عواصم - وكالات: كشف مسؤولون أميركيون, أمس, أن المشتبه به الناجي في تفجيري بوسطن جوهر نسارناييف اعترف للمحققين أن امتعاضه وشقيقه من الحروب الأميركية في كل من العراقوأفغانستان كان الدافع الرئيسي وراء إقدامهما على فعلتهما. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن المسؤولين, الذين طلبوا عدم كشف هويتهم, قولهم إن تسارناييف (19 سنة) زود السلطات من سريره في المستشفى بما يمكن اعتباره مؤشراً على أن ما دفعه هو وشقيقه تاميرلان لتنفيذ تفجيري بوسطن, اللذين خلفا ثلاثة قتلى ومئات الجرحى, في 15 أبريل الجاري, كان بشكل رئيسي حربي العراقوأفغانستان. وأكد للمحققين أنه وشقيقه تاميرلان (26 عاما), الذي قتل في اشتباك مسلح مع الشرطة الأميركية, ليسا مرتبطين بأي مجموعات مسلحة أجنبية, وهو أمر يتطابق مع ما توصلت إليه التحقيقات بأنهما ليسا مرتبطين بأي شبكات "إرهابية". كما قال جيران تسارناييف في مقابلات معهم أن الأخوين كانا يتحدثان دائماً عن الحروب الأميركية, حتى ان ألبريخت أمون (21 سنة) من كمبردج ذكر أنه تشاجر أخيراً مع الأخ الأكبر بسبب السياسة الخارجية الأميركية. وأشار إلى أن تاميرلان تسارناييف قال إن الحروب الأميركية مرتبطة بالإنجيل الذي وصفه بأنه "نسخة رخيصة عن القرآن". ونقل أمون عن تسارناييف قوله إن "غالبية الضحايا في أفغانستان هم أبرياء يقتلون على يد الجنود الأميركيين". وفي منطقة داغستان الروسية شمال القوقاز, التقى وفد من السفارة الأميركية في موسكو والدي الشابين المتهمين بتنفيذ تفجير بوسطن. وأعلن مسؤول في السفارة, طالباً عدم الكشف عن هويته, أن "مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) يحصل على التعاون من الحكومة الروسية في تحقيقه في تفجيرات ماراثون بوسطن". وأضاف "توجهت مجموعة من السفارة الأميركية في موسكو أمس (الثلاثاء) إلى داغستان في إطار تعاونها مع الحكومة الروسية لاستجواب والدي" جوهر وتيمورلنك تسارناييف. من جانبه, قال مصدر في الأمن الداغستاني إن الوفد يضم عناصر من مكتب "اف بي اي" وأجرى مقابلات مع والدي المتهمين. وأضاف "عاد الوالدان إلى منزلهما, إلا أن الأم عادت لاجراء مزيد من التحقيقات معها", مشيراً إلى أن المقابلات جرت في مقر جهاز الأمن الفدرالي الروسي بداغستان. ولفت إلى أن المسؤولين الأميركيين سألوا والدي منفذي الهجوم عن زيارة تيمورلنك الى داغستان, مضيفاً "رد الوالدان أنه لم يتصل بالإسلاميين المتطرفين". وتأتي زيارة الوفد الأميركي إلى داغستان وسط تزايد التساؤلات في الولاياتالمتحدة بشأن ما إذا كانت السلطات الاميركية لم تنتبه الى مؤشرات مهمة كان يجب أن تزيد من الشكوك بشأن الشقيقين قبل التفجيرات. وانصب الاهتمام بشكل خاص على زيارة قام بها تيمورلنك قبل ستة أشهر الى داغستان والشيشان. وكان الهدف المعلن من الزيارة الحصول على جواز سفر روسي جديد, إلا أنه لم يتسلمه, ويريد المحققون الأميركيون معرفة ما إذا كان السبب الحقيقي للزيارة هو الإتصال بمتطرفين إسلاميين. ورفض وزير الداخلية الداغستاني عبد الرشيد ماغميدوف أي تلميح إلى أن تيمورلنك تحول إلى التطرف الإسلامي خلال مكوثة في داغستان, مشيراً إلى أنه لم يكن له "أي اتصال بالجماعات السرية (الاسلامية)". إلى ذلك, أعلن المستشفى الذي يعالج فيه جوهر أن حالته الصحية تتحسن بشكل "مرضي". وأشارت وثائق نشرت الاثنين الماضي بمناسبة توجيه التهمة اليه رسميا ب"استخدام سلاح دمار شامل", إلى أن جوهر (19 عاما) يعاني من إصابات "بالرصاص في رأسه وعنقه وساقيه واحدى يديه".