3 معلقات يروين تجاربهن مع الهجر ويطالبن بعقوبات صارمة سماح ياسين (المدينةالمنورة) اشتكت عدد من سيدات المدينةالمنورة من هجر أزواجهن لهن وتعليقهن وامتناعهم عن الصرف على الأبناء أو القيام بواجباتهم تجاه أبنائهم وزوجاتهم، وطالبن بإيجاد عقوبات للزوج الذي يهجر زوجته ويعلقها في حال طلبت الطلاق منه. وروت ثلاث سيدات ل (عكاظ) تجربتهن مع هجر أزواجهن لهن وتركهن معلقات لسنوات، وما الخطوات القانونية والشرعية التي لجأن إليها للوصول إلى الطلاق.بداية قالت أم محمد، التي علقها زوجها أكثر من ست سنوات (بعد زواج استمر أكثر من عشرين عاما تغير زوجي في معاملته لي ولأبنائنا، حتى أصبحت الحياة معه لا تطاق وأشبه بالجحيم، فطلبت منه الطلاق ولكنه رفض، وتجنبا للمشاكل معه خرجت أنا وأبنائي من المنزل وسكنا في منزل أهلي، وصممت على الطلاق ولكنه رفض وتركني معلقه حوالى ست سنوات، إلى أن تجرأت ورفعت قضية خلع له ورفض أن يحضر بعض الجلسات التي خصصها القاضي لسماع أقواله والوصول معه إلى حل، وفي آخر مرة قام القاضي بخلعي منه بعد عدة جلسات).وطالبت أم محمد بوضع أنظمة وعقوبات أكثر صرامة على الزوج المستهتر المتغيب والذي جل اهتمامه إتعاب زوجته وتعطيل أمورها بتعليقها أو هجرها.من جانبها قالت خديجة، وهي موظفة في القطاع الحكومي ولديها ثلاثة أبناء (عشت مع طليقي تسع سنوات تجرعت خلالها كل أنواع الذل والإهانة، إلى أن وصل بي الأمر إلى استحالة استمرار الحياة معه، فتركت له المنزل وذهبت إلى منزل أهلي وطلبت منه الطلاق واختفى ولم أعد أره أو أسمع عنه شيئا، حتى إنه لم يسأل عن أبنائه. وفجأة حضر للمطالبة بهم مقابل ورقة طلاقي فرفضت بشدة فذهب إلى المحكمة لرفع قضية حضانة الأبناء، واستمرت الجلسات لأكثر من عام حتى استطعت أن أثبت أنه غير صالح لأن يكون زوجا أو أبا، وحكم لي القاضي بالطلاق وبحضانة الأبناء). وأضافت أن هناك الكثير من المعلقات اللاتي لا يستطعن دفع المبلغ الذي يطلبه الزوج لمخالعة زوجته، وهذا فيه ظلم للمرأة خصوصا إذا كان زوجها لا يصلح أن يكون زوجا وأبا.أما أم أنس فتروي قصة تعليقها قائلة (لقد علقني زوجي أكثر من عشر سنوات وهرب خارج البلاد، ولم تفلح الجهات المختصة بإعادته، وبعد أن تم إثبات أنه هارب خارج البلاد استطعت أن أحصل على طلاقي منه غيابيا). وأكدت أنه لا بد من إيجاد عقوبات رادعة للزوج الذي يهجر زوجته ولا يصرف عليها أو يتركها معلقة، فالزوجة إنسانة وليست مجرد سلعة يتم شراؤها ووضعها في المنزل وتحريكها على مزاج الزوج والمجتمع، مشيرة إلى أن هناك الكثير من المعلقات والمهجورات واللاتي لا يستطعن أخذ حقوقهن إما لخوفهن من المجتمع أو لجهلهن في أمور التعليق والهجر، حتى أصبح الرجل مستهترا في زوجته ولا يبالي بمن أين تأكل أو تشرب أو تصرف على أبنائه الذين أتوا إلى الدنيا من صلبه، وتركهم ليعيش في دنيا أخرى غير مبال بهم وغير مهتم لأمرهم.إلى ذلك أوضح الشيخ فيصل الشيخ القاضي في المحكمة الجزئية في المدينةالمنورة، أنه يجب على الزوج أن يصرف على أبنائه وزوجته، ويحق للزوجة المهجورة والتي لا يقوم زوجها بواجباته تجاهها وتجاه الأبناء أن تقيم الدعوى على زوجها في البلد الذي تقيم فيه لو كان زوجها يعيش في مدينة أخرى. وأضاف (أما بالنسبة إلى المرأة المعلقة فكذلك تتقدم بشكوى إلى المحكمة بطلب الطلاق من زوجها شارحة ظروفها، بعد ذلك تقوم المحكمة باستدعائه وإذا لم يحضر في المرة الأولى يتم استدعاؤه مرة أخرى، وفي حال لم يحضر يعطى مهلة ويتم النظر في أسباب عدم حضوره وإذا كان بسبب رفض منه فهنا تسمع البينة ويتم الحكم غيابيا بتطليق الزوجة منه).