حذرت وكالة الطاقة الدولية مؤخراً من احتمال أن يواجه العالم بأسره أزمة حادة في الطاقة خلال السنوات الخمس والعشرين المقبلة ما لم تقم عدة دول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمضاعفة استثماراتها في مجالات إنتاج النفط والغاز لتوفير إمدادات كافية لاسواق النفط. و ركزت الوكالة في تقريرها عن مستقبل الطاقة في العالم لعام 2005 على 9 دول من أكبر الدول المنتجة للطاقة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وهي السعودية والعراق وإيران والكويت والإمارات وقطر والجزائر ومصر وليبيا. وشدد التقرير على أنه سيتعين على هذه الدول إنتاج 44 في المائة من الكميات المنتجة حالياً في العالم مقارنة ب 35% يتم إنتاجها الآن الأمر الذي يحتم على تلك الدول زيادة استثماراتها النفطية. وفي هذا السياق قال مسؤولون امريكيون ان واشنطن تحث اوبك علي الاستمرار في توفير امدادات كافية لاسواق النفط، وتدعو المنتجين العرب الخليجيين الي طمأنة الاسواق الي ان خططهم لزيادة الانتاج ستلبي الطلب العالمي مستقبلا. وكان وزير الطاقة الامريكي سام بودمان، الذي يقوم بجولة في دول خليجية من اعضاء اوبك، قد دعا امس الاول المنتجين الخليجيين الي اصدار بيان مشترك يفصل خطط زيادة الانتاج والطاقة التكريرية. وأشاف كما ورد في صحيفة القدس العربي انه ينبغي لاوبك الاستمرار في توفير امدادات كافية لاسواق النفط رغم هبوط الاسعار والتوقعات بانخفاض نمو الطلب. وأضاف الهدف هو أن يكون هناك مناخ تسعير أكثر استقرارا حيث لا تكون هناك قفزات كبيرة سواء صعودا أو هبوطا ... هذا سيمكن الشركات أو الدول من اتخاذ قرارات أكثر اتزانا عما اذا كان يتعين عليهم زيادة (الانتاج) وبأي سرعة في حالة الزيادة . وقال بودمان من الواضح أننا في وضع من الصعب علي امدادت السوق أن تساير الطلب ‘ ويبدو أنه بسبب الأسعار المرتفعة حدث بعض التراجع في الطلب . وأضاف ان نحو 800 ألف برميل من انتاج النفط من حقول بحرية في لويزيانا أي اربعة في المائة من إجمالي الاستهلاك الأمريكي مازالت متوقفة بسبب الاعاصير. مشيراً إلى أنه سيبحث خلال جولته أيضا الدور الذي يمكن للشركات ألأمريكية ان تلعبه في مساعدة دول المنطقة التي ترقد علي نحو نصف الاحتياطات العالمية المؤكدة من النفط بتطوير قطاعات النفط والغاز بها. وقال بودمان سوف نستخدم نفط المملكة العربية السعودية لبعض الوقت مستقبلا ... سيكون علينا أن نعترف بأن مخزونات النفط والغاز الطبيعي ستنضب من العالم .. وتابع .. لذا يجب أن نعد خططا لذلك . من جهته قال رئيس ادارة معلومات الطاقة الامريكية غاي كاروسو امس اعتقد ان رؤيتنا هي أن السوق تحتاج للاستمرار في الحصول علي امدادات كافية. هناك الكثير من التشكك بشأن الطلب وبالتالي فمن الافضل السماح للسوق بتحديد الكمية التي تريدها . وأضاف كاروسو:" دبي توقعاتنا لا تشير الي أنه ستكون هناك ضرورة لاي خفض في الانتاج . وتقل أسعار النفط الان أكثر من 13 دولارا عن مستواها القياسي عند 70.85 دولار للبرميل الذي بلغته في اواخر (اغسطس) بسبب الاضرار التي الحقها الاعصار كاترينا بمنشآت النفط الامريكية. ونزل سعر النفط يوم الجمعة الماضي عن مستوي 58 دولارا ليصل الي أدني مستوي منذ يوليو بعد أن هدأ تنامي مخزونات الوقود مخاوف المستهلكين من نقص الامدادات في فصل الشتاء.. ومن المقرر أن تجتمع اوبك في ديسمبر المقبل في الكويت‘غير أنها لم تشر بعد الي المستوي الذي ستبحث عنده خفض الانتاج لدعم الاسعار. وقد اتفقت اوبك في اجتماعها السابق في سبتمبر علي وضع كل طاقتها الانتاجية الفائضة تحت تصرف السوق اعتبارا من أول اكتوبر ولمدة ثلاثة شهور. لكن المنظمة تقول انها لا تجد مشترين للامدادات الاضافية. وقال كاروسو حسب توقعاتنا فليس هناك سوي مليوني برميل يوميا من الطاقة الفائضة معظمها في السعودية ومعظمها من الخامات الثقيلة. ونحن نعتبر هذه سوق يقل فيها العرض قليلا عن الطلب . وقال بودمان الذي وصل الكويت امس الاحد ان اصدار بيان مشترك يفصل خطط دول الخليج لزيادة انتاج النفط وطاقة التكرير سيعزز الثقة في توفر الانتاج مستقبلا ويساعد في استقرار الاسعار. واضاف قائلا لدينا علاقة مهمة للغاية مع دول المنطقة حيث اننا اكبر مستهلك... من مصلحتنا المشتركة ضمان استقرار الاسواق وحصولها علي امدادات كافية لتعزيز النمو الاقتصادي العالمي . وقالت الرياض انها لن تواجه أي مشاكل في تحقيق خططها الحالية والمستقبلية لزيادة الطاقة الانتاجية. وقالت وزارة البترول السعودية في بيان ان المملكة ماضية في خططها الحالية والمستقبلية لزيادة طاقتها الانتاجية حسبما اعلن في السابق للوصول الي طاقة انتاجية قدرها 12.5 مليون برميل يوميا بحلول عام 2009 . واضاف البيان هذه الخطط تسير حسب الجدول الزمني المقرر لها وليس هناك أي عقبات تواجهها سواء من النواحي التقنية أو الفنية أو المالية أو الكفاءات البشرية السعودية الوطنية . وجاء بيان الوزارة ردا علي تصريحات لمسؤول سابق شركة ارامكو السعودية قال ان نقصا عالميا في المعدات قد يجعل ارامكو تتأخر عامين الي ثلاثة اعوام في تنفيذ خطتها لزيادة الطاقة الانتاجية من مستواها الحالي البالغ 11 مليون برميل يوميا. وتخطط الرياض لتعزيز طاقتها الانتاجية تدريجيا الي 15 مليون برميل يوميا. وتقول وكالة الطاقة الدولية وهي الهيئة الاستشارية للدول الصناعية في مجال الطاقة هذا الاسبوع ان المملكة قد تكون في حاجة لضخ زهاء 18 مليون برميل يوميا بحلول عام 2030 لتلبية الزيادة في الطلب. وقال كاروسو يبدو أن الاحتياطيات متوفرة وكذلك الارادة السياسية. والمسؤولون السعوديون يقولون ان بامكانهم زيادة )الطاقة الانتاجية( الي 15 )مليون برميل يوميا( والمحافظة علي هذا المستوي وهو ما يتفق مع توقعاتنا. نحن نري هذا أمر جدير بالاشادة . واضاف انه بالاضافة الي زيادة الطاقة الانتاجية هناك حاجة الي تعزيز طاقة التكرير في الولاياتالمتحدة وعلي المستوي العالمي من اجل استغلال الخامات الثقيلة عالية الكبريت.