أعلنت الجامعة العربية، أمس، أن الأمين العام للجامعة، نبيل العربي، سيتوجه، غداً، الى قطاع غزة الذي يتعرض لهجوم اسرائيلي، على رأس وفد من وزراء الخارجية العرب، لإبداء تضامنهم مع الفلسطينيين الذين يتعرضون لهجوم إسرائيلي، فيما أعلن وزير الخارجية الاسرائيلي، افيغدور ليبرمان، أن اسرائيل مستعدة للنظر في تهدئة مع المجموعات المسلحة الفلسطينية، شرط توقف القذائف من غزة، ونوه الرئيس الاسرائيلي، شيمون بيريز ب«جهود» الرئيس المصري محمد مرسي، «لإرساء وقف لإطلاق النار» في القطاع، لكنه اتهم «حماس» بأنها «رفضت» حتى الآن اقتراحه. وتفصيلاً، قال مسؤول في الجامعة ل«فرانس برس»، إن «وفدا وزاريا يترأسه الأمين العام نبيل العربي سيتوجه إلى غزة» غداً، وذلك بعد أن اتخذ وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم في القاهرة قرارا بإرسال هذا الوفد تضامنا مع الفلسطينيين. وقرر الوزراء أيضا «تكليف لجنة مبادرة السلام العربية بإعادة تقييم الموقف العربي، إزاء مجريات عملية السلام المعطلة من مختلف جوانبها وأبعادها، بما في ذلك جدوى استمرار الالتزام العربي في طرح مبادرة السلام العربية كخيار استراتيجي». من جانبه، قال ليبرمان للاذاعة العامة الاسرائيلية، قبل الاجتماع مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس، الذي يزور اسرائيل، «شرطنا الوحيد للتهدئة هو ان تقوم كل الجماعات الارهابية العاملة في غزة بوقف إطلاق النار بشكل تام». وتابع «عندما يوقفون إطلاق الصواريخ، فسنكون مستعدين للنظر في اقتراحات (الهدنة) من وزير الخارجية الفرنسي وأصدقائه». وقال فابيوس «ينبغي تجنب الحرب ويمكن تجنبها، طلب مني رئيس الجمهورية الفرنسية فرانسوا هولاند القدوم، لأننا في حالة طوارئ». وتابع «الحل هو وقف إطلاق النار، نحن هنا ونحن نتحدث إلى الطرفين، ونريد أن نساعد لإيجاد شروط لوقف إطلاق النار، ونؤكد الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار». وردا على سؤال حول احتمال تهدئة النزاع بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة، قال بيريز في مقابلة بثتها شبكة «سكاي نيوز» البريطانية «في ما يخصنا نحن، الإجابة هي نعم». وأضاف الرئيس الاسرائيلي «نقدر جهود الرئيس المصري، لإرساء وقف لإطلاق النار، ولكن حتى الآن، رفضت (حماس) اقتراح الرئيس المصري». وأضاف «هدفنا هو السلام وهدفهم هو تدمير إسرائيل، إنه ليس وضعا سهلا»، مؤكدا «لم نبادر الى إطلاق النار»، وأن بلاده تتحرك من باب «الدفاع عن النفس». وأعلن مرسي، الليلة قبل الماضية، أن «هناك بعض المؤشرات عن إمكانية التوصل قريبا إلى وقف لإطلاق النار»، متحدثا عن اتصالات «حثيثة» مع الفلسطينيين، لكنه أضاف أنه «لا توجد ضمانات»، بعد في هذا الإطار. واعتبر الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن إطلاق «الصواريخ على مناطق مأهولة» في اسرائيل، هو العامل الذي «سرع» اندلاع الأزمة في القطاع، وكرر أن «الولاياتالمتحدة تدعم تماما حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها». وكان مسؤول فلسطيني رفيع المستوي، قد صرح، أمس، بأنه من الممكن التوصل إلى تهدئة مع إسرائيل في غزة «اليوم (أمس الأحد أو غدا (اليوم الإثنين)» بجهود مصر وقطر وتركيا. من جهته، أكد مسؤول أمني مصري أن «مصر تواصل (منذ أمس) اللقاءات والاتصالات بكثافة مع كل الأطراف، من اجل الوصول الى هدنة بأسرع وقت ممكن». وأضاف «وصلنا الى تفاهمات كبيرة ولم يتبق سوى القليل، لإتمام اتفاق هدنة بما يحقق الأمن والاستقرار، وينهي هذا التصعيد والعدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لضمان عدم تكراره». وأوضح مصدر قريب من المفاوضات الخاصة بالتهدئة أن «اتصالات ولقاءات عدة عقدت مع الفصائل الفلسطينية، خصوصا خالد مشعل ورمضان شلح الموجودين في القاهرة». وتابع المصدر نفسه ان «الفصائل تريد انهاء الحصار كليا على قطاع غزة، ووقف اشكال العدوان الاسرائيلي كافة، وفي المقابل وقف كل اشكال الهجمات على اسرائيل». وأكد ان «الفصائل تريد ضمانات دولية مثل الامم لمتحدة او مجلس الامن الدولي، لضمان تنفيذ الهدنة دون خرقها من اسرائيل والمباحثات جارية حاليا بهدف الوصول الى الصيغة المقبولة لكل الاطراف». وأشار الى ان «الولاياتالمتحدة وأطرافاً اوروبية على علم واطلاع بالمحادثات الجارية بشأن التهدئة وتركيا والاطراف العربية، خصوصا قطر التي تدعم وتساند جهود مصر في سبيل الوصول الى الهدنة». وحذر وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، اسرائيل من أن شن عملية برية على غزة قد «يكلفها (خسارة) جانبا كبيرا» من الدعم الدولي الذي تلقاه، مضيفا أن مثل هذه العملية «تهدد بتمديد النزاع».