سقط ما لا يقل عن 88 قتيلاً سورياً، معظمهم في دمشق وريفها بنيران الأجهزة الأمنية والاشتباكات أمس، وفقاً لبيانات ناشطي المعارضة، في وقت وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر وحزب العمال الكردستاني في مدينة راس العين الحدودية شمال شرقي سوريا، حيث لقي 4 جنود من القوات النظامية مصرعهم في المعارك بالمنطقة. وفي ريف دمشق، اغتال مسلحون معارضون مدير منطقة النبك العميد عبدالله الدرعاوي و4 من عناصر الشرطة، عندما أطلقوا الرصاص عليهم في شارع المجمع الحكومي بمدينة النبك الذي يضم مقار الإدارات الحكومية، بحسب ما ذكر المرصد السوري، الذي أكد أيضاً أن عابد خليل رئيس مجلس الشعب المحلي الكردي في مدينة راس العين الحدودية، سقط قتيلاً برصاص قناصة من مسلحي الكتائب المقاتلة. وفي الأثناء، بسط مقاتلو المعارضة سيطرة شبه كاملة على مقر الفوج 46 بريف حلب بعد اقتحامهم له أمس الأول، مع استمرار قصف القوات النظامية للمنطقة. كما أطلقت القوات الحكومة صواريخ على ضواحي دمشقالجنوبية، فيما وصفه ناشطون بقصف عشوائي لمنع تقدم مقاتلي المعارضة المناهضين لحكم الرئيس بشار الأسد، إلى وسط المدينة. وأفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بأن حصيلة القتلى في سوريا أمس بلغت 88 قتيلاً، معظمهم في دمشق وريفها. وأغار الطيران المروحي الحكومي على قرى جبل التركمان بريف اللاذقية بالتزامن مع الاشتباكات العنيفة بالمنطقة بين الجيشين الحر والنظامي. وفي العاصمة دمشق، تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على الحجر الأسود، كما سمع إطلاق نار بالقرب من أحياء نهر عيشة والقدم. وقصفت راجمات الصواريخ أحياء الغوطة الشرقية، كما شن الجيش النظامي حملات دهم واعتقال في بلدة عين حور بريف العاصمة السورية. وأفاد ناشطون باستيلاء الجيش الحر على مقر قيادة لواء التأمين الإلكتروني في بلدة الحتيتة بالغوطة الشرقية في ريف دمشق. وفي حلب، دارت اشتباكات بين المعارضين المسلحين والقوات الحكومية في حي الشهباء ومطار النيرب العسكري. وفي إدلب، قصفت الدبابات التابعة للجيش السوري النظامي مدينة معرة النعمان، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى جراء القصف. وفي ريف إدلب، قصف الطيران الحربي بلدة حنتوتين بجبل الزاوية، كما وقع قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على مدينة معرة النعمان، وعلى بلدات عدة، بينها حاس وتفتناز وكفر سجنة ومعرة حرمة بريف إدلب الجنوبي. كما تجدد القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة على أحياء بابا عمرو والسلطانية في حمص. وكانت لجان التنسيق المعارضة قد ذكرت أن الجيش السوري الحر تمكن أمس الأول، من السيطرة شبه الكاملة على الفوج 46 التابع للقوات الحكومية بعد معارك عنيفة وحصار دام 55 يوماً. وفي الأثناء، تواصلت الاشتباكات بين مقاتلين معارضين وآخرين أكراد بمدينة راس العين الحدودية مع تركيا، ما تسبب في مقتل 6 معارضين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في بيان "لا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة في مدينة راس العين بمحافظة الحسكة شمال شرق سوريا بين وحدات حماية الشعب الكردي ومقاتلين من كتائب معارضة"، مشيراً إلى مقتل "ما لا يقل عن 6 مقاتلين من الكتائب المقاتلة ينتمون إلى كتيبة "غرباء الشام" الإسلامية". وأكد المرصد وقوع خسائر بشرية في صفوف المقاتلين الأكراد أيضاً. وكان رئيس مجلس الشعب المحلي الكردي في راس العين عابد خليل، قد قتل في وقت سابق أمس، برصاص قناصة من مسلحي الكتائب المقاتلة، على حد تعبير المرصد. ووصف رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم، حوادث راس العين أمس ب "المؤسفة"، قائلاً "نحن لا نريد الاصطدام بالجيش الحر، لكن هؤلاء الذين يقاتلون الأكراد في راس العين يتلقون أوامرهم من تركيا، وقد دخلوا المدينة من تركيا". ويتبع مقاتلون "لجان حماية الشعب الكردي" الذين يقاتلون الجيش الحر في راس العين، للهيئة الكردية العليا التي يعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي أبرز مكوناتها. وأبلغ مسلم الموجود حالياً في بريطانيا للمشاركة في مؤتمر حول الأكراد، فرانس برس "لا مشكلة لدينا مع الجيش الحر، نحن وإياه جزء من الثورة السورية ضد النظام البعثي، لكن الذين افتعلوا الحوادث مرتبطون بتركيا التي تعمل هي من جهة والنظام من جهة ثانية لزعزعة استقرار المناطق الكردية". وفي محافظة حلب، أحكم مقاتلو المعارضة سيطرتهم على مقر الفوج 46 التابع للقوات النظامية الذي اقتحموه أمس الأول، بحسب ما ذكر المرصد الحقوقي أمس، مشيراً إلى قصف تعرض له المقر من طائرات حربية. وفيما ذكر مدير المرصد في اتصال هاتفي مع فرانس برس، أن الفوج "بنسبة تسعين في المئة منه تحت سيطرة المقاتلين"، قال مصدر عسكري سوري في حلب إن "القاعدة تحت السيطرة الكاملة للمسلحين منذ مساء الأحد". وأشار إلى أن "الهجوم كان كبيراً"، وأن المقاتلين المعارضين استخدموا "أكثر من 5 دبابات وقذائف هاون وقذائف أخرى صاروخية، ما اضطر الجيش النظامي إلى الانسحاب تدريجياً". والفوج عبارة عن قاعدة فوق مساحة 12 كيلومتراً مربعاً، تضم مدفعية كانت تتولى قصف مناطق في ريف حلب، خاصة مدينة الاتارب الاستراتيجية التي سيطر عليها المعارضون مؤخراً. وفي ريف دمشق، اغتال مسلحون معارضون مدير منطقة النبك العميد عبدالله الدرعاوي و4 من عناصر الشرطة عندما أطلقوا الرصاص عليهم في شارع المجمع الحكومي بمدينة النبك الذي يضم مقار الإدارات الحكومية، بحسب ما ذكر المرصد السوري. ووصفت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عملية الاغتيال بأنها في "إطار استهداف الكوادر والكفاءات الوطنية"، متهمة نقلاً عن مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق "مجموعة إرهابية مسلحة بنصب كمين مسلح للعميد ومرافقيه داخل مدينة النبك وإطلاق النار عليهم مباشرة، ما أدى إلى مصرعه على الفور". وبحسب المرصد السوري الحقوقي، وقع قصف على منطقة السيدة زينب القريبة من دمشق والبلدات المحيطة بها، مصدره القوات النظامية. كما تعرض حي الحجر الأسود جنوب مدينة دمشق للقصف، وشهد حي العسالي المجاور اشتباكات. من جهة أخرى، قام عناصر من الجيش الحر بتفجير مخفر الهجانة 22 في بلدة تل الشهاب بدرعا ناحية الحدود السورية الأردنية، مستخدمين عبوة ناسفة، وذلك لمنع النظام من إعادة فرز عناصره الأمنية في المقر مرة أخرى، حيث إن المبنى كان خالياً تماماً، وذلك بعد سيطرة أفراد الجيش الحر عليه منذ بضعة أيام وانشقاق 22 عنصراً نظامياً منه. كما تعرضت قلعة الحصن التابعة لمدينة تلكلخ بريف حمص إلى قصف همجي من مدفعية جبل السايح ورأس النبع التي تستهدف أحياء القلعة والميدان وحارة التركمان، تزامناً مع تحليق كثيف للطيران فوق سماء المدينة.