باريس - أ. ف. ب - اعلن باحثون اميركيون انهم أعادوا تكوين كلية وقاموا بزرعها لدى جرذان، مما يمثل قفزة علمية مهمة في مكافحة القصور الكلوي. ويظهر النموذج الأولي ان هذه «الكلية البيولوجية» يمكن ان تعمل بشكل طبيعي، وهو ما يفتح الطريق أمام تصميم تركيبات بديلة بالنسبة للكبد، والقلب والرئتين، وفق الباحثين. وقامت هذه التجربة التي نشرت تفاصيلها مجلة نيتشر ميديسين على استخراج الخلايا الحية من كلية جرذ بواسطة محلول منظف، بحيث لا يبقى في العضو الا غلاف من الكولاجين. ثم اعاد الباحثون ملء هذا التركيب الخالي بخلايا بطانية بشرية تغطي أغلفة الأوعية الدموية في الكلية، وبخلايا كلوية مستخرجة من جرذان حديثي الولادة. الصعوبة في هذه التجربة كمنت في «زرع» هذه الخلايا في الجزء الصحيح من الكلية من خلال استخدام قناة عضلية تسمى الحالب كما في أنبوب. وقام فريق الباحثين نهاية بزرع العضو الذي اعيد تكوينه لدى جرذان حية تم نزع الكلى منها. وبدأت الكلية الجديدة بتنقية الدم ودر البول بواسطة الحالب حالما اعيدت التغذية بالدم، ولم يسجل أي نزف أو تخثر دموي. ويتعين القيام باعمال اضافية لاحقاً لتحسين اختيار انواع الخلايا بهدف تحسين الوظيفة العضوية، كما يتعين تجاوز عوائق عدة قبل القيام باختبارات على البشر، وفق الباحثين. كذلك قام الباحثون باستخراج الخلايا الكلوية من بشر وخنازير اليفة لاختبار المرحلة الأولى من الآلية المعتمدة بالنسبة لهذه الأعضاء، من دون التوغل أكثر في هذه التجربة راهناً. وأشار هارولد اوت من المركز الاستشفائي العام للطب التجديدي في ماساتشوستس إلى أن الهدف من التجربة كان مساعدة ملايين الأشخاص الذين يعانون قصوراً في وظيفة الكلى، والذين يضيعون عمرهم بغسل الكلى. وقال «اذا ما كان بالإمكان تكييف هذه التكنولوجيا على عمليات الزرع البشرية، سيتمكن المرضى الذين يعانون قصوراً كلويا وينتظرون واهبي كلى أو من غير المرشحين لعملية زرع، نظرياً من تلقي أعضاء جديدة مشتقة من خلاياهم الخاصة» لتفادي خطر نبذها من نظام المناعة لديهم.