ساعدت زيادة إنتاج النفط في خفض استهلاك محطات الكهرباء من الخام دبي - رويترز تقبل السعودية على فصل صيف جديد يزيد خلاله استهلاك محطات الكهرباء من النفط الخام نظراً إلى قلة كميات الغاز المتاحة في حين يرتفع استهلاك الكهرباء لتشغيل أجهزة تكييف الهواء عاماً تلو الآخر في المملكة. ولاتزال حقول النفط الضخمة مصدراً لنحو نصف إمدادات الغاز من السعودية ومن ثم يدعم التوسع في استخدام أجهزة التكييف في الصيف مستويات إنتاج النفط الخام المرتفعة؛ إذ تحتاج المملكة للنفط والغاز معا لمحطات الكهرباء. ولم تدخل حقول غاز كبيرة حيز التشغيل منذ عزز حقل كران الإنتاج العام 2012 ولكن لم يتضح إذا كان هذا الحقل سيعمل بكامل طاقته الصيف الحالي. وفي الأول من أبريل/نيسان الماضي، قال وزير النفط السعودي علي النعيمي إن حقل كران سيعمل بكامل طاقته «قريباً جداً». ولكن لم يعرف إذا كان يعمل بأقل من طاقته لضعف الطلب على الطاقة في الربيع أم لأنه لم يصل بعد إلى طاقته القصوى. وإذا عمل حقل كران بكامل طاقته في الصيف سيسهم في خفض إجمالي كمية النفط التي تستهلك لتوليد الكهرباء مقارنة بالعام 2012. ولم يصل الحقل إلى أقصى طاقته الإنتاجية حتى نهاية موسم ذروة الطلب في الصيف الماضي. وفي الأسبوع الماضي قالت مصادر مطلعة على سياسة النفط السعودية إنها تتوقع استقرار الطلب على الخام السعودي في الفترة من مارس/آذار إلى يونيو/حزيران 2013. ويتوقع أن يرتفع الطلب على الخام من محطات الكهرباء السعودية من الآن وحتى يوليو/تموز. وتفيد بيانات حكومية نشرتها مبادرة بيانات المنظمات المشتركة أن الاستهلاك زاد بواقع 356 ألف برميل يومياً في الفترة من مارس إلى يونيو 2011 وارتفع بواقع 400 ألف برميل في الفترة نفسها من العام 2012. وبافتراض ثبات الطلب على صادرات الخام إلا أن الزيادة الحتمية للطلب السعودي على النفط تعني زيادة كبيرة في إنتاج النفط بالضرورة. وإذا انخفض الطلب في آسيا على الخام السعودي سيلقى الإنتاج دعماً من زيادة الطلب محلياً ولاسيما أن أي خفض للإنتاج سيوجّه ضربة مزدوجة بحرمان الصناعة من لقيم الغاز وفي الوقت نفسه، تخصص كميات أكبر من النفط لمحطات الكهرباء نتيجة تراجع كميات الغاز المصاحبة لاستخراج النفط. وتصر الرياض منذ فترة على أن هدفها من تعديل مستويات الإنتاج تلبية الطلب وليس توجيه الأسعار. وبلغ سعر خام «برنت» نحو 104 دولارات في 30 أبريل، ومع استمرار هشاشة الاقتصاد العالمي يهتم واضعو سياسة النفط في السعودية بزيادة كبيرة في الإنتاج لتغطية الطلب في المملكة. وكان المسئولون السعوديون يأملون أن يقلص حقل كران من الاستهلاك السنوي للنفط في محطات الكهرباء العام الماضي ولكن ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات استثنائية قاد لاستهلاك محطات الكهرباء السعودية كميات قياسية من الخام. ولولا حقل كران؛ فضلاً عن إنتاج الخام الذي يقترب من مستويات قياسية وما يصاحبه من ضخ كميات أكبر من الغاز المصاحب لكان استهلاك محطات الطاقة من النفط الخام سيتجاوز المستويات القياسية للاستهلاك في الفترة من يونيو إلى سبتمبر/أيلول من العام الماضي عند 763 ألف و250 برميلاً يومياً. واستغلال المخزون لتلبية الزيادة في الطلب بسبب شدة الحرارة يجنب المملكة الحاجة إلى رفع الإنتاج فوق المستوى الحالي عند 9.2 ملايين برميل يومياً، وهو أمر من شأنه أن يدفع أسعار النفط إلى الهبوط دون المستوى الذي تفضله السعودية قرب 100 دولار للبرميل. وعلى واضعي الاستراتيجية في السعودية الموازنة بين مزايا السحب من المخزونات الخام وزيادة الإنتاج من الآبار نظراً إلى أن استخدام المخزون يعني تراجع إمدادات الغاز المحتملة من حقول النفط وبالتالي زيادة كمية الخام اللازمة لتغطية ارتفاع استهلاك الكهرباء لغرض تبريد الهواء. ولكن نظراً إلى أن معظم شركات سمسرة النفط لا تعرف مستويات الإنتاج قبل الشهر التالي ونظراً إلى أن كميات الصادرات لها تأثير أكبر على الأسعار فبإمكان المملكة أن ترفع الإنتاج عند الحاجة دون التأثير على الأسعار أو زيادة الصادرات. لكن لاتزال هناك بعض الشكوك بشأن كمية الغاز التي يمكن أن يوفرها حقل كران؛ إذ جاء على موقع شركة أرامكو السعودية على الانترنت أن الحقل بلغ طاقة الإنتاج الكاملة عند 1.8 مليار قدم مكعب في صيف 2012 بينما جاء في موضع آخر على الموقع نفسه، أن محطة المعالجة ستبلغ طاقتها القصوى خلال العام الجاري. ولم يتسن الاتصال بالمتحدثين باسم وزارة النفط أو «أرامكو» السعودية لاستيضاح الوضع التشغيلي لكران. وأتاحت زيادة كبيرة في إنتاج النفط في الفترة من مايو إلى يونيو 2011 تغطية الزيادة في الطلب على النفط محلياً؛ فضلاً عن زيادة الصادرات لتعويض تعطل الإمدادات من ليبيا. كما ساعدت زيادة الإنتاج بواقع مليون برميل يومياً ليصل إلى 9.8 ملايين برميل في يونيو 2011 في خفض استهلاك محطات الكهرباء من الخام؛ إذ وفرت كميات أكبر من الغاز المصاحب. وزاد استهلاك السعودية من الكهرباء بنحو ستة في المئة سنوياًً خلال العقد الماضي، وزاد الطلب في الصيف لنحو مثليه منذ العام 2002 ليصل إلى أكثر من 48 غيغاوات في 2011؛ بحسب بيانات هيئة تنظيم الكهرباء. صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3891 - الجمعة 03 مايو 2013م الموافق 22 جمادى الآخرة 1434ه