| ياسمين مرزوق الجويسري | خلال الأسابيع الماضية كان زادي ومؤنتي العلميين في ازدياد وتضاعف، والأفكار والمعلومات في تكاثر وتسلسل، إن التعلم والتثقف والتلقين لا ينحصر بسنٍ معينة ولا يُختَصر بمراحل دراسية محددة، بل هو مستمر باستمرارية الحياة، وما أقصده بقولي استمرارية التعلم يعني أن نستمر في التدرب والتعلم على كل ما هو جديد مفيد من العلوم والمهارات مهما كبرنا في العمر والعلم والثقافة، فالدافع وراء مواصلة التفقه أن هذا العالم في تطور متتابع غير مقتصر على التطور التكنولوجي الإلكتروني بل ممتد ليصل للعلوم الحياتية والمهاراتية، فمن البديهي أننا سنواكب كل هذا الجديد في الكون وسنحاول اللحاق بمن سبقونا أو ننجز أموراً كي نصل لمراتبهم في التطور والرقي. قد يظن البعض بتلك العلوم الجديدة أنها دخيلة على مجتمعنا بأفكار وقناعات أو اعتقادات لا تناسب الدين والعرف السائدين في المجتمع، نعم، إن من تلك العلوم ما يعارض ديناً أو عرفاً ومنه ما يخالف عقولاً وأفكاراً، فما هو دورنا تجاه تلك العلوم؟ أننبذها ونرفضها بمجملها؟ وجهة نظري تجاه هذا السؤال أننا لا نرفض العلم بدايةً بمجمله لكننا نحاول معرفة مدى تعارضه معنا كمجتمع ذي عقيدة وعادات وأخلاق... الخ، فإن كان التناقض بينه وبين عقيدة ودين هنا يستحق الرفض والرد، أما إن كان التناقض مع أمر دون العقيدة فلا يرفض على إطلاقه وإنما يؤخذ منه ما يفيد ويرد ما يصادم العادات، والضابط الأول والأبرز هنا هو أن نتساءل قبل كل شيء (هل في هذا العلم الجديد وتعلمنا له فائدة ملموسة من تحقيق القرب من الله عز وجل؟ هل بإقبالنا عليه سننسلخ من ديننا وتقاليدنا وعقولنا تدريجياً؟)، ويظل رأيي ذاك رأي بشر يحتمل الصواب والخطأ، قابل للتعديل والتصحيح. وما دام العلم مستمراً في الزيادة والازدهار سيستمر الإنسان في التعلم والتطبيق لأنه بطبيعته فضولي ومنفتح على كل جديد. @jasmine_m_alj [email protected]