القاهرة - وكالات: أثارت الابتسامة التي علت وجه الرئيس المصري السابق حسني مبارك وحالته المعنوية التي بدت مرتفعة خلال الجلسة الأولى من إعادة محاكمته, أمس, ردود أفعال متباينة في الشارع المصري. (راجع ص 39). واعتبر ساسة ونشطاء أن ارتفاع معنويات مبارك وظهوره للمرة الأولى جالساً على كرسي داخل قفص الاتهام بدلاً من سرير المرض, هو انعكاس لأوضاع البلاد حالياً و"ما تشهده من معاناة لعدم قدرة الرئيس الحالي محمد مرسي والنظام الحاكم". ورأى آخر رئيس حكومة في عهد مبارك المرشَح السابق لرئاسة الجمهورية الفريق أحمد شفيق, أن الصورة التي ظهر عليها مبارك "تمثِل تعريفاً للهيبة". واعتبر في تعليق عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك", أن أحد تعريفات الهيبة "أن يُلوح الرئيس مبارك بيده ويبتسم من داخل محبسه فيما يقف مرسي انتباه (أي كالجندي المتأهب) في وجود وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي". وازدحمت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات نشطاء معارضين على "ابتسامة مبارك", فكتب أحدهم أن "ابتسامته من أكثر المشاهد استفزازاً بالنسبة لي على مدار العامين الماضيين". كما ألهمت "ابتسامة مبارك" خيال فنانين معارضين من بينهم رسامة الكاريكاتير دعاء العدل التي نشرت على صفحتها ب ̄ (فيسبوك) صورتين لمبارك خلال جلسات محاكمته الأولى, حيث بدا في الأولى مكتئباً وفي الثانية صامتاً مقابل ظهوره, أمس, بابتسامة تعلو وجهه وتلويحه لمحاميه ومناصريه, معتبرة أن "الصور الثلاث تمثِل التطور الطبيعي ما بين وقت اندلاع الثورة وبين الفترة الانتقالية خلال حكم المجلس العسكري والثالثة تحت حكم الإخوان المسلمين". وفي أولى جلسات إعادة محاكمته, ظهر مبارك بمظهر الواثق بعيداً عن صورة الرجل المنكسر المستسلم التي علقت في الأذهان خلال محاكمته الأولى. وحضر الرئيس السابق الجلسة جالسا وليس ممددا على سرير طبي كما ظهر في المحاكمة الأولى, وارتسمت على وجهه ابتسامة ولوح بيده محييا بعض الحاضرين. ورغم أنه جلس خلف القبضان كما في المحاكمة الأولى, إلا أنه تبادل حديثا بدا هادئا مع ابنه جمال الذي يحاكم في القضية نفسها.