القبس - خدمة نيويورك تايمز لم تعد مدينة دوبروفنيك الكرواتية سراً، فبعد 17 عاماً من نهاية الحرب في البلقان اعقاب تفكك يوغسلافيا باتت هذه المدينة القديمة القروسطية ذات الاسوار تزدحم بالسياح خلال فصل الصيف. ولكن عند زيارتها في الخريف يدرك الزائر بسرعة اسباب ذلك الازدحام. فالمدينة التي تمتد كلسان داخل البحر والتي كانت تعرف في السابق باسم جمهورية راغوسا، تعد تحفة تعود الى عصر البندقية الزاهر. فهناك اعمدة ابنيتها مميزة وساحات مرصوفة بالرخام الذي زاد لمعانه بتأثير من حركة سير الراجلة لقرون. وثمة العديد من الشركات التي تقدم خدماتها لركاب سفن الرحلات البحرية وغيرهم، من السياح الذين يفدون إليها. غير ان هنالك العديد من المواقع المحلية ذات الطابع المبتكر الخاص التي تجذب الزوار. ومن أفضل المواقع التي يمكن ان تعطي الزائر لمحة للمدينة قمة جبل سردج الذي يطل على المدينة كلها، وباتجاه البحر. كما يطلّ الى الخلف على جبال الهرسك، وهو موقع جعل منه موقعاً استراتيجياً ذا ميزة في الدفاع عن المدينة ضد هجمات الاتراك، وقوات مدينة البندقية وغيرها من القوى الاجنبية التي استهدفت المدينة. ويستطيع الزائر استخدام خط التلفريك الذي اعيد افتتاحه في صيف عام 2010 بعد تدميره عندما كانت تلك القمة ميدان قتال عنيف ضد قوات صربيا والجبل الاسود الغازية في عام 1991. وعند بلوغ القمة سيجد تسجيلاً وتوثيقاً لذلك التاريخ في متحف حرب الوطن المقام في حصن نابليوني عند محطة التلفريك. وجميع المواقع التاريخية المهمة في دوبروفنيك تجدها متقاربة ضمن اسوار المدينة القديمة. فهناك متحف الصيدلة القديم المقام ضمن اروقة الدير الفرنسيسكاني الذي يعود الى القرن الرابع عشر. وهو يضم بعض جرار الادوية المصنوعة من الخزف وتقارير طبية قديمة وبعض الايقونات البيزنطية وصيدلية مازالت تقدم خدماتها وتعد ثالث صيدلية مازالت تعمل في العالم. وفي متحف صور الحرب الذي ينقل احداث تاريخ البلاد الحديث، هنالك معرض يشرف عليه المصور الصحافي المولود في نيوزيلاندا ويد غودارد، الذي غطى حروب يوغسلافيا في اوائل التسعينات. وهنالك ايضا مواقع ومتاحف اخرى تستحق الزيارة في هذه المدينة التاريخية. قد لا تكون دوبروفنيك جنة المتسوقين، ولكن أخيرا تم افتتاح بعض المحلات والبوتيكات التي تعرض اعمال مصممين محليين من أزياء واكسسوارات. وهناك من يقدم بعض منتوجات المصممين العالميين مثل الكسندر وانغ وجافنشي ولانفان. وإذا كان السائح من محبي الاشياء الكلاسيكية فإنه يستطيع الذهاب الى السوق القديم في ساحة باروك غوندولسيفا بوليانا حيث يمكنه شراء كل شيء من المنتوجات والتصاميم المحلية. ويستطيع الزائر هبوط الدرج الحجري المنحدر الى الاسفل باتجاه شاطئ البحر حيث ثكنات العزل الصحي القديمة الواقعة الى الشرق من الميناء. وسيجد لازاريتي المركز الثقافي المستقل المكرس لتقديم الورش المسرحية والموسيقية والفنون الجميلة، والمعارض الفنية. وفيه قاعة لتقديم عروض الفرق الموسيقية.