الاتحاد الأوروبي يوسّع مهامه الدفاعية لتأمين السفن في البحر الأحمر    تظاهرات في مدن وعواصم عدة تنديداً بالعدوان الصهيوني على غزة    - اقرأ سبب تحذير مجموعة هائل سعيد أنعم من افلاس المصانع وتجار الجملة والتجزئة    غزة في المحرقة.. من (تفاهة الشر) إلى وعي الإبادة    السعودي بندر باصريح مديرًا فنيًا لتضامن حضرموت في دوري أبطال الخليج    العنيد يعود من جديد لواجهة الإنتصارات عقب تخطي الرشيد بهدف نظيف    الاستخبارات العسكرية الأوكرانية تحذر من اختفاء أوكرانيا كدولة    الرزامي يكشف عن فساد محسن في هيئة المواصفات بصنعاء    صحيفة امريكية: البنتاغون في حالة اضطراب    حملات ضبط الأسعار في العاصمة عدن.. جهود تُنعش آمال المواطن لتحسن معيشته    في السياسة القرار الصحيح لاينجح الا بالتوقيت الصحيح    قادةٌ خذلوا الجنوبَ (1)    مشكلات هامة ندعو للفت الانتباه اليها في القطاع الصحي بعدن!!    الرئيس الزُبيدي يوجّه بسرعة فتح محاكم العاصمة عدن وحل مطالب نادي القضاة وفقا للقانون    أحزاب حضرموت تطالب بهيكلة السلطة المحلية وتحذر من انزلاق المحافظة نحو الفوضى    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة نذير محمد مناع    إغلاق محال الجملة المخالفة لقرار خفض أسعار السلع بالمنصورة    لهذا السبب؟ .. شرطة المرور تستثني "الخوذ" من مخالفات الدراجات النارية    منع سيارات القات من دخول المكلا والخسائر بالمليارات    مناقشة قضايا حقوق الطفولة باليمن    الرئيس الزُبيدي يقود معركة إنقاذ الاقتصاد وتحسين قيمة العملة    تكريمًا لتضحياته.. الرئيس الزُبيدي يزيح الستار عن النصب التذكاري للشهيد القائد منير "أبو اليمامة" بالعاصمة عدن    لاعب المنتخب اليمني حمزة الريمي ينضم لنادي القوة الجوية العراقي    رئيس الوزراء من وزارة الصناعة بعدن: لن نترك المواطن وحيداً وسنواجه جشع التجار بكل حزم    هيئة مكافحة الفساد تتسلم اقرار نائب وزير التربية والتعليم والبحث العلمي    "القسام" تدك تحشيدات العدو الصهيوني جنوب خان يونس    المشايخ في مناطق الحوثيين.. انتهاكات بالجملة وتصفيات بدم بارد    عدن.. تحسن جديد لقيمة الريال اليمني مقابل العملات الاجنبية    تدشين فعاليات المولد النبوي بمديريات المربع الشمالي في الحديدة    اجتماع بالحديدة يناقش آليات دعم ورش النجارة وتشجيع المنتج المحلي    أمواج البحر تجرف سبعة شبان أثناء السباحة في عدن    سون يعلن الرحيل عن توتنهام    وفاة وإصابة 470 مواطنا جراء حوادث سير متفرقة خلال يوليو المنصرم    محمد العولقي... النبيل الأخير في زمن السقوط    طفل هندي في الثانية من عمره يعض كوبرا حتى الموت ... ويُبصر العالم بحالة نادرة    بتهمة الاغتصاب.. حكيمي أمام المحكمة الجنائية    لابورتا: برشلونة منفتح على «دورية أمريكا»    مع بداية نجم سهيل: أمطار على 17 محافظة    من تاريخ "الجنوب العربي" القديم: دلائل على أن "حمير" امتدادا وجزء من التاريخ القتباني    تقرير حكومي يكشف عن فساد وتجاوزات مدير التعليم الفني بتعز "الحوبان"    من يومياتي في أمريكا.. استغاثة بصديق    ذمار.. سيول جارفة تؤدي لانهيارات صخرية ووفاة امرأة وإصابة آخرين    مأرب.. مسؤول أمني رفيع يختطف تاجراً يمنياً ويخفيه في زنزانة لسنوات بعد نزاع على أموال مشبوهة    لاعب السيتي الشاب مصمّم على اختيار روما    أولمو: برشلونة عزز صفوفه بشكل أفضل من ريال مدريد    تعز .. الحصبة تفتك بالاطفال والاصابات تتجاوز 1400 حالة خلال سبعة أشهر    من أين لك هذا المال؟!    كنز صانته النيران ووقف على حراسته كلب وفي!    دراسة تكشف الأصل الحقيقي للسعال المزمن    ما أقبحَ هذا الصمت…    لمن لايعرف ملابسات اغتيال الفنان علي السمه    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    وداعاً زياد الرحباني    اكتشاف فصيلة دم جديدة وغير معروفة عالميا لدى امرأة هندية    7 علامات تدل على نقص معدن مهم في الجسم.. تعرف عليها    تسجيل صهاريج عدن في قائمة التراث العربي    العلامة مفتاح يؤكد أهمية أن يكون الاحتفال بالمولد النبوي هذا العام أكبر من الأعوام السابقة    رسالة نجباء مدرسة حليف القرآن: لن نترك غزة تموت جوعًا وتُباد قتلًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إقبال الشباب اليمني على مواقع التواصل الاجتماعي..نعمة أم نقمة؟
نشر في الجنوب ميديا يوم 17 - 12 - 2012

براقش نت : تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك تويتر يوتيوب) وغيرها من المواقع الالكترونية هي الأكثر رواجا هذه الأيام ولها جمهورها الواسع و قد صار لها صدى وتأثير كبير على مرتاديها في
الآونة الأخيرة في بلادنا وفي كافة بلدان العالم وبلا شك فإن تلك المواقع كسرت القيود والحدود الجغرافية وعملت على تقارب الأفكار والأخبار، ونمت العلاقات بين الناس على اختلاف ثقافاتهم ولغاتهم وبيئاتهم، ليصبح الاتصال السريع محركا أساسيا وقويا بين الناشطين السياسيين والاجتماعيين والاقتصاديين مع بعضهم البعض.
سلاح ذو حدين
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي جزءا لا يتجزأ من حياة عدد كبير من الشباب اليمني و لا يمكن الاستغناء عنه وقد وصل عند البعض إلى درجة الإدمان على الرغم من محاولة البعض الحد من استخدامها ولكن دون جدوى؛ مع العلم أن هذه المواقع سلاح ذو حدين وقد تضاربت حولها الآراء بسبب تأثيرها المباشر في سلوك وتفكير مرتاديها فهي وسيلة ناجحة في نقل الأخبار والتعليمات والوثائق والصور والأبحاث والأزمات والاحتفالات والأحداث بأسرع وقت وأقل تكلفة، حتى وسائل الإعلام مثل التلفزيون وغيره اعتمدت على مواقع الاتصال في نقل الحدث من مكان الحدث بأقصى سرعة، لقد نجحت شبكات التواصل الاجتماعي في التغيير والتعبير عما يكنه الشباب بداخلهم متأثرين بثقافة العصر والانفتاح على الثقافات العالمية وهي في المقابل أداة خطرة لهدم الأخلاق والقضاء على العادات والتقاليد الأصيلة والمعتقدات الدينية السمحة إذا أسيء استخدامها.
آثار سلبية
عندما تستخدم هذه المواقع في تزوير الوقائع والحقائق وفبركة الأحداث ونشر الشائعات فإن ذلك ينعكس سلبا على الفرد والمجتمع المحافظ على تقاليده ومبادئه وعاداته وثقافته، أما الإفراط في استخدام هذه المواقع فيؤدي حسب تقارير أطباء نفسيين إلى انعزال الفرد عن أسرته والبعد عن المشاركة الفاعلة مع أفراد أسرته ومجتمعه، كما أن غياب الرقابة الأسرية والمجتمعية على الأبناء دافع قوي في أحداث سلوكيات غير مرغوبة وأفعال غير مقبولة وهناك كثير من العقول في مجتمعنا اليمني تأثرت بهذه المواقع و لوثت بأفكار واتجاهات غريبة فأصبحت مشوشة ومدمرة وهي الآن تستخدم لتحقيق مصالح خاصة لفئات معينة بالتأثير عليها واستغلال قواها للقضاء على قيم وعادات المجتمع وإدخال أيديولوجيات وثقافات دخيلة ظاهرها جميل وباطنها خراب وتدمير.
تنوع واختلاف
لاشك أن طريقة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي تتنوع و تختلف باختلاف طريقة التفكير ويتحكم العمر والمرحلة الدراسية بعقلية وتفكير الإنسان في إدارته لذاته أمام هذه المواقع، للتأكد من ذلك قمت باستطلاع رأي عدد من مستخدمي موقع الفيس بوك، أصغر مستخدم (للفيس بوك) من العينة التي اخترتها أسامة الحمادي وعمره عشر سنوات وهو طالب بالصف الخامس من المرحلة الأساسية ويقضي من ساعة الى ساعتين يوميا على صفحته في (الفيس بوك) في التعارف ومشاركة الصور ومقاطع الفيديو ومتابعة كل جديد حسب قوله، أما أحمد مجاهد الحجاجي وعمره ثمانية عشر عاما خريج ثانوية عامة فيقول أقضي من ساعتين إلى ثلاث ساعات على (الفيس بوك) بغرض التصفح ومعرفة الأشياء أو الأحداث الجديدة ولمعرفة أخبار وأحوال أصدقائي أما صفوان الشيباني مهندس كمبيوتر وعمره ثلاثون سنة فيقضي ثلاث إلى أربع ساعات على جهازه المحمول يتصفح مواقع الانترنت التي منها فيس بوك وتويتر. ويقول: مواقع التواصل الاجتماعي تسدي لنا خدمة التواصل بالأهل والأصدقاء وزملاء الدراسة أينما كانوا وتعطينا أخبارهم أولا بأول وهذا ما يجعلني ارتادها يوميا.
أما عادل البدري عمره ثلاثة وثلاثون عاما ويعمل محرر صحفي أكد أنه يرتاد هذه المواقع كي يتواصل بالأصدقاء والزملاء ولتكوين صداقات جديدة ولمعرفة ما يدور حول العالم وذلك بالاشتراك في المواقع الإخبارية والثقافية والعلمية وكذلك مواقع الجامعات وتبادل كل جديد حول كل العلوم.
أما شيماء جمال الأهدل عمرها 21 عاما وتدرس سنة أولى جامعة، فتقضي 7ساعات يوميا على فيس بوك وعللت ذلك بقولها: حينما تصبح غايتك إيصال فكرة معينة لا الاستعراض بالمفردات العربية كما يفعل البعض ممن يسمونهم بالنخبة المثقفة ستتجه للفيس بوك، وأنا عندما اكتب شيء يحمل فكرة بسيطة أو أدعو لمناقشة قضية اجتماعية أو سياسية على موقع الفيس بوك أجد الكل يناقشني من دون تكلف والكل يتحدث من دون التدقيق في الأحرف وأجد العفوية والوضوح وأشعر بأني أصبحت قريبة من كل اليمنيين..
نتائج إيجابية
وللتعرف أكثر على مواقع التواصل الاجتماعي وأثرها على عقول وطريقة تفكير وتصرفات مرتاديها استطلعنا أراء عدد من الأكاديميين والأخصائيين الاجتماعيين والتربويين والإعلاميين ،الدكتور حمود ناصر القدمي أستاذ العلوم السياسية المشارك أكد أن مواقع التواصل الاجتماعي مهمة وأصبحت من أهم وسائل الإعلام والاتصال وتنبع أهميتها في عصرنا الحالي لكونها تجمع مكونات مختلفة ومن بلدان مختلفة.
وما يميزها هو الإمكانات المتاحة أمام المستخدم والأبواب والنوافذ التي تجعل من مستخدم هذه الشبكة قادرا على الحصول على المعلومة وتداولها مع غيره نشرها وإبلاغها لمن يريد وبأسهل الطرق وأقربها واقلها تكلفة دون عناء أو جهد شاق، وإقبال الشباب على هذه الوسيلة رواجها وظهورها كأول وسيلة اتصال تم استخدامها في ما يسمى بثورات الربيع العربي رغم قدمها ولا شك أن الاستخدام الهائل الذي نفذه شباب الثورة المصرية كان له نتائج ايجابية على الاستخدام الواسع لهذه الشبكة في اليمن أثناء ثورة الربيع اليمني وما زال الاستخدام والإقبال متزايدا وقد كان لشباب اليمن اثر كبير في استخدام هذه المواقع سواء لنشر الأخبار آو الدعوة لتنفيذ أنشطة معينة آو الإعلان عن موقفهم تأييدا أو معارضة لإجراء أو توجه معين، ومدلول ذلك أيضا تأثير هذه المواقع على إمكانيات وقدرات الشباب على التواصل مما زاد وبدون شك من استفادتهم وتعلمهم الكثير من الدروس وزاد من وعيهم ووسع مداركهم، وكل ذلك خلق في الشباب روح المثابرة والطموح في المزيد من المعرفة..
رواد الربيع
ويواصل حديثه بالقول: اعتقد أن هذه المواقع قد ساهمت في توحيد توجهات الشباب وترابطهم في إطار واحد جعل منهم بعنفوانهم وطموحهم وقدرتهم على التأثير أن أُطلق على ثورات الربيع العربي جميعها بثورات الشباب، فقد كان الشباب هم رواد هذه الثورات وكانت مواقع التواصل الاجتماعي هي الوسيلة في احتضان الشباب كونها أكثر الوسائل الأنجع للتواصل فيما بينهم وبين المجتمع الداخلي وحتى مع المجتمعات الأخرى، أما تأثير هذه المواقع على توجهات الشباب آو على سلوكياتهم فمرجعيتها الأولية تعود على الفرد حيث أن سلوك الفرد والبيئة المحيطة به تدفعه إلى اتباع سلوك معين، فالأسرة وجماعة المدرسة أو الشلة أو جماعة الحارة كل ذلك تجعل من الشاب يحمل سلوكيات وانطباعات مسبقة تؤثر على توجهه قي اختيار المواضيع والمواد المتاحة له على شبكة النت وبشكل فإن كان ارتباط الشاب بسلوكيات غير أخلاقية فهذه الشبكة ستكون مرتعاه ومآله خاصة وان ما هو متاح على هذه الشبكة به من الإغراءات ما لا حدود تحكمها فإن ارتبط الشاب بسلوك حسن فسيستخدم هذه الشبكة لما يلبي طموحة وتطلعاته في اكتساب المهارات، ولا شك أن هذه المواقع ستؤثر في توجهات الشباب وستغير من بعض قناعاتهم لكن أهم وأخطر ما يجر الشباب إلى الطريق غير السوي في الحياة السياسية هو التعصب الأعمى الذي من نتائجه ما يعانيه الآن النظام السياسي في اليمن وما ويعانيه الشعب من أثار ونتائج هذا التغيير بخلق مفهوم (ضد أو مع) الذي جعل من البعض يصدق هذه المقولة وبالتالي ينجر مع هذا أو ذاك ويتعصب ويجعل من ذلك سلوكا له وهذا ما تغذيه بعض مواقع التواصل اليمنية التي تعمل مع طرفي الصراع وهذا ما نخشى من تأثيراته على المدى الطويل وهو ما اوجد شرخا في الهوية الوطنية وفي الولاء الوطني.
وسيلة سهلة
الأخت مها علي علي صبرة أخصائية إجتماعية ومدربة تنمية بشرية أكدت أن مواقع التواصل الاجتماعية هي وسيلة سهلة ومريحة للتعرّف على الثقافات والاختصاصات المختلفة، والتعرف إلى المدربين الدوليين وحضور ندوات ومحاضرات عبر النت، والحصول على المعلومة وأنا في بيتي دون أي تعب أو صعوبات، وسيلة للإعلان والتسويق لذاتي وللدورات التي أقدمها، فمن خلال الفيسبوك تصلني دعوات لإقامة دورات داخل و خارج الوطن.
أحياناً أصادف أشخاصا من أعمار مختلفة تتفاوت بين المراهقة، الشباب، الرشد والكهولة ومع تفاوت أعمارهم تتفاوت كذلك طريقة تعاملهم معي ، فمنهم المتزن الحريص على تلقي المعلومة والاستفادة من المدربة والأخصائية الاجتماعية التي قام بإضافتها الى قائمة الأصدقاء لديه، ومنهم من يلهث وراء التسلية والمتعة الزائفة.. وفي الأخير أنت من تفرض احترام الآخرين لك من عدمه.
ازدواجية الشخصيات
وتواصل الأخت صبرة كلامها: و نظراً لتوفر كل شيء في النت وفي مواقع التواصل الاجتماعي، وأيضا مع امكانية التواصل السهل والسري، ظهر بين المراهقين والفئات العمرية الاخرى التي تعاني من نقص في النمو العاطفي والاجتماعي السوي، ظهر نوع من الشره للتعرف على كل محتوى وكل شخص دون التمييز بين المفيد والضار، كما أصبح من السهل جداً إمكانية انتحال شخصية افتراضية غير حقيقية، هذا سهّل ظهور الازدواجية الشخصية التي تُمكّن منتحلها من القيام بأمور لا يستطيع القيام بها في واقعه الحقيقي بسبب الدين أو العادات أو التقاليد، ولكنه لا يدرك أن ذلك سبب رئيس في اضطراب الشخصية وتغير الثوابت العقلية والأخلاقية والنفسية لديه.
الانترنت عموماً ومواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً، تحذو حذو جميع مجالات التطور فهي سلاح ذو حدين، لأنها مهمة ومفيدة في تسهيل الحصول على المعلومة والتعرف على أشخاص مهمين يلزمنا الوصول إليهم أسفار طويلة ومكلفة، وأيضا قد تكون مضرة وهدّامة إذا انجرفنا وراء الملذات الزائلة والمتعة الوهمية في تكوين العلاقات والصداقات التي لا يربطنا بأصحابها سوى شاشة كمبيوتر و لوحه مفاتيح تطبع كلمات ولكنها لا توصل الإحساس والصدق.
- أخيراً أقول لمرتادي هذه المواقع بإمكانك التعرف على أجانب لتقوية لغتك ، احذ حذو نبيك المصطفى صلى الله عليه وسلم وانشر الأخلاق السمحة ، كن مسلما بأخلاقك ، أثّر في الآخرين ، انشر الدعوة الاسلامية الحقّة على نطاق أوسع و شريحة أكبر من الناس.
إقبال مهول
الأخ ياسر أحمد المسهلي باحث ومدرس علم النفس التربوي بكلية التربية جامعة حجه يقول:
مواقع التواصل الاجتماعي هي مواقع الكترونية تعني بالتواصل مع الناس سواء كانوا أصدقاء أو زملاء أو كسب صداقات جديدة، والخدمة التي تقدمها هذه المواقع سريعة ورخيصة الثمن مقابل خدمة التلفون لذا نلاحظ في الآونة الأخيرة إقبال مهول لعدد كبير من الشباب والمراهقين في بلادنا على مثل هذه المواقع ووصول جزء منهم إلى مرحلة الشغف وربما نقول الادمان في استخدامها والمشكلة أن هناك جزءا كبيرا منهم لا دافع لهم إلا تضييع الوقت والاستخدام الخاطئ، ونجد البعض له أكثر من اسم وهمي على الفيس بوك وذلك بهدف التسلية وهذا مغاير للهدف الذي من أجله وجدت هذه المواقع كخدمة الناس وتسهيل عملية التواصل بشكل سريع ومواكبة التطور في عالم الاتصالات.
وبكل تأكيد هناك تأثير كبير لهذه المواقع على مستخدميها فالمواقع من خلال استخدامها المتواصل تجعل المرتاد لها يحس بأنها شيء ضروري في حياته وتصبح من ضمن جدوله وعندما تصبح هذه المواقع الشغل الشاغل للمستخدم عندئذ يدخل خانة المدمن وهذه مسألة خطيرة للفرد؛ لأن همه الأول والأخير سينصب في إضاعة وقته بالشات وما شابه، أما لو استخدمها الاستخدام الخاطئ فتلك هي الطامة التي ستؤدي إلى إفساد أخلاقه وإشباع شهواته ونزواته بالطرق المحرمة شرعا والبعيدة عن أخلاق ديننا الحنيف.
لذا على وسائل الإعلام توعية الشباب بمخاطر الاستخدام الخاطئ وما يجب عليهم تجاه نعمة هذه المواقع وكيفية استخدامها الاستخدام الصحيح.
- وأتمنى من شبابنا استغلال هذه المواقع فيما يفيدهم ويأخذوا منه ما ينفعهم لدنياهم وأخراهم، وان يحسنوا التصرف فهذه المواقع وجدت لخدمة الإنسان.
قواعد وأسس
أما الأخت حفصة محمد عوبل مسؤولة الحقوق والحريات في منظمة بلا قيود فقد أكدت أن مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تتميز بسهولة الاستخدام وسرعة الوصول للمعلومة سواء كانت معلومة علمية أو سياسيه أو غيرها بدون أي جهد، وهذا ما جعل لهذه المواقع رواجا كبيرا في الفترة الأخيرة.
وقالت: وبلاشك فإن هذه المواقع الالكترونية تؤثر بشكل أو بأخر على نفسيات وسلوك مرتاديها سلباً وايجاباً وكل مستخدم يقرأ كلامي يعرف تمام المعرفة ماذا غيرت فيه ومع أن الحرية هي الأصل في استخدام هذه المواقع ولكل شخص حق في استخدام ما يريد ولكل شخص عقل يفكر به وضمير يعيش به لكن تظل هناك قواعد وأسس يجب الالتزام بها منها مراقبة الله عز وجل في استخدام هذه التقنيات فإذا غابت المراقبة الذاتية للنفس فإنها سرعان ما تخرج البعض عن مبادئه وقيمة الإنسانية والدينية لذا أدعو كافة شبابنا أن يراقبوا الله في أنفسهم ثم في الناس الذين يتعاملون معهم لان هناك من بدأ يستخدم هذه الوسائل في المماحكات والمضاربات السياسية والاجتماعية وتشويه سمعة الفتيات المتواجدات على هذه المواقع..
حرية التعبير
الأخ صبار علي يحي موجه تربوي يؤكد أن الكثير من الأبناء والشباب الذين يستخدمون مواقع التواصل الإجتماعي في بلادنا ركزوا طاقاتهم وعقولهم وأوقاتهم في تصيد الأخطاء ومتابعة الأفكار والإشاعات والأحاديث المثيرة للفتنة والمشجعة عليها لإثارة البلبلة وإستخدام العبارات المحرضة على العنف والتمرد والاستهزاء والتشهير والسخرية وخدش كرامات البشر بغرض اثبات الذات والتحدي وتوسيع دائرة الخلافات وعدم احترام الآخرين وتقدير آرائهم وتوجهاتهم بحجة حرية التعبير عن الرأي فكم من جماعات تفرقت وأسر تشتت وعلاقات انقطعت وقضايا رفعت بسبب هذه المواقع ،لقد شغلت الأبناء والشباب عن الدراسة وأصبح التعليم مع الأسف عنصراً ثانوياً بالنسبة لهم على الرغم من أهميته كما أهدرت طاقات الشباب عماد الوطن والثروة الحقيقية له فأتمنى من الجميع أن يدركوا حجم خطر هذه المواقع ويكونوا حريصين أكثر عند ارتيادها.
عالم وهمي
الأخت فردوس حمود محررة صحفية وناشطة مجتمع مدني تؤكد أن أكثر من يرتاد هذه المواقع هم الشباب والمراهقون وتقول أن المراهقين يقبلون على هذه المواقع بشكل كبير ويعتبرونها عالمهم الوهمي يستطيعون أن يصنعوا ما يريدون ويقولون ما يريدون فبعضهم يختفون وراء اسم مزيف وشخصية وهمية لغرض الوصول الى ما يرجوه.. والجميع يعرف كيف يستخدم المراهقون هذه المواقع وكيف يتصرفون في الفيس فهناك من يضع جل اهتمامه التعرف على أكبر كم من الجنس الآخر.. لا يعرفون قيمة مواقع التواصل وبأنها مكان لتكوين الشخصية.
في النهاية الإنسان يضع نفسه حيثما يشاء، وتؤثر مواقع التواصل بالسلب وبالإيجاب على مستخدميها فهناك من يتخذ منها وسيلة للفائدة وهناك من يأخذها وسيلة للتسلية وتضييع الوقت وهناك من يتخذها صلة وصل بينه وبين العالم من حوله وأصبحت جزءا من تكوين شخصيته وهناك من يجعلها مكانا للهروب من مسئولياته وواجباته ومع تعدد الاستخدامات والمستخدمين نصيحتي لمن يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الشباب بأن يستخدموها للفائدة لتكوين الصداقة التي مبدؤها الأخلاق للتوصل إلى الكثيرين من الأشخاص ويتركون بداخلهم طابعا مؤثرا عن شخصيتك.. لا تستخدموا مواقع التواصل الاجتماعي للتعصب الأعمى لما تأمنون به من أفكار ومبادئ تقبلوا الرأي الآخر باحترام وسلاسة .. لا تنشروا الحقد بين الناس من خلال طرحكم للمواضيع والأفكار الهدامة، حكموا العقل قبل أن تحكموا العاطفة فيما تقولوه وفيما تفعلوه.
مما سبق نصل إلى فكرة مفادها أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت ذو أهمية كبيرة وبالغة في حياة شبابنا وتتحمل الأسرة والمجتمع والدولة بكافة مؤسساتها مسؤولية رعاية الأبناء والشباب وتعليمهم وتثقيفهم عن الاستخدام الإيجابي لهذه المواقع وعلى الجهات المختصة العمل على الرقابة وسن القوانين وفرض الجزاءات للحد من إساءة استخدام شبكات التواصل الاجتماعي كما يقع على وسائل الإعلام الدور الأكبر في نشر برامج التوعية وإقامة الندوات واللقاءات والحوارات وورش العمل التي تهدف إلى توجيه استخدام شبكات التواصل الاجتماعي لأجل حماية عقول شبابنا من الأفكار المنحرفة والضالة التي تنعكس بلاشك على أمن واستقرار ورقي الوطن والمواطن وعلى شبابنا أن يكونوا محل ثقة الجميع ولا ينجروا وراء الأفكار السامة التي تبثها بعض صفحات المواقع الاجتماعية.
" الجمهورية نت "


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.