الخرطوم (الاتحاد) - التقى الزعيم الإسلامي السوداني المعارض حسن الترابي الليلة قبل الماضية بمنزله رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي. وطبقاً لمعلومات نشرت في الخرطوم أمس، استمر اللقاء زهاء الساعتين، حيث بحثا عدداً من القضايا بجانب التطورات التي حدثت في الوطن العربي والسودان، وتبادل الطرفان النصائح حول مسار الحركات الإسلامية. وطبقاً للمصادر الصحفية نفسها، أطلع الغنوشي الترابي على تجربة تونس في تغيير النظام. وعقب اللقاء أوضح الزعيم الإسلامي السوداني أن الغنوشي لم يطرح عليه خلال لقائهما المصالحة مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم برئاسة عمر البشير الذي انشق عنه الترابي في عام 1999. وكان الداعية الإسلامي المعروف يوسف القرضاوي فشل أكثر من مرة في الجمع بين الترابي والبشير الذي انحاز إليه في الصراع كثير من تلامذة الترابي، أبرزهم نائبه علي عثمان الذي يشغل الآن منصب النائب الأول للبشير، وكذلك الأمين العام للحركة الإسلامية. واستطرد الترابي إنه ناقش مع الغنوشي ما يمكن أن تستفيد منه بلاده من التجربة السودانية لتفادي أخطائها والاستفادة من حسناتها ومنجزاتها باعتبار أن السودان كان سباقًا في وصول الإسلاميين للحكم على مستوى البلاد السنية. واتهم الزعيم الإسلامي السوداني الحزب الحاكم في بلاده بمنع القادة الإسلاميين بدول المنطقة الذين وصلوا الخرطوم للمشاركة في المؤتمر العام الثامن للحركة الإسلامية من زيارته، وذلك عقب استقباله بمنزله للغنوشي. وفي السياق منعت السلطات السودانية أمس وفداً من حزب "المؤتمر الشعبي" الذي يتزعمه الترابي من مقابلة بعض قيادات الحركة الإسلامية العالمية المشاركة في مؤتمر الحركة الإسلامية السودانية التي اختتمت جلساتها أمس الأول. وواستهجن رئيس وفد حزب الترابي، أبو بكر عبد الرازق مسؤول العلاقات الإسلامية بالحزب لصحيفة "آخر لحظة"، ما قامت به أجهزة النظام، مشيراً إلى أن النظام السوداني "بات يخشى من فضحه أمام قيادات الحركات الإسلامية العالمية".
