نتائج قرعة أندية الدرجة الثالثة بساحل حضرموت    نائب رئيس نادي الطليعة يوضح الملصق الدعائي بباص النادي تم باتفاق مع الادارة    شاب سعودي يقتل أخته لعدم رضاه عن قيادتها السيارة    الهلال يلتقي النصر بنهائي كأس ملك السعودية    كان طفلا يرعى الغنم فانفجر به لغم حوثي.. شاهد البطل الذي رفع العلم وصور الرئيس العليمي بيديه المبتورتين يروي قصته    لتجهيل المجتمع ومحاربة التعليم.. رعاية حوثية للغش في الامتحانات الثانوية    تعز.. حملة أمنية تزيل 43 من المباني والاستحداثات المخالفة للقانون    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    الصين تجدد دعمها للشرعية ومساندة الجهود الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن    توضيح من أمن عدن بشأن مطاردة ناشط موالٍ للانتقالي    أهالي اللحوم الشرقية يناشدون مدير كهرباء المنطقة الثانية    صدام ودهس وارتطام.. مقتل وإصابة نحو 400 شخص في حوادث سير في عدد من المحافظات اليمنية خلال شهر    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    34 ألف شهيد في غزة منذ بداية الحرب والمجازر متواصلة    نجل القاضي قطران: والدي يتعرض لضغوط للاعتراف بالتخطيط لانقلاب وحالته الصحية تتدهور ونقل الى المستشفى قبل ايام    تقرير: تدمير كلي وجزئي ل4,798 مأوى للنازحين في 8 محافظات خلال أبريل الماضي    الخميني والتصوف    قيادي حوثي يخاطب الشرعية: لو كنتم ورقة رابحة لكان ذلك مجدياً في 9 سنوات    الريال ينتظر هدية جيرونا لحسم لقب الدوري الإسباني أمام قادش    الرواية الحوثية بشأن وفاة وإصابة 8 مغتربين في حادث انقلاب سيارة من منحدر على طريق صنعاء الحديدة    إنريكي: ليس لدينا ما نخسره في باريس    انهيار كارثي.. الريال اليمني يتراجع إلى أدنى مستوى منذ أشهر (أسعار الصرف)    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    جريدة أمريكية: على امريكا دعم استقلال اليمن الجنوبي    بن الوزير يدعم تولي أحد قادة التمرد الإخواني في منصب أمني كبير    محلل سياسي: لقاء الأحزاب اليمنية في عدن خبث ودهاء أمريكي    الرئيس الزُبيدي يُعزَّي الشيخ محمد بن زايد بوفاة عمه الشيخ طحنون آل نهيان    15 دقيقة قبل النوم تنجيك من عذاب القبر.. داوم عليها ولا تتركها    أولاد "الزنداني وربعه" لهم الدنيا والآخرة وأولاد العامة لهم الآخرة فقط    الخطوط الجوية اليمنية توضح تفاصيل أسعار التذاكر وتكشف عن خطط جديدة    يمكنك ترك هاتفك ومحفظتك على الطاولة.. شقيقة كريستيانو رونالدو تصف مدى الأمن والأمان في السعودية    خطوة قوية للبنك المركزي في عدن.. بتعاون مع دولة عربية شقيقة    سفاح يثير الرعب في عدن: جرائم مروعة ودعوات للقبض عليه    العليمي: رجل المرحلة الاستثنائية .. حنكة سياسية وأمنية تُعوّل عليها لاستعادة الدولة    الحوثيون يعلنون استعدادهم لدعم إيران في حرب إقليمية: تصعيد التوتر في المنطقة بعد هجمات على السفن    غارسيا يتحدث عن مستقبله    مخاوف الحوثيين من حرب دولية تدفعهم للقبول باتفاق هدنة مع الحكومة وواشنطن تريد هزيمتهم عسكرياً    مبلغ مالي كبير وحجة إلى بيت الله الحرام وسلاح شخصي.. ثاني تكريم للشاب البطل الذي أذهل الجميع باستقبال الرئيس العليمي في مارب    احتجاجات "كهربائية" تُشعل نار الغضب في خورمكسر عدن: أهالي الحي يقطعون الطريق أمام المطار    رئاسة الانتقالي تستعرض مستجدات الأوضاع المتصلة بالعملية السياسية والتصعيد المتواصل من قبل مليشيا الحوثي    مكتب التربية بالمهرة يعلن تعليق الدراسة غدا الخميس بسبب الحالة الجوية    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    هربت من اليمن وفحصت في فرنسا.. بيع قطعة أثرية يمنية نادرة في الخارج وسط تجاهل حكومي    كأس خادم الحرمين الشريفين ... الهلال المنقوص يتخطى الاتحاد في معركة نارية    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إقبال الشباب اليمني على مواقع التواصل الاجتماعي..
نعمة أم نقمة..؟!!
نشر في الجمهورية يوم 17 - 12 - 2012

تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك تويتر يوتيوب) وغيرها من المواقع الالكترونية هي الأكثر رواجا هذه الأيام ولها جمهورها الواسع و قد صار لها صدى وتأثير كبير على مرتاديها في الآونة الأخيرة في بلادنا وفي كافة بلدان العالم وبلا شك فإن تلك المواقع كسرت القيود والحدود الجغرافية وعملت على تقارب الأفكار والأخبار، ونمت العلاقات بين الناس على اختلاف ثقافاتهم ولغاتهم وبيئاتهم، ليصبح الاتصال السريع محركا أساسيا وقويا بين الناشطين السياسيين والاجتماعيين والاقتصاديين مع بعضهم البعض.
سلاح ذو حدين
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي جزءا لا يتجزأ من حياة عدد كبير من الشباب اليمني و لا يمكن الاستغناء عنه وقد وصل عند البعض إلى درجة الإدمان على الرغم من محاولة البعض الحد من استخدامها ولكن دون جدوى؛ مع العلم أن هذه المواقع سلاح ذو حدين وقد تضاربت حولها الآراء بسبب تأثيرها المباشر في سلوك وتفكير مرتاديها فهي وسيلة ناجحة في نقل الأخبار والتعليمات والوثائق والصور والأبحاث والأزمات والاحتفالات والأحداث بأسرع وقت وأقل تكلفة، حتى وسائل الإعلام مثل التلفزيون وغيره اعتمدت على مواقع الاتصال في نقل الحدث من مكان الحدث بأقصى سرعة، لقد نجحت شبكات التواصل الاجتماعي في التغيير والتعبير عما يكنه الشباب بداخلهم متأثرين بثقافة العصر والانفتاح على الثقافات العالمية وهي في المقابل أداة خطرة لهدم الأخلاق والقضاء على العادات والتقاليد الأصيلة والمعتقدات الدينية السمحة إذا أسيء استخدامها.
آثار سلبية
عندما تستخدم هذه المواقع في تزوير الوقائع والحقائق وفبركة الأحداث ونشر الشائعات فإن ذلك ينعكس سلبا على الفرد والمجتمع المحافظ على تقاليده ومبادئه وعاداته وثقافته، أما الإفراط في استخدام هذه المواقع فيؤدي حسب تقارير أطباء نفسيين إلى انعزال الفرد عن أسرته والبعد عن المشاركة الفاعلة مع أفراد أسرته ومجتمعه، كما أن غياب الرقابة الأسرية والمجتمعية على الأبناء دافع قوي في أحداث سلوكيات غير مرغوبة وأفعال غير مقبولة وهناك كثير من العقول في مجتمعنا اليمني تأثرت بهذه المواقع و لوثت بأفكار واتجاهات غريبة فأصبحت مشوشة ومدمرة وهي الآن تستخدم لتحقيق مصالح خاصة لفئات معينة بالتأثير عليها واستغلال قواها للقضاء على قيم وعادات المجتمع وإدخال أيديولوجيات وثقافات دخيلة ظاهرها جميل وباطنها خراب وتدمير.
تنوع واختلاف
لاشك أن طريقة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي تتنوع و تختلف باختلاف طريقة التفكير ويتحكم العمر والمرحلة الدراسية بعقلية وتفكير الإنسان في إدارته لذاته أمام هذه المواقع، للتأكد من ذلك قمت باستطلاع رأي عدد من مستخدمي موقع الفيس بوك، أصغر مستخدم (للفيس بوك) من العينة التي اخترتها أسامة الحمادي وعمره عشر سنوات وهو طالب بالصف الخامس من المرحلة الأساسية ويقضي من ساعة الى ساعتين يوميا على صفحته في (الفيس بوك) في التعارف ومشاركة الصور ومقاطع الفيديو ومتابعة كل جديد حسب قوله، أما أحمد مجاهد الحجاجي وعمره ثمانية عشر عاما خريج ثانوية عامة فيقول أقضي من ساعتين إلى ثلاث ساعات على (الفيس بوك) بغرض التصفح ومعرفة الأشياء أو الأحداث الجديدة ولمعرفة أخبار وأحوال أصدقائي أما صفوان الشيباني مهندس كمبيوتر وعمره ثلاثون سنة فيقضي ثلاث إلى أربع ساعات على جهازه المحمول يتصفح مواقع الانترنت التي منها فيس بوك وتويتر. ويقول: مواقع التواصل الاجتماعي تسدي لنا خدمة التواصل بالأهل والأصدقاء وزملاء الدراسة أينما كانوا وتعطينا أخبارهم أولا بأول وهذا ما يجعلني ارتادها يوميا.
أما عادل البدري عمره ثلاثة وثلاثون عاما ويعمل محرر صحفي أكد أنه يرتاد هذه المواقع كي يتواصل بالأصدقاء والزملاء ولتكوين صداقات جديدة ولمعرفة ما يدور حول العالم وذلك بالاشتراك في المواقع الإخبارية والثقافية والعلمية وكذلك مواقع الجامعات وتبادل كل جديد حول كل العلوم.
أما شيماء جمال الأهدل عمرها 21 عاما وتدرس سنة أولى جامعة، فتقضي 7ساعات يوميا على فيس بوك وعللت ذلك بقولها: حينما تصبح غايتك إيصال فكرة معينة لا الاستعراض بالمفردات العربية كما يفعل البعض ممن يسمونهم بالنخبة المثقفة ستتجه للفيس بوك، وأنا عندما اكتب شيء يحمل فكرة بسيطة أو أدعو لمناقشة قضية اجتماعية أو سياسية على موقع الفيس بوك أجد الكل يناقشني من دون تكلف والكل يتحدث من دون التدقيق في الأحرف وأجد العفوية والوضوح وأشعر بأني أصبحت قريبة من كل اليمنيين..
نتائج إيجابية
وللتعرف أكثر على مواقع التواصل الاجتماعي وأثرها على عقول وطريقة تفكير وتصرفات مرتاديها استطلعنا أراء عدد من الأكاديميين والأخصائيين الاجتماعيين والتربويين والإعلاميين ،الدكتور حمود ناصر القدمي أستاذ العلوم السياسية المشارك أكد أن مواقع التواصل الاجتماعي مهمة وأصبحت من أهم وسائل الإعلام والاتصال وتنبع أهميتها في عصرنا الحالي لكونها تجمع مكونات مختلفة ومن بلدان مختلفة.
وما يميزها هو الإمكانات المتاحة أمام المستخدم والأبواب والنوافذ التي تجعل من مستخدم هذه الشبكة قادرا على الحصول على المعلومة وتداولها مع غيره نشرها وإبلاغها لمن يريد وبأسهل الطرق وأقربها واقلها تكلفة دون عناء أو جهد شاق، وإقبال الشباب على هذه الوسيلة رواجها وظهورها كأول وسيلة اتصال تم استخدامها في ما يسمى بثورات الربيع العربي رغم قدمها ولا شك أن الاستخدام الهائل الذي نفذه شباب الثورة المصرية كان له نتائج ايجابية على الاستخدام الواسع لهذه الشبكة في اليمن أثناء ثورة الربيع اليمني وما زال الاستخدام والإقبال متزايدا وقد كان لشباب اليمن اثر كبير في استخدام هذه المواقع سواء لنشر الأخبار آو الدعوة لتنفيذ أنشطة معينة آو الإعلان عن موقفهم تأييدا أو معارضة لإجراء أو توجه معين، ومدلول ذلك أيضا تأثير هذه المواقع على إمكانيات وقدرات الشباب على التواصل مما زاد وبدون شك من استفادتهم وتعلمهم الكثير من الدروس وزاد من وعيهم ووسع مداركهم، وكل ذلك خلق في الشباب روح المثابرة والطموح في المزيد من المعرفة..
رواد الربيع
ويواصل حديثه بالقول: اعتقد أن هذه المواقع قد ساهمت في توحيد توجهات الشباب وترابطهم في إطار واحد جعل منهم بعنفوانهم وطموحهم وقدرتهم على التأثير أن أُطلق على ثورات الربيع العربي جميعها بثورات الشباب، فقد كان الشباب هم رواد هذه الثورات وكانت مواقع التواصل الاجتماعي هي الوسيلة في احتضان الشباب كونها أكثر الوسائل الأنجع للتواصل فيما بينهم وبين المجتمع الداخلي وحتى مع المجتمعات الأخرى، أما تأثير هذه المواقع على توجهات الشباب آو على سلوكياتهم فمرجعيتها الأولية تعود على الفرد حيث أن سلوك الفرد والبيئة المحيطة به تدفعه إلى اتباع سلوك معين، فالأسرة وجماعة المدرسة أو الشلة أو جماعة الحارة كل ذلك تجعل من الشاب يحمل سلوكيات وانطباعات مسبقة تؤثر على توجهه قي اختيار المواضيع والمواد المتاحة له على شبكة النت وبشكل فإن كان ارتباط الشاب بسلوكيات غير أخلاقية فهذه الشبكة ستكون مرتعاه ومآله خاصة وان ما هو متاح على هذه الشبكة به من الإغراءات ما لا حدود تحكمها فإن ارتبط الشاب بسلوك حسن فسيستخدم هذه الشبكة لما يلبي طموحة وتطلعاته في اكتساب المهارات، ولا شك أن هذه المواقع ستؤثر في توجهات الشباب وستغير من بعض قناعاتهم لكن أهم وأخطر ما يجر الشباب إلى الطريق غير السوي في الحياة السياسية هو التعصب الأعمى الذي من نتائجه ما يعانيه الآن النظام السياسي في اليمن وما ويعانيه الشعب من أثار ونتائج هذا التغيير بخلق مفهوم (ضد أو مع) الذي جعل من البعض يصدق هذه المقولة وبالتالي ينجر مع هذا أو ذاك ويتعصب ويجعل من ذلك سلوكا له وهذا ما تغذيه بعض مواقع التواصل اليمنية التي تعمل مع طرفي الصراع وهذا ما نخشى من تأثيراته على المدى الطويل وهو ما اوجد شرخا في الهوية الوطنية وفي الولاء الوطني.
وسيلة سهلة
الأخت مها علي علي صبرة أخصائية إجتماعية ومدربة تنمية بشرية أكدت أن مواقع التواصل الاجتماعية هي وسيلة سهلة ومريحة للتعرّف على الثقافات والاختصاصات المختلفة، والتعرف إلى المدربين الدوليين وحضور ندوات ومحاضرات عبر النت، والحصول على المعلومة وأنا في بيتي دون أي تعب أو صعوبات، وسيلة للإعلان والتسويق لذاتي وللدورات التي أقدمها، فمن خلال الفيسبوك تصلني دعوات لإقامة دورات داخل و خارج الوطن.
أحياناً أصادف أشخاصا من أعمار مختلفة تتفاوت بين المراهقة، الشباب، الرشد والكهولة ومع تفاوت أعمارهم تتفاوت كذلك طريقة تعاملهم معي ، فمنهم المتزن الحريص على تلقي المعلومة والاستفادة من المدربة والأخصائية الاجتماعية التي قام بإضافتها الى قائمة الأصدقاء لديه، ومنهم من يلهث وراء التسلية والمتعة الزائفة.. وفي الأخير أنت من تفرض احترام الآخرين لك من عدمه.
ازدواجية الشخصيات
وتواصل الأخت صبرة كلامها: و نظراً لتوفر كل شيء في النت وفي مواقع التواصل الاجتماعي، وأيضا مع امكانية التواصل السهل والسري، ظهر بين المراهقين والفئات العمرية الاخرى التي تعاني من نقص في النمو العاطفي والاجتماعي السوي، ظهر نوع من الشره للتعرف على كل محتوى وكل شخص دون التمييز بين المفيد والضار، كما أصبح من السهل جداً إمكانية انتحال شخصية افتراضية غير حقيقية، هذا سهّل ظهور الازدواجية الشخصية التي تُمكّن منتحلها من القيام بأمور لا يستطيع القيام بها في واقعه الحقيقي بسبب الدين أو العادات أو التقاليد، ولكنه لا يدرك أن ذلك سبب رئيس في اضطراب الشخصية وتغير الثوابت العقلية والأخلاقية والنفسية لديه.
الانترنت عموماً ومواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً، تحذو حذو جميع مجالات التطور فهي سلاح ذو حدين، لأنها مهمة ومفيدة في تسهيل الحصول على المعلومة والتعرف على أشخاص مهمين يلزمنا الوصول إليهم أسفار طويلة ومكلفة، وأيضا قد تكون مضرة وهدّامة إذا انجرفنا وراء الملذات الزائلة والمتعة الوهمية في تكوين العلاقات والصداقات التي لا يربطنا بأصحابها سوى شاشة كمبيوتر و لوحه مفاتيح تطبع كلمات ولكنها لا توصل الإحساس والصدق.
- أخيراً أقول لمرتادي هذه المواقع بإمكانك التعرف على أجانب لتقوية لغتك ، احذ حذو نبيك المصطفى صلى الله عليه وسلم وانشر الأخلاق السمحة ، كن مسلما بأخلاقك ، أثّر في الآخرين ، انشر الدعوة الاسلامية الحقّة على نطاق أوسع و شريحة أكبر من الناس.
إقبال مهول
الأخ ياسر أحمد المسهلي باحث ومدرس علم النفس التربوي بكلية التربية جامعة حجه يقول:
مواقع التواصل الاجتماعي هي مواقع الكترونية تعني بالتواصل مع الناس سواء كانوا أصدقاء أو زملاء أو كسب صداقات جديدة، والخدمة التي تقدمها هذه المواقع سريعة ورخيصة الثمن مقابل خدمة التلفون لذا نلاحظ في الآونة الأخيرة إقبال مهول لعدد كبير من الشباب والمراهقين في بلادنا على مثل هذه المواقع ووصول جزء منهم إلى مرحلة الشغف وربما نقول الادمان في استخدامها والمشكلة أن هناك جزءا كبيرا منهم لا دافع لهم إلا تضييع الوقت والاستخدام الخاطئ، ونجد البعض له أكثر من اسم وهمي على الفيس بوك وذلك بهدف التسلية وهذا مغاير للهدف الذي من أجله وجدت هذه المواقع كخدمة الناس وتسهيل عملية التواصل بشكل سريع ومواكبة التطور في عالم الاتصالات.
وبكل تأكيد هناك تأثير كبير لهذه المواقع على مستخدميها فالمواقع من خلال استخدامها المتواصل تجعل المرتاد لها يحس بأنها شيء ضروري في حياته وتصبح من ضمن جدوله وعندما تصبح هذه المواقع الشغل الشاغل للمستخدم عندئذ يدخل خانة المدمن وهذه مسألة خطيرة للفرد؛ لأن همه الأول والأخير سينصب في إضاعة وقته بالشات وما شابه، أما لو استخدمها الاستخدام الخاطئ فتلك هي الطامة التي ستؤدي إلى إفساد أخلاقه وإشباع شهواته ونزواته بالطرق المحرمة شرعا والبعيدة عن أخلاق ديننا الحنيف.
لذا على وسائل الإعلام توعية الشباب بمخاطر الاستخدام الخاطئ وما يجب عليهم تجاه نعمة هذه المواقع وكيفية استخدامها الاستخدام الصحيح.
- وأتمنى من شبابنا استغلال هذه المواقع فيما يفيدهم ويأخذوا منه ما ينفعهم لدنياهم وأخراهم، وان يحسنوا التصرف فهذه المواقع وجدت لخدمة الإنسان.
قواعد وأسس
أما الأخت حفصة محمد عوبل مسؤولة الحقوق والحريات في منظمة بلا قيود فقد أكدت أن مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تتميز بسهولة الاستخدام وسرعة الوصول للمعلومة سواء كانت معلومة علمية أو سياسيه أو غيرها بدون أي جهد، وهذا ما جعل لهذه المواقع رواجا كبيرا في الفترة الأخيرة.
وقالت: وبلاشك فإن هذه المواقع الالكترونية تؤثر بشكل أو بأخر على نفسيات وسلوك مرتاديها سلباً وايجاباً وكل مستخدم يقرأ كلامي يعرف تمام المعرفة ماذا غيرت فيه ومع أن الحرية هي الأصل في استخدام هذه المواقع ولكل شخص حق في استخدام ما يريد ولكل شخص عقل يفكر به وضمير يعيش به لكن تظل هناك قواعد وأسس يجب الالتزام بها منها مراقبة الله عز وجل في استخدام هذه التقنيات فإذا غابت المراقبة الذاتية للنفس فإنها سرعان ما تخرج البعض عن مبادئه وقيمة الإنسانية والدينية لذا أدعو كافة شبابنا أن يراقبوا الله في أنفسهم ثم في الناس الذين يتعاملون معهم لان هناك من بدأ يستخدم هذه الوسائل في المماحكات والمضاربات السياسية والاجتماعية وتشويه سمعة الفتيات المتواجدات على هذه المواقع..
حرية التعبير
الأخ صبار علي يحي موجه تربوي يؤكد أن الكثير من الأبناء والشباب الذين يستخدمون مواقع التواصل الإجتماعي في بلادنا ركزوا طاقاتهم وعقولهم وأوقاتهم في تصيد الأخطاء ومتابعة الأفكار والإشاعات والأحاديث المثيرة للفتنة والمشجعة عليها لإثارة البلبلة وإستخدام العبارات المحرضة على العنف والتمرد والاستهزاء والتشهير والسخرية وخدش كرامات البشر بغرض اثبات الذات والتحدي وتوسيع دائرة الخلافات وعدم احترام الآخرين وتقدير آرائهم وتوجهاتهم بحجة حرية التعبير عن الرأي فكم من جماعات تفرقت وأسر تشتت وعلاقات انقطعت وقضايا رفعت بسبب هذه المواقع ،لقد شغلت الأبناء والشباب عن الدراسة وأصبح التعليم مع الأسف عنصراً ثانوياً بالنسبة لهم على الرغم من أهميته كما أهدرت طاقات الشباب عماد الوطن والثروة الحقيقية له فأتمنى من الجميع أن يدركوا حجم خطر هذه المواقع ويكونوا حريصين أكثر عند ارتيادها.
عالم وهمي
الأخت فردوس حمود محررة صحفية وناشطة مجتمع مدني تؤكد أن أكثر من يرتاد هذه المواقع هم الشباب والمراهقون وتقول أن المراهقين يقبلون على هذه المواقع بشكل كبير ويعتبرونها عالمهم الوهمي يستطيعون أن يصنعوا ما يريدون ويقولون ما يريدون فبعضهم يختفون وراء اسم مزيف وشخصية وهمية لغرض الوصول الى ما يرجوه.. والجميع يعرف كيف يستخدم المراهقون هذه المواقع وكيف يتصرفون في الفيس فهناك من يضع جل اهتمامه التعرف على أكبر كم من الجنس الآخر.. لا يعرفون قيمة مواقع التواصل وبأنها مكان لتكوين الشخصية.
في النهاية الإنسان يضع نفسه حيثما يشاء، وتؤثر مواقع التواصل بالسلب وبالإيجاب على مستخدميها فهناك من يتخذ منها وسيلة للفائدة وهناك من يأخذها وسيلة للتسلية وتضييع الوقت وهناك من يتخذها صلة وصل بينه وبين العالم من حوله وأصبحت جزءا من تكوين شخصيته وهناك من يجعلها مكانا للهروب من مسئولياته وواجباته ومع تعدد الاستخدامات والمستخدمين نصيحتي لمن يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الشباب بأن يستخدموها للفائدة لتكوين الصداقة التي مبدؤها الأخلاق للتوصل إلى الكثيرين من الأشخاص ويتركون بداخلهم طابعا مؤثرا عن شخصيتك.. لا تستخدموا مواقع التواصل الاجتماعي للتعصب الأعمى لما تأمنون به من أفكار ومبادئ تقبلوا الرأي الآخر باحترام وسلاسة .. لا تنشروا الحقد بين الناس من خلال طرحكم للمواضيع والأفكار الهدامة، حكموا العقل قبل أن تحكموا العاطفة فيما تقولوه وفيما تفعلوه.
مما سبق نصل إلى فكرة مفادها أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت ذو أهمية كبيرة وبالغة في حياة شبابنا وتتحمل الأسرة والمجتمع والدولة بكافة مؤسساتها مسؤولية رعاية الأبناء والشباب وتعليمهم وتثقيفهم عن الاستخدام الإيجابي لهذه المواقع وعلى الجهات المختصة العمل على الرقابة وسن القوانين وفرض الجزاءات للحد من إساءة استخدام شبكات التواصل الاجتماعي كما يقع على وسائل الإعلام الدور الأكبر في نشر برامج التوعية وإقامة الندوات واللقاءات والحوارات وورش العمل التي تهدف إلى توجيه استخدام شبكات التواصل الاجتماعي لأجل حماية عقول شبابنا من الأفكار المنحرفة والضالة التي تنعكس بلاشك على أمن واستقرار ورقي الوطن والمواطن وعلى شبابنا أن يكونوا محل ثقة الجميع ولا ينجروا وراء الأفكار السامة التي تبثها بعض صفحات المواقع الاجتماعية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.