لقاءات الرئيس الزُبيدي.. تحركات يومية لكبح جماح حرب الخدمات    اجتماع يناقش تحديث الأطر المؤسسية بوزارة الاقتصاد    خطوة في طريق التعافي الاقتصادي    اقتصاد الظل في الطيران المدني: المال الطائر... بلا رقيب التشخيص العالمي والحلول العربية    ضمت 85 مشاركة.. دائرة المرأة في الإصلاح تختتم دورة "التفكير الاستراتيجي"    رايتس رادار تدين حملات الاختطافات الحوثية في إب وتطالب بالإفراج عن المختطفين    خبير في الطقس يتوقع موجة أمطار جديدة تشمل اغلب المحافظات اليمنية    خبير نفطي يكشف معلومات جديدة عن ظهور الغاز في بني حشيش ويحذر    أما الدولة وسلطتها.. أو هائل سعيد وبلاطجته هم الدولة    مافيا "هائل سعيد".. ليسوا تجار بل هم لوبي سياسي قذر    ذا كرديل تكشف عن الحرب الإلكترونية الأميركية الإسرائيلية على اليمن    غزة: 20 شهيداً إثر انقلاب شاحنة محملة بالغذاء تعرضت لقصف صهيوني    مصرع 4 ركاب في تحطم طائرة نقل طبية بولاية أريزونا    زيدان يقترب من العودة للتدريب    اجتماع طارئ وقرارات مهمة لاتحاد السلة    قتلة وجلادي أمن مأرب يزهقون حياة طفل يتيم عمره 13 عاما    المواجهة مع هائل سعيد.. آخر معارك الوحدة اليمنية اللعينة    تخرج 374 مستفيدًا ومستفيدة من مشروع التمكين الاقتصادي بمحافظتي تعز ولحج    رئيس هيئة مستشفى ذمار يعلن تجهيز 11 غرفة عمليات وعناية مركزة    الأبجدية الحضرمية.. ديمومة الهوية    لاعب برشلونة يوافق على تجديد عقده    اعتراف صهيوني: اليمن بدّد هيبة أمريكا في البحر    طيران اليمنية لا تعترف بالريال اليمني كعملة رسمية    هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُنتج نكاتا مضحكة؟    رسميّا.. حرمان الهلال من سوبر 2026    كأس آسيا.. الأردن تكسب الهند والعراق يخسر أمام نيوزيلندا    لا قضاء ولا قدر في اليمن    سفير إسرائيلي سابق يطالب ماكرون بفرض عقوبات فورية على إسرائيل وعزلها جغرافيًا    من ضمّني لن أتركه وحده.. وكلمة السامعي بلاغ رسمي قبل السقوط!    عدن.. البنك المركزي يعلن سحب تراخيص منشأتين جديدتين للصرافة ويغلق فروعهما    حجة.. وفاة امرأة وإصابة طفلة بصاعقة رعدية    أسبانيا تُفكك شبكة تهريب مهاجرين يمنيين إلى بريطانيا وكندا باستخدام جوازات مزوّرة    أياكس الهولندي يتعاقد مع المغربي عبدالله وزان حتى 2028    فريق شباب الحزم يتوج ببطولة العدين الكروية بنسختها الرابعة    انتشال جثث 86 مهاجرًا وإنقاذ 42 في حادثة غرق قبالة سواحل أبين    مقتل مرتكب المجزرة الاسرية بإب    ستبقى "سلطان" الحقيقة وفارسها..    لا تليق بها الفاصلة    النفط يتراجع وسط تصاعد المخاوف من فائض المعروض    اتهامات لمليشيا الحوثي بخطف نجل نائب رئيس مجلس النواب السابق في صنعاء    تعز.. اختتام دورة الرخصة الآسيوية (C) لمدربي كرة القدم    حملة رقابية لضبط أسعار الأدوية في المنصورة بالعاصمة عدن    وزارة الزراعة تناقش استعدادات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف    فعالية احتفالية بذكرى المولد النبوي بذمار    إصابات إثر تصادم باصين للنقل الجماعي بمحافظة حضرموت    النائحات المستأجرات    أيادي العسكر القذرة تطال سينما بلقيس بالهدم ليلا (صور)    ( ليلة أم مجدي وصاروخ فلسطين 2 مرعب اليهود )    الحديدة: فريق طبي يقوم بعمل معجزة لاعادة جمجمة تهشمت للحياة .. صور    رئيس الوزراء: الأدوية ليست رفاهية.. ووجهنا بتخفيض الأسعار وتعزيز الرقابة    تضهر على كتفك اعراض صامته..... اخطر انواع السرطان    تعز تتهيأ مبكرا للتحضير للمولد النبوي الشريف    رجل الدكان 10.. فضلًا؛ أعد لي طفولتي!!    توظيف الخطاب الديني.. وفقه الواقع..!!    الراحل عبده درويش.. قلم الثقافة يترجل    مرض الفشل الكلوي (15)    من أين لك هذا المال؟!    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التكنولوجيا.. جسر الشباب العربي من السلبية إلى الثورية

لعبت وسائل التكنولوجيا الحديثة والنمو الهائل الذي شهدته منصات التواصل الاجتماعي المختلفة والمتنوعة في العالم أجمع والدول العربية تحديداً، دوراً محورياً وإيجابياً ومؤثراً إذ أحدثت تغيراً فعالاً في السلوكيات والمفاهيم في جيل الشباب. فبعد طول سبات اتسمت خلاله روحه بالسلبية والتواكل وعدم المبالاة، إلى حالة من الحراك اتسمت بثورية المواقف.
وبعد عقود طويلة كان ينعتهم الآخرون بصفات شتى ويدمغونهم بالانفصال عن الواقع، وعدم التعاطي مع الشأن العام، وقصر علاقة استخدامهم لوسائل التكنولوجيا الحديثة على الترفيه والتواصل غير المفيد. وتبدل الأمر عندما تفجرت ثورات الربيع العربي، ففند الشباب تلك الاتهامات بإظهارهم الوجه الحقيقي والإيجابي.
وتأكيدهم على مدى استفادتهم من التقنية الحديثة، وبشكل مُثمر في تحقيق أحلامهم، والانتصار لذواتهم بكسرهم قيود الاستبداد طلباً للحرية والديمقراطية وبإسقاط أنظمة عتيدة جثمت على الصدور لسنوات عديدة وهي على عروش الحكم. استخدام الشباب لتلك الوسائل الحديثة كجسر عبور من أزمنة عاشوها بروح سلبية إلى عوالم حرية حققوها بروح ثورية قوية، جعلتنا نطرحه كقضية للنقاش والبحث. وخلال جولة في عواصم عديدة جلبنا آراء مفكرين وساسة ونخب، حللوا ظاهرة الرواج التكنولوجي وتأثيرها في شبابنا العربي بصفة عامة.
الرباط
مجموعات افتراضية تتضامن ضد الفساد
بعد أن كانت التكنولوجيا المتمثلة أساسا في مواقع التواصل الاجتماعي تستخدم بشكل سلبي، أصبح اليوم معظم المغاربة خاصة الشباب يدخلون على "فيسبوك وتويتر" كساحات افتراضية تتم عبرها التعبئة السياسية والنقاش وتحديد مكان وزمان انطلاق شكل احتجاج معين، وبدأت بها تظاهرات حركة 20 فبراير 2011، واتاحت مناقشة العديد من الملفات لا يجرؤون التحدث عنها بشكل علني وواقعي من طرف شباب مثقف وواع سياسيا.
عن ذلك قال خبيرعلوم الاعلام والاتصال يحيى اليحياوي صحيح أن الشبكات الاجتماعية، أسهمت في زيادة تواصل الشباب المنتفض، وايجاد التنسيق فيما بينهم، وبحث المستجدات إلا أن ذلك لا يعوض التواجد على الأرض يوم الاحتجاج، رغم ما وفره فيسبوك للتواصل وتبادل الأفكار والآراء والمقترحات، وترتيب الأولويات، وتحديد مواعيد الاحتجاج.
أسس عدة
الباحث المغربي في علم الاجتماع محمد مصباح يؤكد ان هناك ما نسبته 81 بالمئة من الشباب وهو رقم لا يمكن الاستهانة به، أسس عدة مجموعات على هامش النقاش الدائر حاليا حول محاربة الفساد والاستبداد في العالم العربي، وفي المغرب، لمكافحة الفساد في المملكة، خاصة في الانتخابات البرلمانية لسنة 2007.
وشكلت مؤخرا مجموعة سميت" شباب مغربي ضد الفساد والاستبداد "تسعى حسب التعريف الوارد في المجموعة " إلى كشف جل مظاهر الفساد والاستبداد بالمغرب"، وقد انضم إليها في الأسبوع الأول لتأسيسها أكثر من 3000 شاب وشابة من مختلف المدن، وقام بنشر عدد من الأخبار والمقالات والصور والفيديوهات بخصوص قضايا الفساد والرشوة في المغرب، وهو نموذج ضمن العديد من النماذج الأخرى التي تم إنشاؤها في هذا الصدد.
عوامل عدّة
الناشط السياسي بحركة 20 فبراير الصحفي اسماعيل عزام أشار إلى أن صفحات الحراك المغربيّة على فيسبوك ستظل قابلة للتقويّة بفعل عوامل عدّة منها، نهج التنظيمات السياسيّة والجمعيات لخلق صفحات في ال"فيسبوك" خاصّة بها كي تقوم بدور أنديّة النقاش، فالمتأمل لمواقع التواصل الاجتماعي محليا، والتنظيمات الافتراضية التي يضمّها، يرصد جملة من الأخطاء التي وقعت فيها صفحات الحراك الشعبي والشبابيّ..
أولها بروز صراعات أيديولوجيّة نمّت نقاشات هامشية، على سبيل المثال بين أنصار الملكيّة البرلمانيّة والراغبين في إسقاط النظام، من جهة، وأنصار الدولة المدنيّة والدولة الدينيّة، من جهة ثانيّة، زيادة على اتّهامات التخوين.
مواقع الإنترنت تكشف عوار الأنظمة
مصر كانت الدولة العربية الثانية بعد تونس التي مهدت لها التقنية الحديثة، طريق الخروج من عهود الاستبداد والظلم إلى براحات الحرية والديمقراطية ، وتقول خبيرة التنمية بالأمم المُتحدة دكتورة كاميليا شكري، إن الشباب نجح في أن يظهر وجهاً آخر مغايراً لما كان يتوقعه البعض منه ،خاصة الذين اتهموه بالإخفاق في استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة بشكل إيجابي.
فأثبت وبخطوات عملية واضحة نجاحه في كيفية الاستخدام الأمثل لتلك الوسائل، بل وتسخيره لها وأدواتها لمعالجة أمور حساسة للغاية تتعلق بالحريات، ووضع المجتمع ومطالب الشعب ، وتقييمه للقادة وسياسات الدولة نفسها، بواعز ودافع رئيسي من ثورات الربيع العربي التي أظهرت إمكانية اسهامها في التغيير بشكل رائد.
وأوضح خبير الاتصالات المصري والمرشح السابق لحقيبة وزارة الاتصالات دكتور حازم عبدالعظيم، شبابنا بات متمرسا جداً في التعامل مع التكنولوجيا، وأضاف بذلك الكثير للمشهد المصري، وقد حشد الرأي العام وقام بتعبئته عبر استخدامه لمواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيس بوك وتويتر"، إذ يتم من خلالهم مشاركة الصورة والمواقع والأفكار بصورة عملت على حشد كافة الجهود وتعزيزها من أجل المطالبة بحقوق المصريين ومطالب الثورة..
مشيراً إلى أن التكنولوجيا حالياً تكشف كل العوار للأنظمة الفاشلة من خلال الشبكات الاجتماعية التي سهلت امكانية المشاركة بالوقائع والأحداث وبكل شفافية ووضوح، فأسهم ذلك بشكل إيجابي في دفع الشباب للاستخدام الفعال للإنترنت ووسائل التقنية الحديثة، وتعميق اهتمامهم بالشأن العام.
أستاذ التاريخ الاجتماعي دكتور محمود متولي، أشار إلى أن الشباب العربي سطر طيلة التاريخ صفحات من الكفاح والمقاومة، وتصدى لكافة أشكال الاحتلال على طريقته الخاصة، وعقب سنوات طويلة من الغياب بسبب محاولات الأنظمة السابقة لتحييده غرق في مشاكله الخاصة، خشية مواجهة أنظمة قمعية .
ووجد الوسائل مُتاحة من أجل التخلي عن سلبيته والتحلي بروحه الثورية ضد الأوضاع في العالم كله، ومحليا شارك بقوة في الهم العام، وكانت له ردود أفعال قوية عند استخدامه للتكنولوجيا ، ما مهد الطريق أمام حراك عام، أدى إلى عودة الروح الوثابة فحقق النجاح بتسييسه لتلك الوسائل بقوة. والآن هم سائرون في طريقهم لتحقيق أحلام لبلادهم، وزادهم الاطلاع على ثقافات وتجارب أخرى باتت متاحة في ظل انتشار وسائل الاتصال المختلفة.
رؤى شابة
وفي سياق تحليلنا للظاهرة كان من الضرورة معرفة آراء الشباب عن مدى مساهمة التكنولوجيا الحديثة واستخدامها في تطوير أفكارهم من الناحيتين السياسية والاجتماعية. فالطالب الجامعي علي حسين طالب "22 عاما" قال لا أستطيع أن أنكر أنني قبل وقت قصير لم يكن لدي أي ميول سياسية، فوقتي كأي شاب كان مقسما بين الذهاب للجامعة صباحا والخروج مع أصحابي مساء، .
ولادخل لي نهائيا بالهم العام، لكن مع وصول حال البلد لمنتهاه، وتعقد الأوضاع على جميع المستويات، أصبحت تستفزني أمور عديدة في الشأن السياسي، وبدأت أستغل فرصة تواصلي مع أصدقائي عبر شبكات التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لأوضح رأيي .
فيما يحدث حولنا بكتابة موضوعات ذات طابع سياسي، حتى بدأ أصدقائي يعجبون بما أكتبه، فتطور معي الأمر تدريجيا إلى أن أصبحت اكتب في مدونة خاصة بي عن كل ما أريد أن أعبر عنه ، ليطلع عليها الآلاف عبر الإنترنت.
وساهم وجود مواقع اليوتيوب وغيرها بشكل كبير في تنمية ميولي السياسية وتطويرها لما تتميز به من سرعة كبيرة وانتشار واسع في نشر أي حدث بالصوت والصورة، فأصبح بوسعي أن أطلع على أي حدث في العالم خلال ثوانٍ، إضافة إلى أن شبكات التواصل لها دور كبير في ذلك الأمر. حيث ساهمت في طرح نقاشات فعالة بين الجميع وفي أي شأن يريدونه.
وأوضحت الطالبة مها سيد"25 عاما" قائلة ،حالي كان مثل كثير من الفتيات، أكره أي شيء له علاقة بالسياسة، وأتجنب الدخول في أي مناقشات حولها، وأعترف بأنني كنت سلبية جدا، إلا أن تواصلي الدائم عبر"تويتر" ساهم بشكل كبير في متابعتي للوضع السياسي عن طريق زميلاتي ومناقشاتنا الدائمة.
فوجدت نفسي تدريجيًا أنخرط في أي مناقشة سياسية معهن وأبدي رأيي فيها بل وأدافع عنه، وعشقي للجلوس أمام الإنترنت ساعات طويلة جعلني أعشق السياسة أيضًا، مستفيدة من قدرته وتميزه في ايصال الخبر بطريقة شيقة وسريعة مقارنة بأي وسيلة أخرى".
رام الله
التقنية سلاح سلمي وإمكانيات هائلة
في ظل انتشار الأساليب المخابراتية المتطورة لدى الأنظمة الدكتاتورية التي سقطت فيما أطلق عليه بالربيع العربي كانت عملية الإتصال والتواصل والتجمهر وحشد الجماهير للتعبير عن الغضب الشعبي غاية في الصعوبة ، إلا ان استخدام الحركة الثورية الشبابية لوسائل الاتصال الحديث مثل " فيسبوك وتويتر ويوتيوب" وغيرها من المواقع والهواتف المتطورة ،نجحت في إثارة الشارع العربي وتبديد خوفه ودفعه نحو الثورة .
ويرى الباحث الفلسطيني في قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان محمد جمال أن الشباب العربي طور من أساليب استخدام التكنولوجيا وخاصة استخدام وسائل التواصل الإجتماعي "فيس بوك وتويتر" وغيرها فأثرت بإيجاد حالة من التغيير" وقال إن الفترة قبل الربيع العربي شهدت تحولا في طريقة استخدام الشباب لوسائل الاتصال الحديثة بإتجاه ايجابي .
وظف من أجل إنجاح مسعى الشباب في إحداث الثورات ، وتعزيز ثقافة المواطنة والحرية والعدالة الاجتماعية والتكافل الاجتماعي ، والبحث عن الديمقراطية والحياة المدنية وتعزيز سيادة واحترام القانون الذي يحمي الجميع".
ويقول وليد كميل مدير البرامج في الحاضنة الفلسطينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات "بيكتي" أن دخول التكنولوجيا وملحقاتها بقوة في حياة الشباب سمحت بعوالم التغيير نظراً لما تمتلكه من إمكانات لاحدود لها في خلق التواصل، ووسائل التقنية باتت تؤثر في حياتنا اليومية ، وشبابنا شديد الالتصاق بها فهو الشريحة المؤهلة والأكثر استيعابا لها وله دور أساسي في تطويعها بشكل يلامس الواقع العربي.
ويصطدم بالتحديات الموجودة ، وقد تعرف على القوة الهائلة والكامنة فيها فاستخدمها لفرض التغيير وبناء منظومة جديدة للمشاركة في قضايا المجتمع والتعبير عن همومه ومشاكله واحتياجاته.
بيئة جديدة
بهاء خليفة مسؤول إحدى الصفحات الشبابية ومتخصصة بإطلاق الحملات المجتمعية التوعوية بشكل اسبوعي " الشعوب في الواقع الحالي خرجت عن الحالة التي اعتادت عليها سابقا وعبرت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عن مواقفها من القضايا السائدة في المجتمع العربي، وخرجت بالثورات العربية لتغير الواقع وتزيل الأنظمة المستبدة.
وهكذا الحال مع الشعب الفلسطيني فالتكنولوجيا أسهمت في خلق بيئة جديدة لمواجهة المحتل لأرضنا فاستغل الشباب الفلسطيني التقنيات بأنواعها وما أحدثته لنقل المعاناة الفلسطينية وجذب أنظار العالم لما تفعله إسرائيل بالشعب والأرض الفلسطينية".
وأضافت مسؤولة العلاقات العامة في جامعة بيرزيت نردين الميمي أن صورة الشباب العربي تغيرت بفعل تغير دورهم من هاربين من الواقع باتجاه التكنولوجيا الحديثة ووسائل الاتصال إلى فاعلين ومبادرين وقادة للتغيير أتقنوا استخدام التكنولوجيا من أجل خدمة مجتمعاتهم ، ولدينا مواقع إلكترونية وشبكات تواصل نجحت في نقل الصورة الحقيقة لجرائم الاحتلال لحظة بلحظة، ما ساهم في كسب المزيد من التأييد الدولي لصالح قضيتنا .
المنامة
التطور العلمي يتطلب الحكمة في التعامل
طرق عدد من الخبراء وقادة الفكر والرأي في البحرين إلى موضوع التقنيات الحديثة وتناولوا دور الشباب في مسايرة العصر ومدى مواكبته لكافة مناحي التطور، فقد أكد الدكتور بقسم علوم الحاسوب بجامعة البحرين طاهر حميد ان التكنولوجيا الحديثة لعبت دورا بارزا في تغيير شخصية الشاب العربي من خلال أجهزتها المختلفة وعبر شبكة التواصل الاجتماعي التي مكنت الجميع من الوصول إلى ما يريدونه ، وساهمت أيضا في إحداث تغيير حالة معظم الشباب من الروح السلبية الى الايجابية .
وأشار إلى أنها تعتبر سلاحاً ذا حدين وعن جانبها الايجابي نقول انها كسرت الابواب المغلقة في وجوه الشباب العربي فاستطاع من خلال أدوات التواصل الاجتماعي أن يصل الى المسؤولين وفي البحرين تحديدا يمكن التفاعل مع الوزراء والمسؤولين، وذلك يعطي جرأة ويخلق روح التحدي.
ويفرز طاقات عظيمة بالتعامل والتواصل بل فجر طاقات الشباب فظهر بينهم المستخدم الماهر والمصمم المبدع والمبرمج الذكي ومنهم الذين نجحوا في بناء مواقع الكترونية ذات محتوى جيد ومفيد وبشكل جميل وجذاب وادواتها سهلة وبسيطة في الاستخدام. وبات الانترنت سوقا عالمية يمكن من يرغب في دخول عالم التجارة ويكفي أن التكنولوجيا ألغت البعد الجغرافي والزمني وكافة الحواجز في عالم اليوم.
خبير المحتوى الإلكتروني ومستشار التواصل البشري وحيد البلوشي قال إن المجتمع الغربي كان يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي في تحشيد التجمعات السياسية أو المطلبية منذ بدايات ظهورالتقنيات، مثلما حدث في كرواتيا بمنع هدم مبان أثرية وتحويلها لمبان ومكاتب حديثة.
ونجحت تلك التجمعات الشبابية في مسعاها. وعندما بدأت ثورات ما يسمى بالربيع العربي كانت وسائل التواصل الاجتماعي هي الأساس في تنظيم التجمعات التي نجحت في تغيير الأنظمة. وكم كنا متفائلين بتعاطي الشباب العربي لتقنيات التواصل الاجتماعي ورفده للمحتوى الإلكتروني بعد أن كان سلبيا لفترات طويلة ، إلا أن الخطاب الشائع لم يعد يبشر بالخير.
فقد أظهرت الوسائل الحديثة مكنونات النفس البشرية ، وكشفت أقنعة زيف وبعض مجهولي الشخصية الذين يتهجمون على الآخرين مستخدمين تعبيرات خرقاء .
أساس التطور
وقال اختصاصي نظم المعلومات سعود البوعينين ان التطور التقني له اثره في المجتمعات العربية والغربية على حد سواء، وكانت الشبكة العنكبوتية بمثابة الأساس للتطورالذي بات بيئة خصبة للإبداع اللامحدود، و تمخض عنه ولادة أدوات التواصل الاجتماعي، وهناك من اتقن استخدامها واحترف التعامل معها لنشر رسالته سواء أكانت سلبية او ايجابية.
وكان المجتمع العربي ينظر للشباب على أنه سلبي وبعيد عما يدور حوله من تطورات وتغييرات تشهدها الساحة الاجتماعية والسياسية، إلا أن أدوات التواصل الاجتماعي قد منحته نافذة للتعبير ، ومجالس الشباب على أرض الواقع لا تخلو من النقاش وتبادل الآراء في شتى المجالات.
وأدوات التواصل الاجتماعي لم توجد لخلق الثورات أو توجيه الحكومات ، بل لتعميق الروابط، فلم يدر في خلد مؤسس "فيسبوك"، ولا مؤسسي "تويتر" أن اختراعاتهم ستستخدم كمسميات وأدوات للثورات وما يسمى بالربيع العربي .
فأدوات التواصل نقلت نطاق الاحتجاجات وحالات الاستياء من المحلية للعالمية في إطار توجه مدروس لبعض المنظمات التي يتشدق بعضها بنشر الديمقراطية في عالمنا العربي، فكانت اداة للتعبير والتحشيد ونشر الاخبار من غير التحقق من مصداقيتها بسرعة البرق في مضمون ما يسمى ب "صحافة المواطن".
وأشار أمين سر جمعية الشباب والتكنولوجيا علي جناحي إلى ان التغيرات والمستجدات الأخيرة في العالم العربي أوجدت لدى الشباب حُب الاطلاع على المعلومات ونشرها بالوسائل المتاحة، ألا أن ذلك الشغف أدى بالبعض للوقوع في أخطاء استتخدام التكنولوجيا.
وتلك الوسائل أصبحت لدى بعض الشباب مجرد أداة لنشر كل ما يصلهم من أخبار دون التأكد من مصدر الخبر وصحته وأيضاً تأثيره على المجتمع، ما من شأنه زعزعة الأمن العام وتفكيك نسيج المجتمع. وبالرغم من وجود بعض السلبيات ،ألا إن شبابنا بدأ يعي أهمية استخدام التكنولوجيا في الجانب المفيد للأفراد والمجتمعات .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.