استضافت العاصمة القطرية الدوحة مؤتمر بلومبيرغ، بمشاركة مجموعة من الرؤساء التنفيذيين ومديري الأصول، وأبرز المستثمرين وصناع السياسات بالمنطقة، ومن بينهم مروان العربي، العضو المنتدب لشركة القلعة، وهي الشركة الاستثمارية العاملة في أفريقيا والشرق الأوسط، وتبلغ قيمة استثماراتها 9.5 مليارات دولار أميركي، مع التركيز على 10 شركات استثمارية موزعة على 5 قطاعات استراتيجية هي: الطاقة، النقل والدعم اللوجستي، الزراعة والصناعات الغذائية، التعدين، والاسمنت والإنشاء. ويهدف المؤتمر، الذي امتدت فعالياته على مدار يومي 8 و9 أبريل الجاري، إلى استعراض ومناقشة أبرز التحديات والقضايا التي تواجه القائمين على إدارة صناديق الاستثمار في بيئة متشابكة تخطو نحو العولمة بوتيرة سريعة. وخلال مشاركته في حلقة نقاشية بعنوان «الاستثمار: نظرة من القمة»، مع المستثمر الأميركي ويلبار روس، المشهود بنجاحه المتميز في هيكلة الشركات المتعثرة حول العالم، أوضح مروان العربي أن الأسواق الأفريقية تمثل ركائز النمو طويلة الأجل لاستثمارات شركة القلعة. وأشار العربي إلى أن استثمارات شركة القلعة في شمال وشرق القارة الأفريقية تعكس إيمان الشركة بجدوى الفرص الاستثمارية الجذابة في تلك الأسواق، حيث تسعى استثمارات الشركة إلى تحقيق أكبر استفادة من المميزات والأسس الجذابة التي تحظى بها اقتصادات المنطقة من منظور كلي، مثل تحرير قطاع الطاقة، وزيادة الطلب على إقامة وتطوير مشروعات البنية الأساسية، وسرعة النمو السكاني. وعن المنافسة مع العديد من الشركات الصينية العاملة في أسواق أفريقيا، وتأثير ذلك على استثمارات القلعة، أكد العربي أن القلعة لا تفضل الاستثمار في المشروعات الضخمة في قطاع البترول والغاز الطبيعي، مما يجعلها في منأى عن منافسة الشركات الصينية، بل على العكس فإن الشركات الصينية التي تعمل في أفريقيا تفتح آفاقاً جديدة لاستثمارات القلعة، مثل شركة سكك حديد ريفت فالي، التي تعد الشبكة القومية للسكك الحديدية في كينيا وأوغندا، وتهدف إلى تيسير حركة البضائع المتداولة في ميناء مومباسا بكينيا. أما عن احتدام الأوضاع السياسية في مصر وانخفاض قيمة الجنيه المصري، فأكد أن استثمارات شركة القلعة لم تواجه أي تأثير جوهري من انخفاض قيمة الجنيه، حيث أن أغلب استثمارات الشركة تسجل الإيرادات بالدولار الأميركي. وأضاف: أن المنهج الاستثماري للشركة يركز على الصناعات التصديرية وغيرها من القطاعات، التي تستفيد بصورة أو بأخرى من تحرير قطاع الطاقة، فضلاً عن الفرص الاستثمارية الجذابة خارج السوق المصري. وتابع العربي: ان الفترة الراهنة تتسم ببعض التحديات الناجمة عن الإجراءات الحكومية الجديدة للرقابة على حركة رؤوس الأموال، ومنها على سبيل المثال القيود المفروضة على التحويلات النقدية، التي تصعّب على القلعة تحويل النقود لتمويل استيراد شحنات البذور اللازمة للمشروعات الزراعية في جنوب السودان. وأكد العربي أن شركة القلعة بدأت تنفيذ التحول الاستراتيجي بنموذج الأعمال سعيا لتعزيز قدرة الشركة على خلق وتعظيم القيمة للمساهمين على المدى الطويل، وذلك من خلال التركيز على عدد أصغر من الشركات التابعة ذات إمكانات النمو الهائلة في خمس قطاعات استراتيجية، مدعومة بالأسس المتينة من المنظور الكلي للاقتصاد، موضحا العربي أن شركة القلعة تنوي بيع الاستثمارات غير الرئيسية خلال فترة تتراوح بين ثلاث سنوات أو أكثر قليلاً، وذلك بالتوازي مع الاستحواذ على حصص حاكمة من أسهم 10 شركات استثمارية تابعة.