واشنطن - وكالات - أكد البيت الأبيض ان واشنطن لم ولن تزود المعارضة السورية بالأسلحة، ولكنها في الوقت نفسه تراجع كل الخيارات المطروحة أمامها، وذلك في تعقيب على تقارير أفادت بأن الرئيس باراك اوباما بدأ مرة جديدة يدرس تزويد المعارضة السورية بأسلحة. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني: «نحن نزيد مساعدتنا للمعارضة السورية ونراجع باستمرار برامج المساعدة ونوع المساعدة التي نقدمها، وسياستنا هي اننا لم ولن نزود المعارضة السورية بالأسلحة، وانما نحن ما زلنا نراجع خياراتنا...». وأضاف ان الولاياتالمتحدة تتواصل مع حلفائها وشركائها لدعم المعارضة ومساعدتها، الى جانب محاولة التعرف بشكل أكبر على العناصر فيها وتوفير المساعدة لمن «نثق بأنهم يدعمون سورية أكثر ديموقراطية ولا يعارضون المصالح الأميركية». وتابع: «قدمنا مساعدات متنوعة ولكن لا أسلحة». وقال كارني: «لطالما كان الهدف هو التوصل الى عملية انتقالية في سورية تكون نتيجتها خروج (الرئيس السوري) بشار الأسد من الحكم، ولا جدل في ان مستقبل سورية لا يضم الأسد فيداه ملطختان بدماء شعبه وأفعاله عززت حقيقة ان لا مكان له في مستقبل سورية ولا دعم له من قبل الشعب السوري». وتعليقاً على تقارير صحافية عن ان اوباما يحضر لاتخاذ قرار بتزويد المعارضة السورية بأسلحة فتاكة، ذكر كارني: «نحن نقيم كل الخيارات والرئيس أوضح ان كل الخيارات مطروحة على الطاولة لكن ليس لدي أي تغيير في السياسة لأعلنه في ما يتعلق ببرامج المساعدة لسورية». وأوضح ان الصحيفة التي نشرت التقرير ذكرت فيه انه لم يتم اتخاذ أي قرار نهائي في هذا الموضوع. وكانت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية نقلت عن مسؤولين رفيعي المستوى في الادارة الأميركية ان أوباما يستعد لارسال أسلحة فتاكة الى المعارضة السورية، رغم ان المفاوضات السياسية ما زالت الخيار المفضل في التعامل مع الأزمة السورية. من جهة ثانية، أكد مساعد المتحدث باسم الخارجية الأميركية باتريك فنتريل أن الملف السوري سيتصدر المحادثات التي سيجريها وزير الخارجية الأميركي جون كيري في موسكو خلال زيارته المتوقعة في 7 و8 مايو الجاري. وأضاف فنتريل أن موقف الخارجية الأميركية من الأزمة السورية لم يتغير، وهو يتمثل بضرورة الإسراع في إحداث انتقال سياسي يضع حدا للعنف وسفك الدماء، مشيراً إلى أن من ضمن الخلافات بين واشنطنوموسكو دعم وتسليح النظام السوري. كما ستتطرق مباحثات كيري في موسكو، بحسب فنتريل، الى موضوع استخدام الأسلحة الكيماوية. الى ذلك، كشف استطلاع ل «رويترز» و«ابسوس» نشرت نتائجه اول من امس ان غالبية الاميركيين لا تريد ان تتدخل الولاياتالمتحدة في الحرب الاهلية السورية حتى اذا استخدمت الحكومة أسلحة كيماوية في رسالة واضحة الى البيت الابيض الذي يدرس كيفية الرد على هذه الازمة المتفاقمة. ولا يرى سوى 10 في المئة من المشاركين في الاستطلاع الذي أجري عن طريق الانترنت ان الولاياتالمتحدة يجب ان تتدخل في القتال. وعارض 61 في المئة التدخل. لكن نسبة المؤيدين للتدخل ترتفع الى 27 في المئة اذا استخدمت الحكومة السورية اسلحة كيماوية ضد شعبها بينما يظل 44 في المئة معارضين برغم ذلك. وقالت منظمة الاستطلاعات في مركز «ابسوس» جوليا كلارك: «بالنظر الى أفغانستان والذكرى السنوية العاشرة للعراق فان الامريكيين لا يريدون التدخل». وكان الرئيس باراك أوباما أحجم عن التدخل العميق في الازمة السورية مع أنه أعلن العام الماضي ان استخدام قوات حكومة الاسد اسلحة كيماوية او نشرها اذا حدث فسوف يكون عبورا «لخط أحمر». ولا يكترث كثير من الاميركيين بالاحداث في سورية وكشف الاستطلاع ان ما يزيد على ثلثهم او 36 في المئة لم يسمعوا ولم يقرأوا شيئا عن الحرب الاهلية هناك. ولم يقل سوى ثمانية في المئة انهم سمعوا او قرأوا كثيرا وقال 19 في المئة انهم سمعوا أو قرأوا «كمية لا بأس بها». وأظهر استطلاع دولي للرأي ان غالبية المستطلعين لا يحبون الرئيس السوري بشار الأسد لكنهم في الوقت عينه لا يدعمون فكرة تسليح المعارضة السورية ويخشون من تمدد العنف الى الدول المجاورة لسورية. وتبين في استطلاع أجراه مركز «بيو للأبحاث» الأميركي وشمل 12 بلداً بينها 7 في الشرق الأوسط هي لبنان والأردن وتركيا ومصر واسرائيل وفلسطين وتونس، ان قلة من الموجودين في الدول الغربية أو العربية يدعمون ارسال أسلحة وتجهيزات للقوات المناهضة للحكومة في سورية. وبين الاستطلاع ان الأسد لا يحظى بدعم كبير ووحدهم الشيعة ينظرون اليه بشكل ايجابي في حين ان السنة يؤيدون تسليح المعارضة السورية، فيما الخوف الأكبر لدى الجميع هو من تمدد العنف الى الدول المجاورة لسورية. وتبين ان 27 في المئة من الروس يوافقون على تحالف روسيا مع سورية، في حين يعارض 22 في المئة دعم بلادهم للنظام السوري. يشار الى ان الاستطلاع شمل 11 ألفاً و771 شخصاً، وأوضح معدوه انه أجري قبل المزاعم بشأن استخدام أسلحة كيميائية في سورية.