| ياسمين مرزوق الجويسري | سُئِلت في بداية إحدى الدورات التدريبية كتعريف شخصي عن اسمي وهوايتي وحكمتي في الحياة، فتأملت ولم أجد حكمةً معينة إلا أنني اخترت مقولةً اعتدت أن أبني عليها معاملتي للآخرين (كما تدين تدان)، تلك العبارة لو قام بها كل فرد وتأمل ما وراءها كل شخص لما كان للعلاقات السيئة وجود ولم يكن للظلم والجور حضور، دعونا نستطرد اليوم في الحديث عن الظلم وما يحويه، ذاك أن الظلم كثُر وعظُم، وأنه كلما زادت قوة الظالم زاد عدد المظلومين. لنفكر بأولئك المستقوين وسبب إقدامهم على الفعل العظيم و بالدوافع وراء ظلم غيرهم، فالرغبة في تحقيق عظمة النفس وتحقير الغير، أو الاستشفاء لحوادث سابقةٍ في علاقة ما، والشعور بعدم القبول من الاخرين، بالإضافة للفراغ في الحياة والقلب، والحاجة لافتعال أمور تثري الأيام وتحمسها، أسبابٌ تدفع من صَغُر عقله و اشتد بأسه للظلم. من كل موقف أو درس نتعلم مجموعة من القيم والقناعات كما نكتسب بعض الخبرات والمهارات، فماذا عسانا نستفيد لو كنا مظلومين؟، لو كنت مستضعفةً مظلومة فسأعلم أن احترامي لذاتي واحترامي للاخرين أحد عوامل احترامهم لي، ان حالي من قوة أو ضعف مستمد من قوة إيماني وإقبالي على الله - سبحانه وتعالى- واللجوء والانكسار بين يديه، سيرسخ في ذهني ركن من أركان الإيمان وهو (القضاء والقدر) وسأتعلم أن بذل الأسباب سبيل التوكل على الخالق -سبحانه -. تأمل معي حال المستضعفين وردود أفعالهم وحرقات قلوبهم، فأول لفظ يلفظه المظلوم (حسبي الله ونِعم الوكيل) ودعاء في جوف الليل حيث لا حجاب يحول بين الله -عز وجل - ودعوته، فأين يهرب ويفر الظالم من مظلوم تعرى من حوله وقوته ولجأ للأقوى الأعز، وهو موقن بأنه مهما بلغت قوة الظالم ومهما علا صوته وزادت قدرته سيظل هناك من هو أقوى وأعظم وأكثر قدرة منه، إن من يظلم أو يقذف أو يسيء معاملة آخر لابد أن يقع له الظلم ذاته، فلن يُترَك ولن يُنصَر أبداً وقد يُبتلى بأبنائه، زوجه، صحته، عمله وماله،ولابد أن تُرَد الحقوق لأصحابها. إن كنت ظالماً فراجع نفسك وعقلك وقلبك، واستشعر موقف من ظلمته، فهل تقبل أن تكون بمثل وضعه و حاله؟، أما إن كنت مظلوماً فاعلم أنك لن تنفع نفسك ما دمت مستغنياً عن ربك، وأن بداية دفاعك عن ذاتك وحقوقك تكون باللجوء لله القوي على كل من خلق، البصير بخفايا و خبايا القلوب، العالم بالحق القادر على رده. [email protected]