أحياناً الولاء للزوج ورفض العمل في نطاق مؤسسي بدافع التضحية لتكوين أسرة قوية ومُترابطة يكون سبباً يستحق الجلوس في المنزل، فالبعض من الفتيات المتزوجات حديثاً يشترطن مزاولة مهنتها رغماً عن الزوج، ولكن الشابة وجدان العواد تخلّت عن رغبتها وحُلمها منذ كانت طالبة ثانوي تأمل أن تُصبح مُصممة أزياء مُعللةً ذلك بأن زواجها الذي بلغَ ربيعاً بات محطة الاستقرار في حياتها وأنه لطالما ألحّ زوجها أن يُفعّل موهبتها عبر افتتاح محل خاص بها ولكنها رفضت ذلك، «اليوم» التقت بوجدان والتي قالت: «لطالما حلُمت بأن أكون مُصممة أزياء ذات شُهرة وانتشارٍ واسع، ولكني لم أكن جادّة في مشروعي وتوجّهت إلى تصميم الاكسسوارات ونجحت لفترة معينة، وأيضاً لم ألبث إلا أياماً، فتوجّهت إلى مشروعي الذي لازمني منذ ستة شهور وقد أيقنت أنه طريقي إلى النجاح وهو تصميم الكعك بأشكال وأصناف مختلفة، فاكتشفت موهبتي في يومٍ كُنت أستعدّ فيه لحفل خاص بشقيقتي، ففكّرت بتصميم كعكة أُهديها لها في ذلك اليوم، فقمت باستعارة صورة كعكة استوقفتني في أحد المواقع الالكترونية بالإنترنت، فحاولت تقليدها وبالفعل نجحت تماماً، وكنت حينها أنتظر ردة فعل أسرتي حيالها، أطلعت زوجي عليها في البداية لكَوني أثق أنه لن يجاملني وقد أبدى اندهاشاً وإعجاباً كبيراً بما حققته، وشجّعني على المُضي في ذلك قُدماً وأنني أستطيع ابتكار أفضل من ذلك بموهبتي وذائقتي، أما أسرتي فقد أيّدت زوجي إلى حدٍ كبير، حيث قُمنَ بتصويرها ونشرها بين صديقاتهن، في البداية لم أُعِر الأمر أهمية ولم أكن جادةً في ذلك ولكني وجدت نفسي قد مِلت للتوجه ذاته وأصبحت أبتكر غيرها اثنتين وثلاثا وأكثر. وأشارت «وجدان» إلى أنها لم تأخذ الأمر بمحمل الجد سِوى حين هاتفتها زوجة صديق زوجها لتطلُب منها تصميم كعكة لمناسبة خاصة، ولكنها تعذّرت ببُعد المسافة بين منطقتها ومنطقة الزبونة، وفي اليوم التالي هاتفتها أخرى من جهة شقيقتها لتنفيذ طلبية، وبدأت بتعلّم دروس تنفيذ الكعك باحترافية عبر الدورات الالكترونية، مع محاولة إتقان بعض التصاميم الصعبة حتى وصلت إلى مراحل كانت تعتقد أنها لن تجتازها. وجدان الفتاة البالغة 22 ربيعاً استطاعت كسر روتين الجلوس بالمنزل وابتعادها عن زوجها لفترات لظروف عمله استطاعت انجاز عمل محترفين بتدريبٍ ذاتي، وحققت بيع 20 كعكة خلال فترة زمنية وجيزة. ونوّهت على أنها عرضت تصاميم كعكها على بعض المخابز بعد مشورة من شقيقتها وقد لاقت تجاوباً كبيراً ولكنها فضّلت العمل لوحدها للاحتفاظ بسر مهنتها خاصةً بابتكار خليط الكعك الذي تستخدمه.