروك يا بطل... لقد قاتلت ظروفاً اجتماعية ونفسية صعبة، وانتصرت بإرادتك. لقد قاتلت التعب والإرهاق، وانتصرت بعزيمتك. لقد جسدت معنى أن الإنسان بقيمة عمله وإنجازه، لا بقيمة مهنته في أعين القاصرين.
مبارك لك هذا الإنجاز، وأنت أجمل الشباب حقاً. واصل تألقك، فالعالم أمامك.