يبدو بأن الكابوس الذي كان العالم يخشاه سيتحول الى واقع فقد ذكر التقرير الذي نشرته جريدة «الراي» بتاريخ 12/ 4/ 2013 نقلاً عن مصادر اسرائيلية بأن اسرائيل تعتقد بأن الجيش السوري قد اتخذ قراره بمنع الجيش السوري الحر من التقدم داخل دمشق وهذا سيتم عن طريق استخدام السلاح الكيماوي. واردف التقرير بأن التطورات التي شهدتها سورية قبل ايام احدثت توترا عسكرياً واسعاً في واشنطن والقدس حيث كانوا متأكدين انه خلال فترة قصيرة سيبدأ استخدام السلاح الكيماوي في الحرب السورية، وذكر «موقع ديبكا» المقرب من جهاز الاستخبارات الاسرائيلي ان: «المعارك التي شهدتها سورية قبل ايام تشير الى ان الرئيس الاسد وشقيقه ماهر الذي يقود الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري السوري قد نجحا في القضاء على خطر تقدم قوات المقاتلين باتجاه وسط العاصمة السورية». اما ما لم تذكره التقارير وهو الامر الاكثر احتمالاً في تصوري فهو ان النظام السوري قد اخذ الضوء الاخضر من الولاياتالمتحدة واسرائيل على ان يستخدم السلاح الكيماوي داخل دمشق والمدن المحيطة بها فقط دون الخروج من الحدود السورية لإبادة المقاومة، اما اسباب اقتناعي بذلك فهو ان كل ما يهم اسرائيل هو عدم وصول السلاح الكيماوي الى حدودها او ان يقع في ايدي المنظمات التي تصنفها بالارهابية، اما ابادة حاكم ظالم لشعبه فهو آخر ما تهتم له اسرائيل او الولاياتالمتحدة الاميركية. وامامنا مثل واضح للعيان وهو اقدام المقبور صدام حسين على ابادة الاكراد بالكيماوي في الثمانينات من القرن الماضي وبمباركة اميركية وقد تصرف النظام السوري بحكمة قبل اسابيع عندما استخدم السلاح الكيماوي على بعض المدن ليختبر ردة الفعل الغربية، وللاسف ان المجتمع الدولي الذي ملأ الدنيا جعجعة من التحذير من استخدام السلاح الكيماوي اكتفى بالتحقيق في مصدر اطلاق ذلك السلاح: هل هو الجيش الحر ام النظام السوري! فهل يعقل ان يقوم الجيش الحر بابادة شعبه بالسلاح الكيماوي، هذا ان كان الجيش الحر يملك مثل ذلك السلاح، فكيف والكل يعلم بأن المالك الوحيد للسلاح الكيماوي هو النظام السوري؟! ان النظام السوري اليوم قد قرر التمسك بالسلطة الى آخر رمق وهو مستعد لان يغامر بكل شيء من اجل ذلك التمسك، والذين يعتقدون بأنه سيتورع عن قصف احياء دمشق بالكيماوي لكي يبقى على قيد الحياة انما يبيعون لقومهم الاوهام، والذين يعتقدون بأن الاميركان سيغيرون قرارهم بعدم الدخول في الحرب او دعم المقاومة هم كذلك واهمون، فإذا كان مئة ألف قتيل وتدمير 70 في المئة من المدن السورية على مدى سنتين لم يحرك ساكنا لدى العم سام، فماذا سيفعل السلاح الكيماوي اكثر مما فعلته صواريخ سام وصناديق المتفجرات وغيرها؟! نحن على يقين بأن الله تعالى هو الناصر لهذه الثورة المباركة وان ما يفعله الطغاة بالشعب السوري لن يزيدهم إلا عزماً وتصميماً على ازاحة ذلك الكابوس عن ظهورهم والسعي لنصرة الحق، وها هو لبنان قد بدأ التغيير فيه بعد انكشاف حزب الشيطان، والعراق قد تحرك الاحرار لازاحة الديكتاتور المالكي عن الحكم، بل والنظام الايراني قد بدأ يترنح وكلما طال أمد الحرب على سورية كلما استنفد مدخراته وسارع نحو الافلاس والتعجيل بانقلاب شعبه عليه. مسرحية النقاش الذي نقلته الصحف بين الادارة الاميركية والكونغرس الاميركي حول التدخل العسكري في سورية هو جزء من المسرحية الهزلية التي اتخذها اوباما منذ بداية عهده - وللاسف - لتضليل الشعوب وايهامها بأنه نصير المستضعفين، فمازال الكونغرس يتجادل مع الادارة حول واجب التدخل في سورية بعد ان ثبت يقينا استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي واستعداده لتدمير سورية بذلك السلاح، بينما الادارة الاميركية تتحدث عن حل سياسي للأزمة!! د. وائل الحساوي [email protected]