هل صحيح أن العالم بكل أنهاره وينابيعه وشلالاته الهادرة والمتدفقة من أعالي الجبال، سيشرب في النهاية من مياه البحر.. هذا ما تقوله تقارير علمية في هذا الصدد.. فخلال الخمسين عاما القادمة.. ستركن الكثير من دول العالم إلى إنشاء العديد من محطات تحلية مياه البحر.. بل إن بعض الدول الغنية بالمياه والتي تنتج (سلة غذاء العالم) ستكون مضطرة إلى تخفيض إنتاجها من القمح والحبوب كما حدث في روسيا مؤخرا.. وإن كان ذلك بفعل اكتساح الثلوج للحقول وسوء المناخ.. المهم أن العالم كما يرون مقبل على مشكلات كبرى مناخية تهدد أمنه الغذائي.. وندرة في المياه.. وهذا ما دعا بعض الدول إلى الاستعانة بمياه البحر لتحليتها ليشرب الناس ويزرعوا غذاءهم.. المملكة فطنت إلى هذه المعضلة القادمة منذ وقت مبكر فأنشأت ومنذ نصف قرن محطات تحلية مياه البحر.. ثم توسعت في إنشاء هذه المحطات الكبرى حتى أصبحت الآن ثاني أكبر دولة في تحلية مياه البحر.. والسؤال هل فطنا نحن قبل غيرنا في منطقة الشرق الأوسط إلى ضرورة أن نشرب من البحر.. أم أن حاجتنا بفعل مناخ بلادنا وندرة المياه في صحرائنا هي التي دفعتنا إلى هذه المبادرات المبكرة.. بالطبع يرى البعض أن حاجتنا إلى المياه هي الدافع الأول لذلك.. والبعض الآخر يرى أن هناك من المسؤولين من كان يرى الأبعد والأصوب والأجدى لنهضة البلاد وتطورها.. والماء هو الأساس في نمو الشعوب وتطورها.. وشعب بلا ماء شعب بلا حياة.. وما دمنا قد حرصنا منذ البدء على رقي وحضارة هذه البلاد والعمل على تدعيم أواصر بقائنا على أرضها فلماذا لا نعمل وبسرعة في الإنجاز كما فعلنا من قبل على تحلية مياه البحر.. لماذا لا نعمل على إنشاء المحطات النووية لإنتاج الطاقة السلمية.. وهي التي سوف تساعدنا في مجالات عديدة كالكهرباء والتوسع في تحلية مياه.. والتطور في المجال الطبي والزراعي والبحوث وفي عدد من المجالات الأخرى.. ومثلما كنا المبادرين في تحلية مياه البحر علينا أن نكون في الصف الأول والثاني في إنتاج الطاقة النووية ذات الأغراض السلمية.. لتطوير العديد من مرافق حياتنا.. ولنشرب أكثر من مياه البحر ولكن لنواكب ذلك بتعمير الأرض وبناء العقول بالعلم والمعرفة.. وهذا ما تسعى الدولة من أجله بفضل رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رائد العلم والنهضة الذي بعث الألوف بل مئات الألوف من شباب هذه الأمة إلى كل أنحاء الدنيا لتلقي العلوم في كافة المجالات من أجل نهضة بلادهم.. إذن لسنا المبادرين دائما من أجل إعمار الأرض بالعلم والنهضة والسلام في هذا الجزء من العالم الشرق العربي .للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250 موبايلي، 737701 زين تبدأ بالرمز 254 مسافة ثم الرسالة