إذا كنا مشتتين ومفتتين كعرب بأياد مكشوفة وخفية من اسرائيل وهي الأقوى منا عسكريا ونوويا.. فلماذا تفاوضنا وعلى ماذا؟ في الخواطر التي أكتبها أدعو دائما لترك السياسة لأرباب السياسة بعد انتخابات حرة ونزيهة، ولكن ما عشته وأعيشه وقرأته وأقرأه وشاهدته وأشاهده على قنوات التلفاز جعلني أسمح لنفسي أن أبدي رأياً. حالنا هذه الأيام ذكرتني بقصة سمعتها في الأيام الخوالي تقول إن غازيا احتل مدينة وفرض على أهلها جمع كمية من الذهب حتى يرفع عنهم الحصار والعذاب، فذهب أهل المدينة وجمعوا ما بحوزتهم من الذهب، وعندما وضعوه في الميزان أمام هذا الغازي نقص قليلا، فبدأوا برجائه أن يسامحهم بالباقي فكان رده أن استل سيفه ووضعه في الكفة المقابلة للذهب وقال «ويل للمهزوم». هزمتنا اسرائيل فويل لنا، لقد هزمتنا عسكريا وهزمتنا أمنيا وهزمتنا فكريا وعقائديا واخترقتنا بجواسيسها وقتلت من قتلت، وفتتت القضية وضمنت أمنها لنتفاوض معها على أشياء جانبية، وها هي تدفع بنا وتنظر إلينا ونحن يقتل بعضنا بعضا، ونغزو أهلنا وندمر ديارنا وحل بنا ويل للمهزوم. إنني لست من أرباب السياسة ولا أفهم في الخطط العسكرية، ولكن كما هو معروف للقاصي والداني ان اسرائيل تملك من القوة العسكرية الذرية والتقليدية ما لا يمكن محاربتها بالطرق المعهودة، نجحت في تفتيتنا باسم الديموقراطية والحرية فنهش بعضنا بعضا، فلسطينيين خاصة وعربا عامة ومسلمين جامعة، فعلى ماذا يا ترى تريد ان تفاوضنا؟ وهذه الحال هي الحال طبعا لتضع السيف في كفة الميزان لتطلب المزيد من التنازلات فويل للمهزوم! وسمح لي تفكيري البسيط بالبحث عن الشيء الذي يجبر اسرائيل على الجلوس إلى مائدة المفاوضات بجدية، وهل نملك سيفا لنضعه في الميزان من دون تمكينها من استعمال قواها العسكرية والسياسية والعاطفية بذريعة المذابح النازية؟ وانا اعتقد انه امنها، فأمنها لعمري هو الذي سيجلبها إلى طاولة المفاوضات، وأمنها في رأيي المتواضع هو سيفنا، فهل سيمن الله علينا بزند يحمل هذا السيف مع فكر يدير هذا الزند؟ ربنا هيئ لنا من أمرنا رشدا. د. مروان نايف