أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    4 إنذارات حمراء في السعودية بسبب الطقس وإعلان للأرصاد والدفاع المدني    الرقابة الحزبية العليا تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    بينها مطار صنعاء .. اتفاقية لتفويج الحجاج اليمنيين عبر 5 مطارات    الاحتلال يواصل توغله برفح وجباليا والمقاومة تكبده خسائر فادحة    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    صعقة كهربائية تنهي حياة عامل وسط اليمن.. ووساطات تفضي للتنازل عن قضيته    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    انهيار جنوني للريال اليمني وارتفاع خيالي لأسعار الدولار والريال السعودي وعمولة الحوالات من عدن إلى صنعاء    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    انهيار وافلاس القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    فضيحة تهز الحوثيين: قيادي يزوج أبنائه من أمريكيتين بينما يدعو الشباب للقتال في الجبهات    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    في اليوم ال224 لحرب الإبادة على غزة.. 35303 شهيدا و79261 جريحا ومعارك ضارية في شمال وجنوب القطاع المحاصر    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية MQ9 في سماء مأرب    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انسحاب ممثلي التيار المدني من لجنة الدستور بعد منح الرئيس سلطات استثنائية تفوق سلطات مبارك
نشر في الجنوب ميديا يوم 21 - 11 - 2012

انسحاب ممثلي التيار المدني من لجنة الدستور بعد منح الرئيس سلطات استثنائية تفوق سلطات مباركالقاهرة - 'القدس العربي' امتلأت الصحف المصرية الصادرة امس بالأخبار والموضوعات التي ينافس بعضها بعضا في الأهمية، ومنها تعرض البلاد الى مأزق سياسي خطير بعد انسحاب ممثلي الكنائس الثلاث الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية من لجنة إعداد الدستور، وكذلك انسحاب ممثلي القوى والأحزاب المدنية، وإعلان الإخوان المسلمون والجماعات الدينية انها ستنتهي من الدستور وتطرحه على الاستفتاء، رغم أن عدد من تبقى فيها يفقدها قانونيتها، بالإضافة الى ان المحكمة الدستورية العليا ستصدر حكمها في شأن بطلانها، وفرحتهم الغامرة بهذا الانسحاب، كما واصل عدد من ممثلي قوى مدنية البقاء في اللجنة والدفاع عنها، ومنهم رجال قانون وللأسف فانهم قد انكشفوا على حقيقتهم، وأصبحوا يؤدون أدوارا يحققون بها أهداف الإخوان والمتطرفين الإسلاميين مقابل مصالح لهم.
ولن أزيد على ذلك، وهذه الخيانات للمبادىء والمواقف من رجال قانون وسياسيين، عرفناها منذ العهد الملكي، وبعد ثورة 23 يوليو وأيام حكم السادات ومبارك، وبالتالي لا غرابة أو دهشة ان نراها الآن، ايضا ازدادت عصبية الإخوان المسلمين.
كما نشرت الصحف عن مواد غريبة تعطي سلطات لرئيس الجمهورية لم يتمتع بها مبارك، مثل تعيين رؤساء الهيئات القضائية والتنازل عن أراض مصرية، وغير ذلك. ونشرت الصحف عن المؤتمر الذي عقده خالد مشعل في نقابة الصحافيين، وكان هدفه الحقيقي نفي كل ما نشر عن سعي حماس لتوطين الفلسطينيين في سيناء، وعن الاشتباكات التي حدثت في شارع يوسف الجندي وشارع قصر العيني بين الشرطة والشباب الذي تظاهر بمناسبة مرور عام على ضحايا شارع محمد محمود، وعدم التوصل حتى الآن للجناة، وحدوث اشتباك بين قوات من الجيش والشرطة أمام قسم شرطة القاهرة الجديد، ومحاولة ضباط وجنود من الجيش حرق القسم بسبب مشادة حدثت بين ضباط كمين أمام القسم وضابط جيش عندما طالبه بإظهار رخصة السيارة، وحدوث مشادات بينهما، فاستعان ضابط الجيش بزملائه، كما قرر جهاز الكسب غير المشروع حبس منير ثابت شقيق سوزان مبارك خمسة عشر يوما بعد القبض عليه، بتهمة الكسب غير المشروع، واستمرار التحقيقات في كارثة اتوبيس الأطفال في اسيوط.
وإلى بعض مما عندنا:
الاخوان يصفون معارضيهم بالمخربين
ونبدأ بالخلافات الشديدة حول مسودة الدستور وانسحاب قوى معارضة منها وقد عكسها زميلنا وصديقنا الإخواني بدر محمد بدر الذي ينشر له 'الأهرام' مقالا كل اسبوعين، في مقاله يوم الأحد وكان بعنوان 'المخربون'ومما قاله فيه: 'هذه صيحة تحذير وصرخة تنبيه ودعوة لليقظة من أولئك النفر الذين يسعون الآن لحرق الوطن في أخطر مراحل ضعفه، ويحاولون هدمه في أهم مراحل نهضته ويسارعون الى تحطيمه في أصعب لحظات بنائه، ويجتهدون في إجهاض ثورته في أعز أهدافها وأنبل غاياتها، انهم معروفون ومنتشرون ويتغلغلون في كل مكان، تملأ تصريحاتهم الكاذبة أنهار الصحف يومياً، ونسمع ونشاهد زيفهم في الفضائيات كل ليلة، مطلوب من كل أبناء الوطن الوقوف صفاً واحدا في مواجهة هؤلاء المخربين بالإصرار على المضي قدما في بناء مؤسساتنا الدستورية والإعلان سريعا عن طرح مشروع الدستور الجديد للاستفتاء العام قبل نهاية نوفمبر الجاري، فالناس أصابها الملل والسأم من كثرة هذه الحوارات الجوفاء وافتعال المعارك الوهمية، ولجنة إعداد الدستور أخذت وقتاً كافياً جدا واستمعت الى كل الآراء وعليها أن تنتهي فورا من تسليم النسخة النهائية للسيد الرئيس ليقرر موعد الاستفتاء العام ويجب أن ينتبه للشعب في هذه المرحلة العصيبة وأن يواجه كل من يحاول نسف كيان الدولة وهدر المؤسسات المنتخبة قبل أن يجرفنا الطوفان وقبل أن ينجح هؤلاء المخربون في إغراق سفينة الوطن'.
أي انه مطلوب القبض على عمرو موسى ورئيس حزب الوفد السيد البدوي ورؤساء الكنائس الثلاثة، وغيرهم. ما داموا مخربين.
بيان المنسحبين من لجنة صياغة الدستور
أما البيان الذي أصدره المنسحبون فقد جاء فيه: 'وقد نجحنا بتوفيق من الله في حماية مشروع الدستور من كثير من هذه المفاهيم التي استهدفت تغيير المادة الثانية وجعل الأزهر مرجعية نهائية للشرعية خروجاً على أصول المذاهب السنية كلها والتي لا تعرف مثل هذه المرجعية بما تعنيه من وضع مؤسسة دينية فوق مؤسسات الدولة الدستورية، كما رفضنا محاولات حرمان الشعب من حقه في السيادة بمعنى أن يكون هو مصدر السلطة وإلغاء النص على سيادة الشعب والسعي الى وضع نص يقول 'السيادة لله' وكأن الله عز وجل ينتظر منهم أو منا اعترافاً بهذه السيادة وهو الذي علمنا في كتابه العزيز أنه 'غني عن العالمين' وكذلك محاولة إقحام 'الذات الإلهية' التي لا تتغير ولا تتأثر بالزمن في دستور يمكن تغييره وتعديلها عبر الزمن ذلك مما يأبى العقل مناقشته أصلاً، فوجئنا بالتفاف على ما سبق أن اعترضنا عليه بوسائل منها مثلا إقحام المجتمع فيما هو دون حصري للدولة في حماية الأخلاق والآداب والتقاليد والقيم الدينية والإصرار على منح المجتمع أي الأفراد والجماعات سلطة تتيح لأي جماعة أو مجموعة من الأفراد الاعتداء على الناس في الشارع واستباحتهم بحجة حماية الأخلاق أو الدين الأمر الذي يفتح الباب واسعاً أمام الجماعات التي تدعي أنها تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر والتي قتلت إحداها شاباً في السويس واعتدت غيرها على مصريين ومصريات في محافظات عدة بطرق مختلفة، وهنا نحن نواجه اليوم خطر توفير حماية دستورية لهذه الجماعات وممارساتها، وقد هالنا أيضاً الإصرار على إعادة انتاج الحكم المطلق الذي عاث في البلاد فساداً على مدى عقود عبر إعطاء رئيس الجمهورية صلاحيات واسعة تجعله محور هذا النظام مرة أخرى، ورفض مساءلته ومحاسبته ومعلوم أن أي رئيس يملك سلطات واسعة ولا يخضع للمحاسبة هو مشروع 'فرعون' وكأن ثورة 25 يناير لم تكن إلا 'حلم ليلة صيف' أفقنا منه على كابوس'.
غزة وانهيار سيطرة مصر على سيناء
والى ظاهرة تفشي القلق بصورة كبيرة بين قطاعات كبيرة من المصريين مما يحدث في سيناء، وانهيار سيطرة مصر عليها ومحاولات سلخها عنها، وإشاعات توطين الفلسطينيين في غزة فيها، والعدوان الإسرائيلي الوحشي على أشقائنا، والمخاوف من دخول حرب جديدة والتورط فيها والموقف المصري مما يحدث، وطلقات التحذير التي أطلقها يوم الاثنين زميلنا في 'الأهرام' محمد السعدني بقوله: 'مصر أمام خطر التقسيم وخطر الانفجار الطائفي وخطر إقصاء القوى المدنية وخطر استحواذ الفصائل الدينية وحدها على السلطة، وخطر الاقتتال الداخلي بالمدافع والرصاص، وخطر الفقر الموحش الذي سيتحول يوماً ما إلى وحش كاسر وفوضى عارمة بأكثر بمسافات بعيدة عما نراه الآن؟ هل يمكن لجماعة الإخوان المسلمين أن تحتمل أمام الله وأمام التاريخ كارثة ضياع سيناء؟ وهل يحتمل الرئيس مرسي مثل هذا الوزير العظيم؟ هل تحتمل جماعة الإخوان المسلمين ومعها الرئيس مرسي كارثة الانفجار الطائفي وما يمكن أن يتبعه من زلازل تدك الأرض المصرية بكاملها بعد أن تتفاقم مشاكل الأقباط أخوة الوطن والتاريخ وهي الكارثة التي بدأت نذرها تلوح في الأفق بانسحابهم من اللجنة التأسيسية للدستور ومعهم عدد من رموز القوى المدنية؟ الفرصة أمامك يا سيادة الرئيس ومعك جماعة الإخوان المسلمين ان توقفوا الرعونة الحمساوية مهما بلغت تكاليف هذا الايقاف'.
رد الفعل المصري على اسرائيل
كان الأكثر حدة ووضوحاً
وما أن سمع زميلنا في 'الجمهورية' السيد نعيم كلمة الايقاف والرعونة الحمساوية، حتى قال عن العدوان الإسرائيلي: 'رد الفعل المصري كان الأكثر حدة ووضوحاً، بعد ساعات قليلة من العدوان الإسرائيلي على غزة، جاء من خلال سحب السفير المصري من إسرائيل وهو فعل ليس بجديد على مصر، فالأرقام والتاريخ يؤكدان انه تم سحب السفير المصري من إسرائيل لمدة ثماني سنوات وخمسة أشهر أثناء حكم الرئيس السابق مبارك، كانت الأولى في الفترة من عشرين سبتمبر 1982 إلى 11 سبتمبر 1986، أي لمدة أربع سنوات كاملة، أما المرة الثانية فقد تم سحب السفير في 21 نوفمبر عام 2000 إلى 17 مارس 2005، أي نحو أربع سنوات وخمسة أشهر، أي بمعنى أن كل يوم من ثلاثة أيام تقريبا من حكم مبارك لم يكن هناك لمصر أصلا سفير في إسرائيل، لكن ما تلى ذلك من تصريحات شديدة اللهجة من جانب الرئيس مرسي ضد العدوان الإسرائيلي، وأن هناك اجراءات أخرى يمكن اتخاذها لوقف هذا العدوان الظالم كان موقفاً قوياً تميزت به مصر عن كافة البلدان العربية، وهو ما يعني أن مصر الجديدة بعد الثورة يمكن أن يكون لها مواقف واضحة ومتميزة لحسم الأمور في بدايتها وقب أن تتفاقم ويسقط مزيد من الضحايا في غزة، لكن يجب أن نحسب الأمور ايضا بشكل جيد وألا نندفع أو نستجيب لمحاولات إسرائيل جر الجيش المصري لحرب لسنا مستعدين لها بحال من الأحوال من كافة الوجوه'.
قنديل يؤكد أن الإخوان
أعظم كنز استراتيجي لأمريكا
وكعادته دائماً، أراد زميلنا وصديقنا عبدالحليم قنديل رئيس تحرير 'صوت الأمة' مداعبة الإخوان على طريقته فأنشد يقول عنهم: 'كان يشار إلى مبارك بوصفه أعظم كنز استراتيجي، للإسرائيليين بينما قد يصح أن يشار إلى حكم الإخوان بوصفه كنزا لطرف آخر، ليس لإسرائيل على طريقة إذعان مبارك المباشر، بل كأعظم كنز استراتيجي للأمريكيين، وراقبوا من فضلكم، تصرف الرئيس الإخواني محمد مرسي مع العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة - فقد سحب مرسي سفير مصر في تل أبيب كتعبير احتجاجي، وهو ما اضطر مبارك نفسه لفعله غير مرة، ثم ان مرسي ارسل رئيس وزراءه هشام قنديل إلى غزة ليس دعماً للمقاومة بل دفعاً للمساومة، وصحيح ان مبارك لم يقدم أبدا على مثل هذه الخطوة، لكن الخطوة للا تعبر عن اختلاف نوعي بالمرة، فقد ظل الهدف هو نفسه متعلقاً بامتصاص عابر لغضب الرأي العام، وظل السقف المنخفض هو نفسه، أي التحرك دون المساس بكامب ديفيد، وعلى طريقة الوسيط المصري الضاغط على الفلسطينيين كما تريد واشنطن، وهو ما أرادت إسرائيل اختباره مجددا بعدوانها الأخيرة على غزة وتركت مرسي لاختبار الولاء للأمريكيين وعلى ان تظل سيناء كما هي منزوعة السلاح المصري وعلى ان يظل جيشنا مقيدا، ومأمورا بوقف عملياته لتحرير سيناء من قبضة الإرهابيين وهيمنة الإسرائيليين'.
جيش مصر بعهده الجديد بدأ يجري
مناورات ويأخذ تشكيلات واستعدادات
لا، لا، هذا كلام غير صحيح، فمصر الآن ليست كنز استراتيجي لأمريكا ولا حتى مغارة علي بابا والأربعين حرامي، انما هي اتخذت من الاجراءات ما أرعب إسرائيل بعد أن تغيرت وهو ما أخبرنا به زميلنا ومقدم البرامج الإخواني بقناة 'الجزيرة'، أحمد منصور بقوله يوم الاثنين في عموده اليومي ب'الوطن' - بلا حدود - 'من المؤكد أن إسرائيل قد رصدت خلال الأشهر الماضية التي تلت إقالة قادة المجلس العسكري في مصر، كيف ان جيش مصر في عهد وزير الدفاع الجديد والقيادة السياسية الجديدة للبلاد بدأ يجري مناورات ويأخذ تشكيلات واستعدادات لم يقم بها منذ عشرات السنين، حيث ترهلت القوات المسلحة خلال السنوات والعقود الماضية.
واتجه قادتها لتحويل الجيش إلى شركات بعضها يبيع المخللات والطرشي، وتنافس الباعة الجائلين، من الواضح ان جيش مصر لم يعد هو جيش مصر الذي كانت إسرائيل تحدد وفق الاتفاقات السرية والخاصة ب'كامب ديفيد' ما يفعله وما لا يفعله، من ثم فان القيام بحرب مباغتة، ومدمرة على غزة هو رسالة مباشرة الى مصر وشعبها، ولعل تدمير مقر رئاسة الحكومة الفلسطينية في غزة بعد زيارة رئيس الحكومة المصرية هشام قنديل لها بساعات دليل على الرسالة المباشرة التي وجهتها إسرائيل إلى مصر، ومع تحذير مصر لإسرائيل من قصف غزة خلال زيارة رئيس الوزراء المصري، إلا أن إسرائيل تعمدت أن تواصل قصفها حتى لغزة حتى في ظل وجود رئيس الوزراء المصري، وبذلك فان الرسالة واضحة بأن إسرائيل غير راضية عما تقوم به السياسة المصرية والجيش المصري'.
منصور يقول عن الجيش عكس ما يحصل
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؟ ما هذه الجملة اتي يرصدها منصور بجانب بعضها البعض حتى يملأ بها مساحة العمود، دون أن يلاحظ تعمده ان كل كلامه غير صحيح، وهو يدرك انه يكتب عكس ما حدث ويحدث، ولو بدأنا من الآخر، ذلك ان مصر لم تحذر إسرائيل من ضرب غزة أثناء وجود قنديل، ثم ينسف ادعاءاته بأن إسرائيل تعمدت أن تواصل قصفها في ظل وجوده، أي انها سخرت من التحذير فماذا فعلت مصر بعد ان تغيرت سياستها وجيشها؟
واصلت جهودها في التوسط لوقف إطلاق النار، وعقد هدنة والاتصال بأمريكا لتضغط على إسرائيل، بالإضافة إلى أن قنديل دخل غزة بموافقة إسرائيل وحدد الساعات الثلاث لبقائه، وصرح بنفسه بالعمل على وقف القتال، وقس على ذلك، كل الوقائع ذلك انه تجاهل تحذير الجيش من شهرين فقط من المساس بأنشطته الاقتصادية، ومصر سحبت دباباتها وقواتها من المنطقة بعد أن دخلتها في إطار العملية نسر بعد الهجوم الإرهابي على نقطة الحدود وقتل ستة عشرة من جنود الجيش بعد ان طلبت منه إسرائيل ذلك، بناء على اتفاقية السلام وتوزيع القوات المصرية في سيناء.
التهديد لمصر يأتي من الشرق
أما حكاية المناورات التي بدأ الجيش يجريها والاستعدادات التي لم يقم بها منذ عشرات السنين، فانها أكاذيب معيبة، أو جهل لا يليق بمن في مكانته ومعلوماته، ذلك ان القوات المصرية بدءا من منتصف الثمانينات تجري مناورات بالذخيرة الحية في المنطقة، شرق قناة السويس في سيناء والمسموح فيها بقوات مدرعة، وتضمنت المناورات عبور القناة وإبرار جوي، أي انزال صاعقة ومظليين بمعداتهم من سيارات ومدافع وصواريخ مضادة للدبابات والطائرات المحمولة، بواسطة طائرات الهليكوبتر.
ولم تتوقف تصريحات القادة العسكريين بدءا من وزير الدفاع المشير طنطاوي بأن التهديد لمصر يأتي من الشرق، بل تبادل مبارك نفسه مع افيدجور ليبرمان التهديدات بالحرب عندما لوح ليبرمان قبل ان يكون وزيراً للخارجية بضرب السد العالي وهدمه لإغراق مصر، وإعادة احتلال سيناء وهدد مبارك بأن لدى مصر أسلحة ردع ترد بها، وكان يشير إلى الأسلحة الكيماوية التي رفضت مصر التوقيع على اتفاقية دولية بعدم انتاجها واشترطت أن توقع إسرائيل أولا على اتفاقية حظر الأسلحة النووية، هذه وقائع منشورة علنا في الصحف ومذاعة في العالم كله، ولا يليق أبدا لمن يعرف شيئاً اسمه الأمانة والموضوعية واحترام القاريء ان ينكرها ويذكر عكسها، وأنا هنا لا أدافع أو أهاجم، ولكن أطالب باحترام من نكتب لهم علنا، أما إذا أردنا الكذب والتلفيق، ففي الجلسات الخاصة متسع.
توظيف حادث قطار الصعيد
للمزايدات السياسية
وإلى المعارك والردود المتنوعة التي يضرب أصحابها في كل اتجاه خاصة بعد كارثة مقتل التلاميذ الأطفال أحباب الله من طلبة معهد النور الديني الأزهري في أسيوط تحت عجلات القطار، واشتعال المعارك في كل وسائل الإعلام، وقال عنها يوم الاثنين زميلنا عادل الأنصاري رئيس تحرير جريدة 'حزب الإخوان' 'الحرية والعدالة': 'اتسعت خلال الأيام القليلة الماضية مساحة المزايدات السياسية ومحاولات توظيف الأحداث والمواقف لتحقيق مصالح حزبية ضيقة حتى بلغت هذه المزايدات وتلك المحاولات مدى بعيدا تخطى حاجز المعقول والمقبول، ولعل أبرز نماذج المزايدات بدأ في حادثة اسيوط الكارثية التي كان على الجميع أن يتفرغ للحديث فيها عن الحلول الناجعة للتعامل معها، وتسليط الضوء على مواطن الخلل لمحاولة تلافيها وتغييرها، في مرحلة انتقالية مثقلة بارث إداري مترهل وفني متدن، إلا أن كثيرا من الناس انبرى للتعامل مع الحدث الإنساني في إطار المزايدات والتوظيف السياسي والحزبي الضيق، وبات الحدث مجالا خصباً للتنفيس عن المواقف والطموحات السياسية التي تقدمت في قلوب أصحابها على تحقيق المصلحة العليا للوطن وتغليبها في المواقف والأحداث'.
هويدي يتهم مهاجمي مرسي بسبب
أتوبيس الأطفال بالوقوف على جثثهم
وفي نفس اليوم ابدى زميلنا والكاتب الإسلامي الكبير دهشته من الحملات التي يتم شنها على النظام والرئيس بقوله: 'فوجئت حين تابعت تلك الأصداء في وسائل الإعلام بأن عددا غير قليل من مقدمي البرامج التليفزيونية والمعلقين تصيدوا الحدث للتشهير وتصفية الحسابات والمرارات مع رئيس الجمهورية والحكومة، إذ وقف هؤلاء فوق جثث عشرات التلاميذ لكي يوجهوا أصابع الاتهام وعرائض الادعاء الى الرئيس الذي تولى منصبه منذ أربعة أشهر، وإلى الحكومة التي لم يمعن على تشكيلها ثلاثة أشهر، وسمعت احدى مذيعات التليفزيون وهي تصرخ بصوت عال مطالبة رئيس الجمهورية بأن يرحل هو ورئيس الوزراء طالما انهما فشلا او عجزا خلال تلك الأشهر عن تحمل مسؤولية إصلاح الخلل المتراكم في أداء الحكومة منذ ثلاثين أو أربعين عاما، وأعطت الفرصة كاملة لسيدة ادعت ان ذلك لم يحدث في عد مبارك، فلا غرقت العبارة ولا أحرق قطار الصعيد، ولا تسبب المزلقانات وحوادث الطرق في قتل الآلاف المصريين، وفي حوار تليفزيوني آخر شن أحد المعارضين هجوماً شديداً على التصريحات الرسمية التي أشارت الى ان الإهمال الجسيم الذي تسبب في الكارثة من مخلفات ورواسب النظام السابق رغم ان تلك بديهية لا يستطيع أن ينكرها منصف.
استغربت أيضا لما سمعت وقرأته عن الادعاء باهتمام رئيس الجمهورية والحكومة بما حدث في غزة وتقصيرهم في الاهتمام بكارثة أسيوط'.
للرئيس مرسي: لا ينقصك سوى غرق
عبارة لتكون صورة عن مبارك
وما أن سمع زميلنا محمد فتحي بذلك الذي قيل في 'الحرية' و'العدالة' و'الشروق' و'المصريون' حتى صاح في 'الوطن' في عموده اليومي - في العضل - قائلا: 'نحن أمام رئيس إسلامي كان يستعين دائماً بمقولات أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الذي أكد انه لو تعثرت بغلة في العراق لسئل عنها عمر، فالويل لعمر بن الخطاب لو لم يدرك ذلك، والويل لمرسي وجماعته ولنا جميعاً، لأنهم على ما يبدو لم يدركوا ذلك حتى الآن وأطلقوا حملة تبرير خايبة بعد ترويج فاشل لمشروع وهمي اسمه مشروع النهضة، كنا نسمع كلامك نصدقك يا سيادة الرئيس، ونحاول دعمك، ونتحمل من أجل مساندتنا لك من يتهمنا ببيع القضية، ومن يقذف أعراضنا لوقوفنا خلف رئيس يرونه خادما لمشروع إخواني من الطراز الأول يسعى للتمكين والبقاء في الحكم، لا إلى الإصلاح والنهضة التي وعدتمونا بها، ثم نرى تصرفاتك فنستعجب ونندهش ونكاد نشل لأنها لا تفرق كثيرا في مجملها عن تصرفات مبارك، ولا ينقصك سوى غرق عبارة لتكون صورة طبق الأصل، لكن بدقن'.
وعمود فتحي في الصفحة السادسة، ووقعت في الصفحة الخامسة، احدى الظواهر العجيبة التي لا تقع إلا كل مائة سنة، فقد كان زميلنا الرسام عبدالله في زيارة لأحد أقاربه في سجن مزرعة طرة، وشاهد مبارك، بعد أن قرأ كلام فتحي يقول للرئيس مرسي في الهاتف: 'قشطة عليك، كده فاضل لك عبارة وقطرين كمان عشان تكمل المسيرة، ما تنساش لما تشرف معايا تجيب دراعات البلاي استيشن'.
أحط تجارة هي تجارة الدم
ونترك فهمي في 'الشروق' لنتجه الى 'المصريون' ورئيس مجلس إدارتها وتحريرها زميلنا جمال سلطان وقوله: 'أسوأ تجارة وأحط تجارة هي تجارة الدم، ولقد سقط من نظري كثيرون من الرموز السياسية التي حاولت استغلال مأساة أطفال أسيوط من أجل تصفية حسابات سياسية مع الرئيس محمد مرسي، لم ينظروا الى تلك الفاجعة إلا كفرصة لمكسب سياسي رخيص، هذا بشع جدا، وأدنى مقتضيات المروءة ان يترفع الإنسان عن مثل هذا السلوك غير الأخلاقي'.
هل يعفي اهالي
الضحايا عن مرسي؟
ومن مبارك في الخامسة الى الثانية عشرة ومستشار الجريدة والأستاذ بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، الدكتور محمود خليل وقوله وهو يسدد نظرات نارية كما تظهره الصورة المنشورة له: 'جميل أن يقبل الرئيس محمد مرسي استقالة أخيه في الله وزير النقل، وأن يحيل المسؤولين عن المذبحة المروعة التي راح ضحيتها خمسون طفلا، الى النيابة العامة، ولكن هل يعفيه ذلك من المسؤولية؟ لقد كنت اتوقع من رئيس ساقته أقدار الثورة التي تكالب عليها أعداؤها الى سدة الحكم، ان يمتلك الشجاعة الأدبية ليخرج الى الناس معلنا انه أساء اختيار القيادات الميدانية التي تعمل في خدمة الناس، ان يعلن صراحة انه أخطأ حين اعتمد على عشيرته في الجماعة، أو من يعتبرهم، أخوة له في الله، سواء كانوا بدقون أو غير، بداية من رئيس الوزراء ومرورا بوزير النقل، وانتهاء بمحافظ اسيوط، ذلك ما كنت أتوقعه منك يا دكتور مرسي بحكم انك تقدم نفسك كرئيس إسلامي النشأة والهوى، لكن يبدو انك نسيت قوله تعالى: 'ان الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات الى أهلها'، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، 'إذا اسند الأمر الى غير أهله،، فانتظروا الساعة'، وذلك هو تضييع الأمانة، كنت أتوقع من الرئيس الذي يتيه بأدائه صلاة الفجر في أوقاتها، ويدعو المصريين الى النوم مبكرا حتى يستطيعوا الاستيقاظ لأداء صلاة الفجر ان يمتلك القدرة على تحمل المسؤولية، انك بالعقل وبالشرع مسؤول مسؤولية كاملة، واللي يدارى في بدلة المخلوع مصيره إلى مستعمرة العراة'.
'روز اليوسف' والقرضاوي
وإلى المعارك السريعة التي بدأتها مجلة 'روزاليوسف' في افتتاحيتها ضد الشيخ يوسف القرضاوي بسبب خطبته في الجامع الأزهر يوم الجمعة، فقالت: 'الأمة العربية والإسلامية في أزمة حقيقية مع التصعيد الإسرائيلي الوحشي، ولا يهم القرضاوي في ذلك إلا الإشادة بموقف قطر من العدوان الإسرائيلي في أول صعود له على منبر الأزهر رغم غضب الكثير من الأزهريين لرفض تسييس هذا المنبر الشريف خطبة القرضاوي التي تزامنت مع خروج الآلاف في الأزهر والمئات في التحرير والإسكندرية يدعون لتسليحهم وفتح الحدود مع إسرائيل للجهاد ضدها، استغلها بمعاناته في صعود هذا المنبر التاريخي ذي النفوذ الديني في العالم كله، وتذكر مصر فيما بعد، بعد أن انتهى من قضيته الشخصية، لكن كان غريبا انه لم يجار دعوات الميادين والشوارع بالخروج للجهاد ضد إسرائيل'.
وزير الاعلام وازمة قناة دريم
أما في 'أهرام' الاثنين فقد خاض زميلنا سامي خير الله ست معارك، غمر في اثنتين منها لزميلنا وصديقنا الإخواني وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود الذي قال عنه: '- أيها الزميل العزيز الذي كنا نمنحه أصواتنا، لقد تعاملت مع أزمة قناة دريم بكل غلظة وعنف تحت مسمى الحفاظ على القانون، يا معالي الوزير، أين روح القانون، وهل منح القناة مهلة لمدة شهر سيكون خرقاً للقانون؟ أرى أن أفعالك غير أقوالك، لقد أغضبت كل إعلامي في مصر، وهل لو طلبت أصواتنا سنمنحها لك'.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.