يعتبر التوحد واحداً من الاضطرابات التي لا تزال تشهد اهتماماً كبيراً بين الباحثين والمختصين على حد سواء، لما يعتريه من غموض وتنوع في الأسباب والبرامج التربوية والعلاجية، وعدم تجانس في الخصائص والسمات بين هذه الفئة من الإعاقة، وهو ما حدا بمركز دبي للتوحد باعتباره واحداً من أهم الجهات المعنية بشؤون الذين يعانون من التوحد في دولة الإمارات، إلى إصدار موسوعة التوحد لتكن واحدة من المراجع القليلة التي تضم في فحواها كل ما صلة له باضطراب التوحد، وتتميز الموسوعة باعتمادها على الكتب والمراجع المتخصصة والأبحاث العلمية الحديث. أحمد السعداوي (أبوظبي) - يأتي هذا الجهد الذي يقوم به مركز دبي للتوحد، ضمن جهوده الواضحة في نشر الوعي المجتمعي وتوفير المعرفة لكافة شرائح المجتمع باضطراب التوحد، من خلال حملاته التوعوية الدورية التي سلطت الضوء على النسب المتزايدة لهذا الاضطراب، وعلى خصائصه، وتأثيره على الأسرة وأهمية الكشف المبكر، وتقديم خدمات التدخل المبكر للمصابين به، ونظراً للنقص الذي تعانيه المكتبة العربية، ومساهمة من المركز في طرح قضية هامة من قضايا التربية الخاصة وذوي الاحتياجات الخاصة، وتأهيلهم قام المركز بإصدار الموسوعة لتكن عوناً لأولياء أمور الأطفال الذين يعانون من التوحد وللعاملين معهم بهذا الاضطراب. مصطلحات سهلة وتحتوي الموسوعة على ستة فصول تضم كل ما يتعلق باضطراب التوحد، من تعريفات وخصائص وأسباب وبرامج علاجية على النحو التالي، الفصل الأول، اشتمل على كل المصطلحات ذات العلاقة باضطرابات طيف التوحد وتعريفاتها، ما يسهم في مساعدة القارئ على البحث بسهولة عن المصطلح الذي يرغب بالتعرف عليه، وقد تمت مراعاة أن يكون تعريف تلك المصطلحات سهلاً خالياً من التعقيد، كما تم اختيار التعريف الأوضح والأنسب من مجموعة من المراجع المعتمدة من الكتب ومواقع الإنترنت الموثقة، وقد تم ترتيب قائمة المصطلحات أبجدياً حسب النسخة الإنجليزية. بينما اشتمل الفصل الثاني على تعريف التوحد، ونظرة تاريخية على هذا الاضطراب، إضافة إلى التعريف بالاضطرابات النمائية المتداخلة، ونسب انتشار التوحد عالمياً وعربياً، وبعض الحقائق المتعلقة به. وفيما يتعلق بتعريف التوحد، فهناك عدة تعريفات له تضمنتها الموسوعة، منها تعريف "كانر" للتوحد، حيث يعرفه بأنه اضطراب نمائي شامل يتصف بنمو غير طبيعي، أو خلل ظاهر قبل سن 3 سنوات، وخلل وظيفي في التفاعل الاجتماعي والتواصل ومحدودية الاهتمام والسلوكيات النمطية، ويحدث هذا الاضطراب في الذكور أكثر من الإناث بنسبة 1:4، وتعريف كانر للتوحد يشير إلى مجموعة خصائص لأطفال التوحد منها، عدم القدرة على التواصل مع الناس والمواقف في وقت مبكر من الحياة، وصعوبات في استخدام اللغة للتواصل مع الآخرين، وسواس ورغبة في الحفاظ على التماثل، التعلق الزائد بالمجسمات أو جزء منها، قدرات إدراكية كامنة جيدة. ويستعرض الفصل الثاني أيضاً تاريخ التوحد مبيناً أن أول من استخدم تعبير التوحد تاريخ التوحد، هو الطبيب النفسي السويسري ايوجين بلولير عام 1911، حيث كان يستخدم المصطلح لوصف الاضطرابات النفسية والفصام والانعزال عن الآخرين، وعدم الخوض في أي علاقة اجتماعية مع المحيطين، كما قام بلولير بتحديد مصطلح التضارب كواحد من أهم أعراض الفصام، وكذلك الاضطراب في المشاعر وعلاقتها باضطراب التفكير. ... المزيد