تصعيد عسكري وتوتر سياسي في لبنان مع مناقشة حصرية السلام    بوتين يهدد باستهداف أي قوات أجنبية ينشرها الحلفاء في أوكرانيا    اليمن يواجه عمان في نصف نهائي كأس الخليج للشباب    الصمود والمواجهة: إرادة تصنع النصر    بجزائية هالاند.. النرويج تكسب فنلندا تجريبيّا    بعد 25 عاما.. ليفي يودع رئاسة توتنام    وفاة طفلين يتيمين في ظروف غامضة بمحافظة إب    الرأس الأخضر تقترب من المونديال.. وليبيا تتمسك بالأمل    وسط الدموع.. الجماهير الأرجنتينية تترقب.. هل كانت مباراة فنزويلا وداعا لميسي؟    حضرموت وعدن نالت أعلى نسب في عدد المبتعثين للدراسة في الإمارات    الشجن قتل العجوز.. الوزير الوصابي: تصريح أم كلام نسوان    مجنون أمريكا يوقع اليوم أمرا بتغيير اسم وزارة الدفاع إلى "وزارة الحرب"    البِيض: الأوطان لا تُبنى بالصراخ أو التهم و شيطنة الآخرين    رئيس الهيئة العليا للإصلاح يعزي إبراهيم الحائر في وفاة والده    المهرة .. الشرطة تعلن عن احباط محاولة إنشاء مصنع مخدرات في المحافظة    الشرق الأوسط بين مؤامرة "الكيان الصهيوني الكبير" وصمود محور المقاومة    البيت الهادئ يدعو للقلق .. قراءة في تجربة طه الجند    القيصر    فريق التوجيه والرقابة الرئاسي يطلع على جهود مكتب التجارة والصناعة في لحج    العلامة مفتاح يهنئ قائد الثورة والمجلس السياسي الأعلى بذكرى المولد النبوي    المولد النبوي الشريف.. محطة إيمانية للتزود بالعزة والكرامة والصمود    المحاصصة المناطقية فعل مدمّر    كانت بطريقها للحوثي.. نيابة عدن تعلن إتلاف 657 كيلو كوكايين    لماذا قال ابن خلدون العرب إذا جاعوا سرقوا وإذا شبعوا أفسدوا    حلي ذهبية مسروقة من متحف عدن تعرض في مزادات عالمية    الرئيس يهني قادة الدول العربية والإسلامية بمناسبة المولد النبوي    الصقر والرشيد ...قمة مبكرة تشعل ربع نهائي بطولة بيسان    أمبري تعلن عن تعرض سفينة لحادث غامض في البحر الأحمر    الدولار يتراجع مع تزايد التوقعات بخفض الفائدة الأمريكية    النخبة الحضرمية في مواجهة التمرد: الوجه الحقيقي لقيادة الهضبة على المكشوف    حلاوة المولد والافتراء على الله    محافظ عدن يوجه بإغلاق محلات القات في الأحياء السكنية (وثيقة)    اللجنة الوطنية للتحقيق تطلق تقريرها الدوري الثالث عشر حول انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن    مدينة الحب والسلام (تعز)    المنتخب الوطني للشباب يتأهل لنصف نهائي كأس الخليج    الكثيري يطَّلع على سير عمل المؤسسة العامة للطرق والجسور بالعاصمة عدن    كهرباء عدن ترفع عدد ساعات الانطفاء والمواطن ينتظر    العثور على برج قتالي قديم يعود إلى العصور الوسطى في جبال إنغوشيتيا الروسية    رغم رفض 100 مليون يورو.. ليفاندوفسكي يوارب باب الدوري السعودي    تراجع طفيف في الاسعار بعدن رغم تحسن قيمة العملة الوطنية    بدء صرف معاش شهر إبريل 2021 للمتقاعدين المدنيين    فعالية لجامعة العلوم الرقمية بصنعاء بذكرى المولد النبوي الشريف    حل طبيعي .. شاي أعشاب يثبت فعاليته في السيطرة على سكر الدم    بلقيس تعلن عودتها الوشيكة الى عدن    لايف تختتم تنفيذ مشروع العودة إلى المدارس تختتم تنفيذ مشروع العودة إلى المدارس    التكدس في عدن وإهمال الريف.. معادلة الخلل التنموي    علي ناصر محمد: من حوض دماء 13 يناير إلى أحضان الحوثيين    لم تعجب الطلاب لأنك شيبة ..!    وكالة: فرنسا تسعى لاعتقال الأسد و6 مسؤولين كبار سابقين    مقتل مواطن برصاص مجهولين في إب    الأمم المتحدة تكشف عن اعتقال موظفين جدد وصنعاء تشدد على الالتزام بمبادئ العمل الإنساني    انهض ايها الجبل    تحذيرات من تزايد وفيات الحصبة والكوليرا بتعز    بدعم سعودي.. افتتاح محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في مأرب    بلا حدود تسجل آلاف الإصابات بالإسهال المائي في إب والحديدة وتحذر من تفشي المرض    رسول للعالمين    اكتشاف يعيد فهم ممارسات طب الأسنان القديم    تطوير سماعة ذكية تكشف أمراض القلب في 15 ثانية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جولييت بينوش ممثلة حتى الجنون
نشر في الجنوب ميديا يوم 23 - 06 - 2012

تعيش النجمة الفرنسية جولييت بينوش تجربة سينمائية رائعة دفعتها إلى أقصى حدود الفن السابع من خلال تصويرها لفيلم "كاميليا كلوديل 1915" للمخرج رينو دومون . يروي الفيلم قصة حياة فتاة (كاميليا كلوديل) تنتظر على مدى ثلاثة أيام زيارة شقيقها الدبلوماسي الشهير في ملجأ مع المرضى والممرضات والأطباء . هذه النحاتة العبقرية والمحبة لأوغوست رودان (فنان ونحات فرنسي مشهور ويعد أحد رواد فن النحت خلال القرن التاسع عشر)، كانت على قناعة بأن احتجازها في الملجأ برضا والديها لن يستمر طويلاً لكنه استمر ثلاثين عاماً . كاميليا كلوديل، أو بالأحرى جولييت بينوش ذات التعابير الحادة، حولت هذه القصة إلى رواية مفعمة بالمشاعر والانفعالات . شركاؤها في الدور كانوا من الممرضات والأطباء القائمين على رعاية المرضى المعوقين الذين يعانون من اضطرابات نفسية . عن هذه التجربة الجديدة كان لمجلة "إيل" الفرنسية هذا اللقاء مع بينوش .
متى اكتشفت كاميليا كلوديل؟
عندما كنت في سن السادسة عشرة، حيث وقعت على كتاب للروائية آن ديلبيه التي كشفت عن عبقرية كاميليا وحياتها المأساوية حين احتجزت مدة ثلاثين عاماً في ملجأ . في نفس السن، رأيت أعمالها واكتشفت منحوتاتها ووقعت في حبها وولد لدي هذا الاكتشاف شيئاً من الحماس، وقدح الشرارة في فكري . وأعتقد أن اكتشافاً مثل هذا لا يزول بسرعة من فكرك ولا يمكن نسيانه، بل يضيء دربك في الحياة .
ما الأسباب التي دعتك إلى التصوير مع أناس يتألمون ومحتجزين بسبب المرض؟
عندما نقضي بعض الوقت في هذا المكان، نتفاجأ بالفرح الذي يهيمن عليه فرغم الصراخ والضوضاء، تشعر بأنك ستنفجر لترسم وتبدع وتستكشف . في هذا المكان يوجد فرح مكبوت مثله مثل الألم أو الحزن الذي يعتصر هؤلاء النزلاء، فالحياة بالنسبة لهم لا تتوقف بحجة الجنون . والحقيقة أن الخوف الأكبر لم يكن التمثيل مع المرضى، بل الخوف من الفشل في عدم تمكني من محاباة الجنون داخلي والتقرب منه كي لا يبدو نمطياً، ووهمياً ومصطنعاً . فضلاً عن أنني لم أكن أريد أن أدخل كلياً في موضوع الجنون حتى لا أصبح قلباً وقالباً فيه، لذا وافقت على المضي قدماً في الأمر ولكن الخروج منه بأقصى سرعة .
هذا الخوف من عدم الخروج سالمة من هذه التجربة هل له ما يبرره؟
في بداية التصوير، انتابتني نوبات من البكاء لم أعرف سببها، كنت كمن حل به شبح فالانفعالات التي ألمت بي غريبة عني، وعندما رأتني الكسندرا، شريكتي الرئيسة في الدور وهي مريضة وتعاني من إعاقة شديدة، جاءت كي تواسيني وعانقتني بحنان شديد، وأعتقد أن تدخل الكسندرا بهذه الطريقة يظهر أن كل شيء ممكن، فنحن نعتقد أننا نعيش في عمق الإنسانية لكننا نكتشف أننا في حالة من عدم التواصل الفعلي مع هؤلاء الأشخاص الذين نجد لديهم الكثير من الحنان .
هل كان من الممكن تكرار المشاهد غير الموفقة؟
نعم، ولقد كنا في البداية مندهشين لتفهم المرضى لذلك، ولا سيما فيما يتعلق بالتجهيزات، وهذا يعني أن مفهوم التمثيل والتكرار متأصل في الكائن البشري، فالأشخاص الذين كنت أصور معهم كانوا لا يعرفون أنهم يمثلون ولم يدركوا أنني كنت أجسد شخصية معينة، ومع ذلك فقد كانوا مستوعبين ما يدور حولهم، وهذا دليل على أن الثقة التي نوليها للآخر هي التي تمكنه من التطور . وإذا كنا تعتقد أن أحداً لا يفهم شيئا فإننا نجعله مجنوناً وأصماً .
إلى أي مدى جسدت شخصية كاميليا؟
كان الجميع أثناء التصوير يناديني بكاميليا، حتى خارج الأستديو، وذلك لتجنب أن يرتجل أحد الممثلين دوره خطأ ويناديني جولييت، لذلك كنت كاميليا طوال الوقت وذات ليلة استيقظت فجأة وشعرت أن كاميليا معي في الغرفة ولم أستطع تذكر الحلم، ولكنني كنت خائفة قليلاً . وعندما طلب مني برينو دومون أن أمثل ثلاثة أيام في حياة كاميليا التي لا تفعل فيها شيئاً سوى الانتظار اليائس لمجيء أخيها بول كلوديل، فإنه بالطبع كان يريد للأشياء أن تخرج مني من تلقاء نفسها غير مقنعة بشخصية كاميليا، وكان يريدني أن أظهر ذاك الوجه السافر، وذلك الحرمان والجفاف العاطفي الذي كان يعتمل داخلها، فالحب الذي كانت تبحث عنه ويمنع عنها كان يحرك فيها مشاعر أخرى مدفونة من الحرمان، في هذه التجربة لمست في داخلي أماكن مؤلمة للغاية لم أكن أعرفها عن نفسي .
هل كانت لديك فكرة مسبقة عن هذا الدور؟
لم يكن هناك سيناريو حقيقي، بل الكثير من الصمت، وبضع رسائل، وكلمات تأتي فجأة بعد طول انتظار! كان برينو يريد مني الارتجال والالتزام بكلام كاميليا والانفصال عن النص، كي أكون حرة، وأن أنسى شخصيتها كي لا أكررها، وفي نفس الوقت يطلب مني تجميلها بل الانغماس في لغتها بشكل صارم . لقد شعرت أنني غدوت في هذا الفيلم منحوتة من منحوتات كاميليا . .
هل ذكر كيف كانت تعامل كاميليا طوال السنوات الثلاثين في ملجئها؟
لا يمكن أن نتخيل وضع الملاجىء في ذلك الوقت، فظروف الاحتجاز كانت لا إنسانية، إذ لم تكن الغرف مجهزة بالمدافئ وكان هناك القليل من الرعاية، وعلى مدى ثلاثين عاماً، جاء شقيقها عشرات المرات لرؤيتها وأمضت وقتها في محاولة لفهم لماذا تم احتجازها؟ وكانت تكتب "الراهبات طيبات" لكن ليس لدي ما أفعله معهن . ويقال إنه في نهاية حياتها كان وجهها يشع نوراً فقد بلغت مرحلة ما بعد اليأس وفيما وراء المخاوف وأصبحت كائناً نورانياً .
بعد أن مثلت "كاميليا كلوديل 1915" ما رغباتك المقبلة؟
أنا دائماً على أهبة الاستعداد للمغامرة، إنه أمر غريب بالفعل فكلما تقدمنا في السن، غدونا أكثر جرأة من ذي قبل إذ لم يسبق لي أن كشفت عن مكنونات نفسي مثلما فعلت في هذ الفيلم، يا إلهي كم تتغيرالسينما ! إن ما يثير إعجابي في هذا كله هو أن أكون قادرة على المضي قدماً في تحقيق رغباتي الفنية، والتوجه غدا إلى فانكوفر للمشاركة في العمل السينمائي الكبير "غودزيلا" . وخلاف ذلك، حياتي كلها مكرسة لأولادي، وأختار الأماكن التي يمكنني العيش فيها معهم بسعادة، ونحن نحاول قدر الإمكان تذليل الصعوبات لهذا الهدف .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.