رفض رؤساء المدن والمجالس الإقليمية في إسرائيل حديث الرئيس المصري محمد مرسي عن تهدئة وشيكة بين حماس وإسرائيل، مطالبين حكومة نتانياهو بعدم قبول اية مبادرة تحمل هذا المضمون قبل تحقيق اهداف عملية "عامود السحاب" في قطاع غزة وتصفية حركة حماس. في وقت تحدث الرئيس المصري محمد مرسي عن جهود عربية ودولية لاحتواء الازمة في قطاع غزة، والتوصل الى تهدئة بين حماس وإسرائيل، اثارت تلك المحاولات ردود فعل غاضبة في إسرائيل، إذ رفع رؤساء المجالس المحلية الاسرائيلية خاصة في الجنوب دعوات تطالب الحكومة الاسرائيلية والأجهزة الامنية بعدم التراجع عن عملية "عامود السحاب" في قطاع غزة حتى يتم القضاء على حماس، وقال هؤلاء في احاديث لصحيفة يديعوت احرونوت العبرية، انه لا بد من الحصول على ضمانات كافية قبل انهاء العملية الاسرائيلية في القطاع، حتى لا تتعرض المدن الاسرائيلية لوابل القذائف الصاروخية، التي تطلقها الفصائل الفلسطينية الفينة تلو الاخرى على اسرائيل. من جانبه رأى رئيس المجلس الاقليمي لمنطقة اشكول "حاييم يلين"، انه من الضروري أن تصل اسرائيل الى موقع المنتصر، عندئذ ستتمكن من فرض أي اتفاق على أي طرف، سواء كان حماس او غيرها من الفصائل الفلسطينية، على الرغم من ذلك اوضح يلين انه يؤيد ابرام اتفاق بوقف اطلاق النار بين اسرائيل وحماس، اذا كانت هناك ضمانات تكفل توقف ما وصفه باطلاق النار على اطفال وسكان مدينة اشكول، وأضاف: "على الرغم من ذلك الا انني اعرف جاري جيداً، فغداً سيقولون انه من المستحيل وقف اطلاق النار والقذائف الصاروخية على اسرائيل". موائمات إو موازنات سياسية وأضاف رئيس مجلس اشكول في حديثه لصحيفة يديعوت: "بعد ما يربو من 12 عاماً، لم نعد قادرين على اقناع جيراننا بأننا اطفال مسالمين لجيرانهم، وانني آمل ان تغير عملية "عامود السحاب" في قطاع غزة الواقع التي باتت فيه مختلف مدن الجنوب الاسرائيلي". اما رئيس مدينة افقيم "تسيبكا غرينغولد" فقال: "ابلغت رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بانني لست مستشاراً او ناصحاً، وإنما انا ناقل لمطالب سكان افقيم، الذين اكدوا انهم لا يحلمون الا بزوال الصواريخ من فوق رؤوسهم، فإذا وصلوا لهذا الهدف من خلال وقف اطلاق النار فلا توجد لديهم مشكلة، ولكنني اطالب وآمل ان لا توافق الحكومة على التهدئة مع حماس، الا بعد اخماد صوت القذائف والصواريخ الحمساوية الى الابد". الى ذلك اضاف رئيس مدينة بئر السبع "روفيك دنولوفيتش"، انه لا يريد الدخول في موائمات او توازنات سياسية، كما انه لا يرغب في تقديم النصائح للاسرائيليين، وانه لا يتفهم الا نقطة واحدة وهى، ان عملية "عامود السحاب" انطلقت لتحقق هدفاً معيناً، وهو القضاء على البنية التحتية لحماس وتدمير اسلحتها التي تمطر بها الاسرائيليين، وقبل تحقيق هذا الهدف لا ينبغي التراجع عن العملية لاي سبب من الاسباب، فإذا لم تنجح اسرائيل في تحقيق الهدف، فلا يمكن ان نصف ذلك الا بالفضيحة التاريخية، فلا تسنح الفرصة كل يوم لتلقين الجهات المعادية درساً، يرسخ قوة الردع الاسرائيلية. على الصعيد ذاته يتحدث رئيس مدينة اشكيلون "بني وكنين" عن امكانية التوصل الى تهدئة مع حماس ويقول: "اذا اوقفنا عملية "عامود السحاب" وعدنا للوضع الذي سبقها، ستكون اسرائيل في وضع مثير للسخرية والضحك الهستيري، لأننا الان نتمتع بغطاء من الحكومة وبجبهة داخلية قوية تزيد من ارتفاع الروح المعنوية للإسرائيليين، فلماذا التراجع عن تحقيق الهدف اذا كان هذا هو الواقع؟". في الوقت عينه قال رئيس مدينة سديروت "ديفيد بوسكيلا"، انه قبل التوقيع على اتفاق تهدئة بين حماس واسرائيل، يجب ان تكون هناك ضمانات تكفل ان يعيش كل طفل في اسرائيل خاصة في الجنوب دون ازعاج، ودون ان توقظه ليلاً اصوات القذائف الصاروخية المنطلقة من قطاع غزة". القبول بتهدئة طويلة الأمد اما رئيس مجلس منطقة شعار هانيجف "الون شوستر" فقال ان الحديث عن الهدنة لا ينبغي ان يعمي اسرائيل عن هدفها، فالمهمة يجب ان تنتهي بعد ان تتحقق اهدافها، اما اذا اضطرت اسرائيل للقبول بالهدنة فيجب ان تكون طويلة الأمد، وان تكون هناك ضمانات على ارض الواقع تمنع انطلاق العمل المسلح ضد اسرائيل سواء من قطاع غزة او سيناء او اية منطقة اخرى، فإذا ضمنت الحكومة ذلك فينبغي ان توقع على الاتفاق، كما تتعهد بضمان حياة معتدلة وطبيعية للفلسطينيين في قطاع غزة، فلا يهم تدمير الاسلحة التي تملكها حماس، قدر اهمية منعها من استخدام تلك الاسلحة ضد اسرائيل. رئيس حزب البيت اليهودي "نفتالي بنت" كانت له وجهة نظر مناظرة ولكنها اكثر حدة، حينما رأى في حديثه للصحيفة انه عندما تصل الصواريخ الحمساوية الى تل ابيب وبئر السبع، فلا مكان للحديث او الاتفاقات او المفاوضات، وإنما يجب التوصل الى الحسم الفوري في القضاء نهائيا والى الابد على حماس، وأضاف: "العالم ينظر لنا الان جيداً، وحينما يجدنا نتفاوض ونتحدث، بينما يواصل الطرف الاخر اطلاق صواريخه وقذائفه علينا، فستعاني اسرائيل من وابل صواريخ اكثر من جهات اخرى في المستقبل المنظور". اما حزب الاتحاد الوطني فأصدر بيانا دعا فيه حكومة نتانياهو الى ترك الجيش الاسرائيلي يحقق النصر، وأشار البيان إلى أن وقف عملية "عامود السحاب" الآن يحمل فشلاً ذريعاً لبنيامين نتانياهو وحكومته، وسيعطي ذلك للعالم الاسلامي انطباعاً بإمكانية تسديد اية ضربة لتل ابيب والتمتع في الوقت عينه بحصانة من اي رد فعل إسرائيلي، وفي ختام البيان قال حزب الاتحاد الوطني الاسرائيلي إنه من الأفضل دحر الارهاب وعدم الحديث عن أية تهدئة قبل الوصول إلى هذا الهدف.